كثيرا ما أجد نفسي حائراً أمام مفارقات مفصلية في تعاطينا الإعلامي الرياضي بعدما أخذنا بأخلاقيات المهنة الى الشط الآخر وباتت مرتبطة بالميول والعلاقات الشخصية لتكن نبراس العمل الصحفي وديدنه الذي يسري في التقييم والانتقاد والتحليل ونقبل الخبر والتحاور مسرى الدم. الذي أريد الوصول اليه أن الإعلامي لا يجد حرجا في مجاهرته بالميول ولا بتعصبه ولا بانتهاكه لحرمة المهنة. فكم من إعلامي ينحني أمام علاقاته . وكم من إعلامي انغمس في سطحية فكره . وكم من إعلامي لم يعد قادرا استعادة توازنه بعدما تبدلت مبادئه امام متغيرات قلمه بين الحين والآخر لتظهر انزلاقات اعلامية من يجيدها نطقا وثقافة تفرد له مساحات كبيرة في وسطنا الرياضي. فلم يعد هناك مساحة لموضع قدم للإعلاميين المهنيين حيث ذهب أولئك بنجاحاتهم للجلوس بالصفوف الخلفية تاركين المجال امام كل من هب ودب. فإذا لم تشتم وتتهكم وتنتقص من الآخرين وتغمز وتلمز فإنك إعلامي لا مكان لك من الاعراب وقد لا تنشأ لك نجومية اعلامية يسعى الكثيرون للوصول اليها. سألت احد الإعلاميين (القريبين مني) وقلت شكلك بايخ وأنت تتحدث وتتهجم وتنال من هذا وتقاطع هذا فرد علي وقال أنا اذا لم اكن هكذا فلن يلتفتوا لي مهما بلغت من المهنية والعلم ومهما عظمت اخلاقياتي . فالأعراف الصحفية لا تؤكل عيشا فأنا منذ ان اصبحت ملازما للفوضى ومتحدثا باسمها الكل يبحث عني والكل يرحب بحضوري ومما أشعرني اني رقم صعب فضائياً وحرف لا يغيب ورقيا حتى مقالاتي التي تفوح بالمتناقضات تتصدر الصحف ومدى تأثيرها يضرب بجذورها في اعماق وعينا الرياضي واقبال شديد عليها لم اجده من قبل ... وش تحسب يا صديقي هكذا اللعبة.. وإعلامي آخر قال مشي حالك لا تدقق انا عندما أكتب عن القيم والتنوير والتثقيف لا احد يقرأ لي ومن يوم حولت بوصلة قلمي ليعزف على اوتار التعصب والميول حلقت كلماتي في سماء المتلقي حينها عرفت من اين تؤكل الكتف. صمت أمام أصدقائي من الإعلاميين متمسك بما انا مؤمن به متحسر على المستوى الذي وصلنا اليه مدرك تماما بأن هذه نظرة قاصرة مردوة على متبنيها..ولكن السؤال من المسؤول عن الفوضى الإعلامية ؟ وأنا هنا لا أجد في نفسي حرجا عندما اشير الى هذا الانحدار المهني بل أرى أنني مدفوع بحماس إلى كتابة هذي المعضلة. برغم من مرور الجولة الرابعة للدوري إلا ان الشباب هو الثابت والبقية متحركة فالاتحاد بلا نكهة والهلال فاقد لهيبته والاهلي والنصر يركضان في الفضاء والوحدة تسبح عكس التيار والاندية الأخرى تدور في حلقة مفرغة. أما الفتح فريق سعودي يدار بفكر أوربي. وقفة كانيدا ربما صنع فريقا لا يهزم ولكنه غير ممتع ولا مقنع.