أكد السفير جمال البيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- سيعطي دفعة قوية للعمل الاقتصادي المشترك خلال انعقاد القمة الاقتصادية بالرياض. وقال البيومي في حوار أجرته معه «الجزيرة» إن قمة الرياض ستعمل على تحفيز آليات التعاون الاقتصادي العربي نحو تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الوطن العربي، مشيراً إلى أن القمم الاقتصادية نجحت في زيادة التبادل التجاري إلى 19%، وأكد أن تطبيق المشروعات العربية المشتركة ستعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول العربية. وإلى تفاصيل الحوار: * بداية.. ما رأيك في عقد القمة الاقتصادية وكيف تفسر من ينتقد عقد هذه القمم؟ - عقد القمم العربية سواء العامة أو الاقتصادية هو نجاح في حد ذاته، وهناك نواتج كثيرة حدثت حتى لا ننظر إلى نصف الكأس الفارغ، فانعقاد القمة يهدف إلى متابعة سير العمل فيما اتخذ من قرارات، وقد حدث نجاح على المستوى العربي في عقد القمة العربية بشكل دوري كل عام في مارس، وعقد القمة الاقتصادية كل عامين. * كيف ترى عقد القمة الاقتصادية بالرياض في هذا التوقيت وفرص نجاحها؟ - هناك ضغوط كبيرة على القمة الاقتصادية بالرياض للخروج بمبادرات تلبي طموحات الشارع العربي، ومن المؤكد أن عقد القمة الاقتصادية بالرياض وتحت عباءة خادم الحرمين الشريفين المنشغل دائماً بالهم العربي وبتحقيق حلم التكامل العربي في كافة المجالات ومنه المجال الاقتصادي سيكون أكبر داعم لنجاح هذه القمة الاقتصادية إلى جانب أنها تعقد في دولة من أكبر الاقتصاديات المنطقة التي ستكون عاملاً ثانياً على نجاح هذه القمة، وهناك تطور كبير تشهده المملكة العربية السعودية خاصة على مستوى الدبلوماسية السعودية في العالم الذي يتولاها شباب سعودي على قدر عال من الوعي والتميز، ولمست ذلك بنفسي في إحدى الزيارات الخارجية، وهما مؤشر على مدى التطور الذي تشهده التنمية البشرية في السعودية وأتوقع أن تخرج القمة الاقتصادية بآليات داعمة للعمل العربي الاقتصادي المشترك. وأعتقد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيكون له بصمة على القمة الاقتصادية، وأتوقع إطلاقه لأكثر من مبادرة خلال هذه القمة لدعم العمل الاقتصادي العربي وهذا ليس جديداًَ على خادم الحرمين الشريفين. * كيف ترى الظروف التي تمر بها القمة الاقتصادية الثالثة؟ - تأتي هذه الدورة في وقت تمر فيه المنطقة العربية بتغيرات اجتماعية وسياسية مهمة وتحولات سيكون لها أثر كبير على خطط التنمية في الدول العربية، وهذه التغيرات كان السبب فيها ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتدني مستوى الخدمات الاجتماعية، وانتهاك حقوق الإنسان، والإقصاء والتهميش، وتأتي أهمية القمة في تحفيز آليات التعاون الاقتصادي العربي نحو تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الوطن العربي، بما يحقق مصالح جميع الدول العربية، وقمة الرياض ستبحث قضية التنمية العربية خاصة الاستثمار والقطاع الخاص ودور المجتمع المدني والشباب بما ينعكس في ارتفاع مستوى معيشة المواطن العربي اليوم وفي المستقبل. * هل ترى دوراً إيجابياً للقمم العربية على صعيد العمل المشترك؟ - هناك نتائج كثيرة إيجابية ومنها على سبيل المثال العمل على إنشاء منطقة التجارة الحرة العربية وتم متابعة المنطقة بانتظام خلال القمم التالية حتى أصبحت واقعاً حقيقياً، وكذلك طرح عدد من المشروعات التي تسعى إلى التكامل بين الدول العربية مثل مشروع الربط الكهربائي العربي، ومخطط الربط البري بالسكك الحديدية، والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي، والاتحاد الجمركي العربي، وإنشاء صندوق لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي، وغيرها من المشروعات مثل مشروع الربط البحري، وربط شبكات الإنترنت العربية، وتعزيز قدرات الصناعات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية، وتعزيز جهود تنفيذ الأهداف التنموية للألفية. * ولكن هناك من يرى أن منطقة التجارة الحرة مازالت على الورق؟ - هذا غير حقيقي، فالأرقام تشير إلى أن التجارة البينية العربية ارتفعت من 8% إلى 19%، كما استفادة دول كثيرة من التجارة البينية بين الدول العربية، فالأردن ارتفعت تجارتها مع الأردن بنسبة 22% ولبنان إلى 40%. * كيف تقيم دور القمم الاقتصادية في إطلاق مشروعات قومية عربية للتكامل العربي؟ - القمم الاقتصادية لها دور كبير في إطلاق كثير من المشروعات، ففي قمة الكويت 2009 تم إقرار الكثير من المشروعات في مجال البنية الأساسية والتجارة البينية ومن هذه المشروعات مشروع الربط الكهربائي وخطوط السكك الحديد وشبكات الطرق والطيران وغيرها. * ما تأثير هذه المشروعات على التنمية الإقليمية؟ - لهذا المشروعات أهمية كبيرة على التنمية الإقليمية بين الدول العربية، وزيادة التجارة، خصوصاً أن التجارة البينية وصلت إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه، وبهذه المشروعات سوف تزداد التجارة البينية بين الدول العربية عن طريق خطوط السكك الحديدية وشبكات الطرق وغيرها من المشروعات التنموية التي تساعد على التكامل الاقتصادي العربي. * وماذا ننتظر من القمة الاقتصادية بالرياض؟ - القمة الاقتصادية بالرياض ستعمل على متابعة منطقة التجارة الحرة وتحاول إزالة المعوقات التي تحول دون التطبيق الكامل لهذه المنطقة وتعميق العلاقات من مرحلة منطقة التجارة إلى الاتحاد الجمركي، حيث يعكف مجموعة من الخبراء العرب على توحيد الرسوم الجمركية مع العالم الخارجي، وهذه المهمة صعبة، خاصة في ظل التشوهات الجمركية التي تشهدها المنطقة العربية، فهناك دول تعتمد على الرسوم الجمركية، لهذا تفرض رسوم جمركية كبيرة مثل لبنان التي ستتضرر من تطبيق الرسوم الجمركية الموحدة، بسبب اعتماد إيراداتها على الرسوم الجمركية، وهناك مغالاة في الرسوم الجمركية في سوريا ومصر وغيرهما من الدول العربية، لهذا الانتقال من منطقة التجارة العربية الحرة الى منطقة جمركية عربية ربما يواجه كثيراً من المعوقات التي يجب أن يعمل القادة العرب على إزالتها. * وماذا عن تحرير تجارة الخدمات؟ - قمة الرياض ستناقش تحرير تجارة الخدمات بين الدول العربية سواء في مجالات النقل البحري أو الجوي، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نتائج إيجابية على مستوى التجارة العربية العربية. * وكيف ترى تناول القمة للآثار السلبية التي شهدتها دول الربيع العربي؟ - من المؤكد أن القمة ستتناول ملف تمويل أو دعم قدرات دول الربيع العربي (مصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن)، وهذا ضروري حتى تنفي دول الخليج التهمة الموجهة إليها بأنها لا تدعم دول الربيع العربي، لذلك ستتناول قمة الرياض وسائل دعم الاقتصاديات العربية التي عانت بسبب الثورات التي حدثت خلال العامين الماضيين. * ولكن هذه المساعدات تتم بالفعل من السعودية وقطر والكويت؟ - نعم توجد مساعدات على المستوي الثنائي بين السعودية ومصر، أو بين قطر ومصر، ولكن نتمنى أن تتم تحت مظلة الجامعة العربية حتى يحقق ذلك نوعاً من التكامل بين الدول العربية. * هل سيتم طرح مشروعات جديدة في قمة الرياض؟ - خلال قمة شرم الشيخ 2011، تم عمل جرد لجميع الملفات والمشروعات التي تدعم التكامل العربي العربي وهذه بادرة إيجابية لمعرفة المشروعات التي تحتاج إليها المنطقة العربية ولكن عقب هذه القمة انشغلت الدول العربية بما حدث في مصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن والمشروعات العظيمة تقوم على أكتاف رواد يحملون على عاتقهم مشروعات قومية من أجل المستقبل، وهكذا حدث في أوروبا والكثير من التكتلات العالمية وهؤلاء الرواد هم قادة الدول العربية أو مفكرو الأمة العربية من أجل النهوض بالتكامل الاقتصاد العربية.