فاصلة: «الحصاد مرجعه إلى العمل أكثر منه إلى الحقل» - حكمة عالمية - نجح برنامج «يا هلا في أمريكا «لأنه عمل إعلامي استهدف قضايا شريحة معينة، ربما لا يعرف المجتمع عن حياتها شيئاً كثيراً. الزميل «علي العلياني» ليس مجرد مذيع، بل هو إعلامي متمكن من أدواته الفنية بالإضافة إلى شفافيته في طرح الموضوعات وإخلاصه في تحقيق الهدف من أي برنامج يتولى تقديمه. وراء هذا البرنامج كوادر بشرية متعددة ومخلصة في العمل وإلا لما نجح هذا النجاح، لكني أؤكد بأن على المذيع العبء الأكبر في إيصال رسالة كاتب الفكرة ولو لم يكن علي مذيعاً متميزاً لماتت الفكرة منذ أول حلقة. جاء البرنامج معالجاً لأكثر من فكرة في حياة المبتعثين يناقش مشاكلهم في الغربة ويبرز نجاحاتهم ويعيش حياتهم، والمهم في نظري أنه استطاع أن يقدم الصورة الحقيقية للمبتعث والمبتعثة والتي تشكَّلت من قبل بشكل ضبابي عبر وسائل الإعلام سواء التقليدية أو الإعلام الجديد. كما أنه بأسلوبه المميز استطاع اختراق حاجز الصمت في نقاش الموضوعات الحساسة مثل التعايش بين السني والشيعي وبث رسائل ضمنية تؤكد مسئولية المجتمع ووسائل الإعلام في ولادة الظواهر الاجتماعية. الزميل «علي» على مدار شهر كامل استطاع أن يحترم الجمهور فيقدم له مادة بسيطة تلامس قلوب الناس مع احترامه لعقولهم. بالإضافة إلى أن المبتعث أو المبتعثة السعودية كانا بحاجة إلى صوت مخلص يحمل للمجتمع قضاياهم وهمومهم، فكان برنامج «يا هلا» هو الموصل الحقيقي لأصواتهم. تحياتي لصاحب الفكرة الزميل «ثامر الميمان».. أما الزميل علي فتكفيه دعوات الأمهات وهو يقابل أولادهن في الغربة ويخلق جواً من المودة والحميمية لا يستطيع خلقها مذيع بمواصفات عادية. بانتظار «يا هلا» العام القادم في مكان آخر على خارطة هذا العالم يتعلم ويُولد من جديد فيه المبتعثون ليعودوا أكثر انفتاحاً على معالم الغد. [email protected]