فاصلة: (الرأي المسبق مزعج لأنه يستبعد كل حكم) - حكمة لاتينية - السؤال الأكثر أهمية: لماذا تصدر السعوديون قائمة التحرش بالنساء مقارنة بجنسيات أخرى؟ هذا ما كنت سأتناوله في مقالتي اليوم؛ فعنوان الخبر يقول «2797 متحرشاً بالنساء خلال عام، 59 % منهم سعوديون»، ومدينة الرياض تحتل قائمة المدن في ارتفاع نسبة التحرش بالنساء!! بعد أن قرأت الخبر تراجعت، فلا وجود لمصدر هذه المعلومة الخطيرة في الخبر المنشور، وبدلاً من التركيز على معرفة أسباب هذه النسبة ركز الخبر على تفاصيل هامشية، لا تتساوى في أهميتها مع القنبلة التي فجرها العنوان. لا أعرف متى سيعرف الصحفي أن المعلومة التي ينشرها هي بالدرجة الأولى أمانة، وبالدرجة الثانية مسؤولية؟ هذا الخبر سيتم تناوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي المنتديات، وسينشغل المتناقشون في أسباب تصدر السعودي قائمة الجنسيات المختلفة في التحرش بالنساء، بينما لم نعرف إلى الآن كيف ولدت هذه المعلومة، وما مصدرها، أهو استطلاع صحفي أم دراسة علمية؟ من أخلاقيات المهنة أن يدرك الصحفي تأثير ما سينشره قبل أن يرسله إلى صحيفته. لكن السؤال: كم صحفياً لدينا يعرف ما هي أخلاقيات المهنة؟ وكم مؤسسة صحفية اهتمت بأن يعرف صحفيوها أخلاقيات المهنة؟ وسوف تبقى الأسئلة معلقة حتى ينشأ جيل جديد يؤمن بتأثيره في المجتمع؛ فيسعى لأن يكون تأثيراً إيجابياً. [email protected]