واجهت لجنة الحكام السعودية السابقة بقيادة عبدالله الناصر انتقادات كثيرة من قبل الأندية، بعد أن تزايدت أخطاء الحكام المحليين والأجانب، ما أدى إلى تغيير نتائج عدة مباريات، خاصة في نصف نهائي مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، ودوري زين للمحترفين لكرة القدم، وهو ما حدا بالأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، لاتخاذ قرار عاجل بإقالة اللجنة وتعيين أخرى، على أمل إصلاح التحكيم السعودي. القشة التي قصمت ظهر البعير وكان القرار الذي اتخذته اللجنة السابقة بإيقاف أربعة حكام لمدة شهرين، كانوا ظهروا في برنامج (في المرمى) الذي يقدمه الزميل بتال القوس، وتبثه قناة (العربية)، بعد أن انتقدوا أوضاعهم في بعض الملاعب، مطالبين بتحسين الظروف التي يعانونها، هو القشة التي قصمت ظهر اللجنة، بعد أن ظلت عرضة لانتقادات متواصلة من رؤساء الأندية، وبعض أعضاء الشرف. وأصبحت كل مباراة محلية تثير ردود أفعال سلبية تجاه اللجنة في ظل أخطاء مدمرة ارتكبها حكام صاعدون لم يرتقوا لصعوبة المناسبة. الأهلي يطالب بالأجانب ويبرز في هذا المجال التصريح الذي أطلقه الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي الأهلي، الذي أرجع تذبذب نتائج الفريق إلى الإصابات، وعدم الاستفادة الفاعلة من العنصر الأجنبي، بالإضافة لتعاقب المدربين والتحكيم (مشكلة الفريق المزمنة) وقال: “مارس حكام بعض المباريات على الأهلي ضغوطا كبيرة بأخطائهم الواضحة التي كشفها خبراء التحكيم في القنوات الفضائية، وتناولتها أعمدة النقاد الرياضيين.. وقد تجلت هذه الأخطاء تحديدا أمام القادسية والهلال ونجران بشكل يثير الاستغراب!”. وهدد الأمير فهد بن خالد المشرف على جهاز كرة القدم بالأهلي، بترك المجال الرياضي، ممتعضا من أداء الحكم السعودي، وقال ردا على تصريح لعبد الله الناصر رئيس لجنة الحكام، الذي طلب من الأمير فهد بن خالد عدم التصريح وهو منفعل عقب المباريات: “أرفض تماما نصيحة الناصر، وأنا أعرف متى أصرح”. ووصف الأخطاء التي وقع فيها حكام بعض مباريات الأهلي بأنها غير مبررة. وكشف عبدالعزيز العنقري رئيس النادي عن مخاطبتهم للأمانة العامة لاتحاد الكرة السعودي لإسناد مباريات الأهلي إلى طاقم تحكيم أجنبي جيد. النصر غير راض عن التحكيم وأظهر الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر كثر من مرة حالة عدم رضا صريحة على الحكام، خاصة الأجانب منهم، وبالذات اليوناني (فاسيليوس) الذي أدار مباراة فريقه أمام الشباب في ختام الجولة 14 للدوري، مؤكدا أن الحكم بقراره الخاطئ بطرد الحارس خالد راضي قدم خدمة كبيرة للشباب الذي لعب كاملا أمام عشرة لاعبين دافعوا عن قمصان النصر لأكثر من 85 دقيقة. كما انتقد المستوى الذي ظهر به التحكيم في عدة لقاءات للنصر، وقال: “تعرضنا هذا الموسم لجملة من الأخطاء القوية من قبل بعض الحكام، وهي ظالمة ولا يوجد قاموس يفسرها ويتعرف عليها. وأرجو ألا يعد صمتنا بخصوص الظلم الذي تعرضنا له، أننا راضون عن التحكيم، وستكون لنا وقفة قوية وحازمة”. مشيرا إلى أنه في حال استمرت مسألة الظلم التحكيمي سيرفع مسيرو النصر للأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب. الاتحاد يطالب بتجهيز أفضل من جهته، شدد فراس التركي عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد على صعوبة مهمة لجنة الحكام الجديدة في ظل انعدام الثقة في أداء الحكام، وقال: “لم يعد التحكيم كما كان في السابق. هبط كثيرا، والدليل أن الحكام في السابق وصلوا إلى كأس العالم وبطولات خارجية، والآن لا نراهم في تلك المحافل الدولية، هناك ندرة في المواهب التحكيمية، وهذا أمر واضح للجميع”. وطالب التركي بضرورة إعداد الحكام مستقبلا بشكل أفضل مما كان في هذا الموسم، قائلا: “إذا كان الإعداد غير جيد فسيتأثر مستوى الحكم، سمعنا عن إلغاء دورة تطوير الحكام في هنجاريا، التي كانت جزءا من خطة تطوير الحكام، فلا يكفي إحضار خبير تحكيمي أوروبي لنقول: إن لدينا تطويرا، لا بد أن يحتك الحكم في الدوريات الخارجية”. الهلال يشكو من الضغوط وطالب الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال أيضا بتكليف حكام أجانب لمباريات فريقه، خاصة في الدوري، معترضا على الطريقة التي أدار بها الحكام السعوديون بعض المباريات. وقال: “قررنا عدم السكوت كما في السابق عن أي خطأ يقع فيه أي حكم، وسنفعل مثل البقية وننتقد حتى أدق الأخطاء التي قد تضر الفريق”. وأضاف أن الهلال عانى كثيرا في الماضي بسبب الأخطاء التحكيمية، لكنه كان متخذا قرارا بعدم الحديث عن التحكيم، غير أنه سيغير نهجه وسينتقد كل خطأ، معتبرا الأمر طبيعيا، خاصة أن مسؤولي الكرة السعودية تحدثوا أيضا عن التحكيم حين ظلم المنتخب السعودي آسيويا. وجدد مطالبته بتكليف حكام أجانب لمباريات الهلال في الدوري، معلنا تكفلهم في نادي الهلال بالمصاريف كافة مقابل أن يلعب الفريق وسط أجواء تحكيمية عادلة لجميع الفرق. البلطان يطالب بمعاقبة المخطئينوظل خالد البلطان رئيس نادي الشباب يشكو باستمرار من التحكيم وينادي بالاستعانة بالحكام الأجانب في مباريات الفريق الأول لكرة القدم، حيث قال: “نطالب بالاستعانة بالحكام الأجانب، حسب النظام الذي أقره الرئيس العام ونائبه”. وتطرق الرئيس الشبابي إلى الأخطاء المؤثرة على نتائج المباريات، وقال: “ما تعرض له الشباب في بعض اللقاءات لو حدث لأي فريق آخر، لقامت الدنيا ولم تقعد”. وطلب من رئيس لجنة الحكام السابق معاقبة الحكام الذين يرتكبون الأخطاء وإعلان ذلك. وشدد على أنه لن ينجرف وراء التصريحات الانفعالية، ولكن يجب أن تكون هناك قرارات واضحة من قبل لجنة الحكام ضد الحكام الذين أضاعوا نتائج الفرق. وأشار إلى أنه لن يصرح ضد الحكام مرة أخرى لأنه “لا حياة لمن تنادي”.