يعكف المسلمون خاصة في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن على كتاب الله قراءةً وحفظا وتدبرا إلى جانب الكثير من أبواب الخير الأخرى في هذا الشهر الفضيل, فيما تنتشر في أروقة المسجد النبوي وباقي جوامع ومساجد المدينةالمنورة كميات كبيرة من المصحف الشريف من طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة، حيث تم وضعها في متناول جموع المصلين في محاضن خاصة له منتشرة في كل مكان. وحمد الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الله تعالى أن قيّض على مدى الأزمان من يحفظون ويعتنون وينشرون كتابه الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو محفوظ من الله عز وجل، حيث قال تعالى في محكم التنزيل (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وذكر الدكتور العوفي أن المجمع قد أنجز في مجال الدراسات القرآنية أكثر من «40» دراسة ومصنفاً ولفت إلى أن المجمع وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يقوم بتقديم نسخة من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، حيث يواصل المجمع سنوياً توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على كل حاج عند مغادرته منافذ المملكة البالغ عددها أكثر من «000ر800ر1» نسخة من إنتاجه لهم سنوياً إذ زاد عدد النسخ الموزعة على الحجاج حتى موسم 1433 / 1434ه على 32 مليون نسخة، كما أن المجمع يخطو خطوات واسعة نحو تطبيق الحكومة الإلكترونية في أعماله فتربط مختلف إداراته وأقسامه شبكة داخلية (إنترانت) وأعد أنظمة حاسوبية لمختلف أعماله. كما ينفرد المجمع بنظام دقيق للمراقبة متعدد المراحل على إصداراته للتأكد من سلامته باتباع أسلوب رقابي متميز لا يوجد في أي مؤسسة طباعية إنتاجية أخرى مثله في العالم. كما أنشأ المجمع مصنعاً متكاملا خاصا به للأقراص المدمجة CD يشمل التصنيع والطباعة والتغليف بطاقة إنتاجية قدرها «840» قرصاً في الساعة وتأخذ الأمانة العامة عند إعداد خطة الإنتاج في اعتبارها تنفيذ الأوامر السامية والكميات الموجودة في المستودعات وحجم الطلبات التي ترد للمجمع من مختلف الجهات في الداخل والخارج وتنويع الإصدارات مع المحافظة على دقة طباعتها وسلامتها حيث يضع المجمع ضمن خططه المستقبلية العمل على زيادة إنتاجه وتنويعه ويدرس باستمرار أفكار ونماذج جديدة من الإصدارات المطبوعة والمسجلة. وإدراكاً من المجمع لأهمية الإفادة من وسائل النشر الحديثة أسس موقعاً على شبكة الإنترنت بسبع لغات عالمية هي الإنجليزية والفرنسية والإندونيسية والإسبانية والأوردو والهوسا، إضافة إلى اللغة العربية وثلاثة عشر موقعاً متخصصاً عن مصحف المدينة النبوية وترجمات معانيه يحتوي على برنامج لتصفح القرآن الكريم ومجموعة من التفاسير وكتب علوم القرآن الكريم، وهو حالياً تحت الدراة لتطويره بشكل جوهري ومصحف المدينة النبوية للحاسوب الكفي يحتوي على برنامج مصحف المدينة المتاح على الأجهزة الكفية pocketPC فقط. أما مصحف المدينة النبوية - خدمات حاسوبية للقرآن الكريم وعلومه فإنه يحتوي على برنامج مصحف المدينة خدمات حاسوبية للقرآن الكريم وعلومه والمتاح تحميله على الجهاز الشخصي ونسخة على أقراص DVD ومصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي وهو برنامج يساعد على الاستشهاد بنصوص الآيات القرآنية بالرسم العثماني وإدراجها داخل المستندات الحاسوبية. وقد لاقى هذا البرنامج قبولاً كبيراً لدى مستخدميه وصور الإصدارات يحتوي على صور إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ويحتوي حالياً على نسخة كاملة من المصحف الشريف برواية حفص خمسة أحجام مختلفة ورواية ورش وقالون وشعبة ونسخة من مصحف النسخ تعليق ونسخة من كتاب التفسير الميسّر. ويحتوي الموقع أيضاً على «15» ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات الإنكليزية والصينية واليوربا والفرنسية والروسية والإندونيسية والهوسا والأنكو والتركية والأوردو والإيرانونية والفيتنامية والتاميلية والمليبارية والبرتغالية ويمكن تصفح جميع الإصدارات المتاحة في هذا الموقع على أجهزة (آي فون ، وآي باد ) ويمكن تحميل الإصدار المطلوب من (متجر آبل Apple store) مباشرة وما يزال التحديث جارياً لإضافة بقية الترجمات الأخرى. ويولي المجمع عناية كبيرة بالتقنيات والبرامج الحاسوبية التي يمكن تسخيرها لخدمة القرآن الكريم وعلومه من خلال تطوير مجموعة من الخطوط الحاسوبية التي تخدم نص القرآن الكريم بالرسم العثماني الموافق لمصحف المدينة النبوية بمختلف الروايات تتوافق مع النظام المعياري Unicode . وقد تم الانتهاء من إعداد الخط الحاسوبي وَفْق رواية حفص ورواية ورش ويجري العمل على إنتاج الخطوط الحاسوبية لبقية الروايات كما تم إتاحة الخط الحاسوبي المذكور في موقع مجموعة الخطوط الحاسوبية التابع للمجمع ودعم بيئة التطوير لخطوط نص القرآن الكريم بالرسم العثماني ومن بين ذلك العمل على إدراج بعض علامات الرسم العثماني ضمن الترميز الدولي Unicode وتطوير عدد من البرمجيات والأدوات الحاسوبية التي يستفاد منها داخل المجمع في أعمال التدقيق الإلكتروني واستخلاص الخطوط الحاسوبية المطابقة للمصحف المطبوع آلياً وتصميم نظام مولد الخطوط ليكون نموذجاً رائداً في توليد خط المصحف الشريف المنسوخ بخط اليد وإنتاج «True Type Font» من خلال مجموعة من المراحل التي يمر بها الخط حتى يصل إلى المنتج النهائي لجميع المصاحف وذلك بعد أن يتمَّ تعريفها للنظام أولاً وليقوم النظام بتوليد (ترو تايب فونت) لها.