في المبدأ، تحقق الشركات الناجحة مبالغ مالية أكثر مما تنفق. وفيما بإمكان المدراء اللجوء إلى أي وسيلة من الوسائل المتاحة للقيام بهذه المهمة، يختارون غالباً «خفض التكاليف!» مع العلم أنّ تقليص عدد الوظائف هو الوسيلة الأكثر شيوعاً في ما بينها. ولكن ما لا تتنبه إليه الشركات غالباً هو أنّ عمليات التسريح تستلزم بعض التكاليف الضمنية. وفي بعض الحالات، قد تكون هذه التكاليف كبيرة إلى حدّ التغطية على فوائد خفض عدد الوظائف أو حتى تقليصها. فمن خلال الاعتماد على الموظفين، قد تضطر الشركات إلى منح هؤلاء تعويض نهاية خدمة أو مخصصات مزايا لفترة زمنية طويلة أو استشارات توجيه وظيفي. كذلك، تسهم عمليات التسريح في الحد من المعرفة المؤسساتية، وعرقلة علاقات العمل، وزيادة الحِمل الملقى على عاتق سائر الموظفين. وهذه العوامل وحدها قادرة على تقليص حجم الإنتاجية لأسابيع أو أشهر، والتأثير في نوعية المنتجات وخدمة المستهلكين وصورة الشركة. إلا أنّ أياً مما سبق لا يقترح عدم إقدام الشركات بأي شكلٍ من الأشكال على تسريح موظفيها. فكما يمكن لقوى السوق أن تتغير بسرعة أو ألا تؤتي الرهانات الإستراتيجية ثمارها، كذلك الموظفين، من المحتمل ألا يقدّم بعضهم أداءً يتوافق مع المعايير المعمول بها، وقد تحتاج الشركات حينئذٍ إلى فصلهم. ولكن، نظراً إلى التكاليف التي تنطوي عليها المسألة، من المحتمل أن يكون الوقت قد حان لاعتبار التسريح السبيل الأخير بدلاً من الإستراتيجية الأولية. وكونكم مدراء، إليكم في ما يلي بعض التدابير التي يمكنكم اتخاذها من أجل الحد من احتمالات تسريح الموظفين: احذروا التعقيدات البنيوية المستكينة. أسوةً بأي كائنٍ حيّ، تميل المؤسسات إلى النمو عن طريق إضافة مستويات ومناصب وشرائح غير ضرورية. ونتيجة ذلك، غالباً ما ينتهي بها المطاف مع موظفي المقر الرئيسي، وموظفي أقسام، وموظفين محليين، كلّهم يعمل بكدّ من أجل تبرير وجوده. ومن هذا المنطلق، يُعتبر الحفاظ على البساطة البنيوية سبيلاً لتفادي التسريح. استبعدوا الخدمات والمنتجات تدريجياً. في غياب قوانين إنهاء ترعى الخدمات والمنتجات القديمة، تتيح الشركات قيام هيكلية لا بد في نهاية المطاف من التخلّص منها. تولّوا إدارة التوازن بين عائدات اليوم وفرص الغد. لدى المدراء دائماً الخيار بين الاستثمار في العمليات الحالية واستحداث الابتكارات للمستقبل. ولكن، عندما تميل دفة ميزانهم بشكل كبير نحو عائدات الأمد القصير، يسهل عليهم مراكمة التكاليف التي من شأنها الإتيان بنتائج اليوم، إنما لا يمكن أن تستمر على المدى الطويل. وفي الختام، يُشار إلى أنّ عمليات التسريح أمست في بيئة الأعمال اليوم واقعاً مقبولاً في الحياة. ومع ذلك، أعتقد بأننا قد نكون أفضل حالاً لو خصصنا وقتاً أطول لتفادي عمليات صرف العمال بدلاً من تولي إدارتها. (رون أشكيناس هو مدير شريك في «شافر كونسلتينغ» (Schaffer Consulting). شارك في تأليف «ذي جي إي وورك أوت» (The GE Work-out) و»مؤسسة بلا حدود» (Boundaryless Organization). يحمل كتابه الأخير عنوان: «فعال وحسب» (Simply Effective). )