أعاد من جديد الإعلامي علي العلياني الروح الغائبة منذ أعوام عن برنامج «يا هلا» الذي يعرض على روتانا خليجية من خلال إعادة هيكلة البرنامج بشكل يرتقي لفكر وذائقة المتابع عبر الأطروحات التي تهم المشاهدين، خاصة تلك القضايا الحساسة التي تشغل المجتمع السعودي والتوغل فيها متجاوزا كل الأسلاك الشائكة المحيطة بها ليتسبب في إراقة دماء الخجل على وجوه الغالبية ممن لهم أياد فيها، ولعل العلياني الذي يعتبر من صقور الإعلام السعودي المهاجرة خارجا يحمل في داخله هما كبيرا حيث جند نفسه لخدمة مجتمعه ووطنه من خلال تسليط الضوء على بعض السلبيات التي يعملها البعض في الخفاء لتكون واضحة أمام المسؤول والمواطن بشكل حيادي وبطرح يرتقي إلى ذائقة واهتمام المشاهد والذي يهمه مثل هذا الطرح لاسيما في الوقت الحالي الذي أصبحت فيه القضايا الشائكة والحساسة تشكل هاجسا كبيرا للمجتمع السعودي، ويقدم من خلال حلقات برنامجه أنموذجا حيا للدور المثالي للإعلامي السعودي المدرك لقضايا تهم الناس منتزعا له سقفا عاليا من الحرية دون أن يتجاوز بها الخطوط الحمراء ومبتعدا عن الخطوط الوردية التي كان يعمل بها في السابق. فما يقوم به العلياني في الفترة الحالية عبر برنامج «يا هلا» يعتبر نجاحا للإعلام الخاص الذي سحب البساط منذ زمن من القنوات الحكومية التي لا يمكن أن توازيها من خلال اتساع الأفق ومساحة الحرية، كما استطاع كسب ثقة الشارع الذي يبحث عمن يعبر عن همومهم ومشكلاتهم المتعلقة بحياتهم الاجتماعية والعملية، وقد حظي برنامج «يا هلا» بحصة كبيرة من المتابعين في الفترة الحالية بعد تناول البرنامج قضايا مهمة وحساسة لم يعتد عليها الشارع من قبل، وهنا أثبت الإعلامي علي العلياني أنه أحد الكوادر الإعلامية السعودية التي استطاعت التحليق في سماء الفضاء، فاردا جناحيه دون توقف حاملا معه رسالته الحقيقية لغسل هموم الناس ومعالجة كل القضايا الساخنة التي باتت تشغل المجتمعات بكل شرائحها، العلياني ومن خلال برنامج وضع منهجية واحترافية غير مسبوقة تدل على ما يمتلكه من أفكار ورؤى بإمكانها أن تجعله من الأرقام الصعبة في عالم الإعلام العربي .