يُعتبَر تبدّل الروزنامة وقتاً مناسباً للتأمّل واتخاذ القرارات، نستغله للتفكير فيما تعلمناه خلال السنة الماضية، وفيما نريد أن نفعله بطريقة مختلفة خلال السنة القادمة. وهي عملية مفيدة لكل منا كأفراد، وكذلك كمدراء وقيّمين على مؤسسات. وتكمن المشكلة الوحيدة في أن هذه القرارات لا تنجح عادةً. وقد كشفت دراسة أجريت مؤخراً أن نسبة 8 في المائة فقط من الأميركيين الذين يتخذون قرارات في رأس السنة يلتزمون بها فعلياً. لا يعني ذلك أنه لا يفترض بك استعمال رأس السنة كنقطة انطلاق باتجاه التغيير. والواقع أن عدداً كبيراً من المؤسسات المزدهرة يقوم بذلك بالتحديد في الأسابيع الأولى من كانون الثاني (يناير)، أو في مطلع السنة المالية للشركة. فتطلق تركيبات مؤسسية جديدة، وتنقل أشخاصاً إلى مناصب جديدة، وتحدّد أهدافاً تستوجب جهوداً مستدامة. وتحوّل هذه الخطوات القرارات والنوايا الحسنة إلى مبادرات ذات معنى تنطوي على احتمال نجاح كبير. إن كنت في مؤسسة تقيّم السنة الجديدة على أنها الوقت المناسب لانطلاقة جديدة، فلعلك منهمك منذ الآن بإعداد خطط للأسابيع القادمة. وإن لم يكن الأمر كذلك، فثمة خطوات يمكنك اتخاذها على الصعيد الفردي كمدير لتعجيل وتيرة التقدّم: أوّلاً، اطرح على نفسك (وعلى فريقك) السؤال التالي: أي تحوّل أو تحولين بالتحديد يسهمان في إحداث فرق كبير لتحقيق النجاح في الوحدة التي أعمل فيها أو في مسيرتي المهنية؟ على سبيل المثال، تحدّت إحدى العميلات لدّي فريق عملها ليضاعف عدد العقود المُزمَع إبرامها خلال السنة القادمة، ما سيُحدث تغييراً جذرياً في ديناميكية الأعمال في الشركة. ومن ثم، وبالاستناد إلى إجابتك عن هذا السؤال، أشرك فريق عملك وأشخاصاً آخرين في عملية ابتكار تمتد على دورة سريعة، بهدف اختبار الأفكار التي تهدف إلى إحداث التغيّر الضروري وضمان استدامته. وبكلام آخر، وبدلاً من التخطيط للفكرة ودراستها حتى الهلاك، اضغط نفسك وفريق عملك لإنجاز أمر معين في الأسابيع الأولى من العام. على سبيل المثال، تعدّ المديرة المذكورة أعلاه «معرضاً للعقود» يُعرض فيه عدد كبير من العقود المحتملة على لجنة استشارية من كبار الإداريين، كطريقة للحصول على معلومات أولية. وسيخوّلها ذلك التركيز بشكل أفضل على العقود التي تحظى بالفرص الأكبر للموافقة عليها. إن اخترت أهدافك بحكمة، تمكّنت من استعمال الطاقة الطبيعية التي تم إطلاقها في مطلع السنة الجديدة لمنح تقدّمك اندفاعاً – فتحصل بالتالي على أسس تستند إليها للبناء لما تبقّى من العام. (رون أشكيناس شريك إداري في «شافر كونسلتينغ» Schaffer Consulting، وهو يتبوأ حالياً منصباً تنفيذياً داخلياً في كلية «هاس» للأعمال في جامعة كاليفورنيا في بيركلي. شارك في تأليف «ذي جي إي وورك أوت» The GE Work-out و»مؤسسة بلا حدود»Boundaryless Organization. ويحمل كتابه الأخير عنوان: «فعال وحسب» Simply Effective.