أخيراً أُسدل الستار على انتخاب أول اتحاد لكرة القدم السعودي بالكامل ويوم الخميس الماضي كان يوماً تاريخياً للسعوديين وهم يتابعون مباشرة الانتخابات وعبر القنوات الفضائية سير الانتخابات أولاً بأول وهو أمر إلى وقت قريب كان السعوديون يرون أن هذا العمل الحضاري قد لا يحدث قريباً بسبب طبيعة الشعب السعودي الذي يميل للقبلية والمناطقية لكن ما حدث في يوم الانتخاب عكس ذلك تماماً، فقد كان هناك تفاعل بعيد كل البعد عما كان يخشاه بعضهم، بل أعطى مؤشرا على أن العمل الانتخابي ممكن أن يحدث على مستوى أكبر وأشمل فقد أكدت جولة الانتخابات الرياضية أن السعوديين قادرون على مواكبة أي ديمقراطية قادمة في ظل دعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.. الكاسبون في الانتخابات وعلى رأسهم رئيس الاتحاد أحمد عيد يتحملون مسؤولية كبيرة أمام من طرح فيهم الثقة بشكل خاص والرياضيين بشكل عام وأمامهم تركة ثقيلة مما سيصعب المهمة عليهم في عملية بناء عمل مؤسساتي ينطلقون منه للتطوير وهذا يحتاج للاستعانة ببيوت الخبرة من أجل أن يكون هناك بناء متين وخصوصاً على مستوى الهيكل التنظيمي للاتحاد والكفاءات التي يجب أن تُختار بعناية لأن المرحلة القادمة لاتحتاج للتجربة التي قد تعيدنا للمربع الأول الذي عنوانه الفشل الذريع على مستوى التنظيم والنتائج.. مجلس إدارة اتحاد القدم ضم معظم الانتماءات والتصنيفات وهذا مؤشر إيجابي لعمل الاتحاد في الفترة القادمة التي تحتاج لعقد ورش عمل للخروج بورقة عمل ينطلق من خلالها العمل الفعلي فيما بعد وكل ذلك يحتاج للهدوء قبل اتخاذ أي قرارات قادمة قد تؤثر سلباً على عمل الاتحاد فيما بعد وعلى الإعلام أيضاً مسؤولية كبيرة لتهيئة الأجواء لهم للعمل في جوصحي بعيداً عن الضغط وتأليب الرأي العام عليهم ويجب أن تُعطى فرصة كافية لا تقل عن عامين لتطبيق برنامجهم الزمني وتتابع تنفيذه الجمعية العومية أولاً بأول بعده تبدأ المحاسبة سواء من قبل الجمعية العمومية أو الإعلام من أجل تقويم العمل وتصحيح الأخطاء إن حدثت.. روعة النصر في النصر يستحق فريق النصر نجومية الشهر الأخير من السنة الميلادية فالفريق يلعب ليفوز فقط ولا شيء غير الفوز بعد أن لعب عشر مباريات متتالية في ثلاث بطولات مختلفة فاز في ثمان وتعادل في اثنتين بعد أن تعززت ثقافة الفوز لدى لاعبيه، وهذا شاهدناه في لقطة المايسترو الزيلعي بعد تسجيل هدف التعادل أمام الأهلي وهو يلتقط الكرة من المرمى وبهذه الانتصارات المتتالية فإن الفريق بدأ يستعيد شيئاً من شخصية الفريق الكبير التي فقدها في السنوات الأخيرة.. فوز النصر على الأهلي مطلوب لأنه أمام فريق كبيروبطل وعودة النصر يجب أن تكون من بوابة الكبار الهلال والاتحاد أيضاً والفريق رغم مايعانيه من نقص إلا أن المدرب الرائع كارينيو قدم فريقاً جماعياً لا يعتمد على نجم أو نجوم، فالفريق يتميز بالجماعية والقتالية وهذه صنعها المدرب الذي فرض الانضباط واختار الأسلوب المناسب للاعبي فريقه.. النصر لازال بحاجة لمواصلة الانتصارات لترسيخ ثقافة الفوز لدى لاعبيه وفوزه على الأهلي هو البداية والنصراويين لاشك يعون ذلك جيداً.. نوافذ - يبدو أن الإثارة في بطولة كأس ولي العهد قد توقفت في دور الثمانية فمواجهتي دور الأربعة من حيث المقاييس الفنية ومواقعهم بالدوري تقف بجانب طرف واحد ولكن هذا لا يمكن التسليم به فالمفاجآت طبيعة مباريات الكؤوس.. - خروج بعض أعضاء الجمعية العمومية قبل انتهاء التصويت على اختيار المرشح الأخير لعضوية اتحاد القدم ينم عن عدم التزام واحترام للجمعية العمومية ومهما كانت المبررات فإنها سقطة في حق هؤلاء الذين وصل عددهم لسبعة عشر عضوا ويشكّلون ربع عدد أعضاء الجمعية ويجب أن يكون لهم مساءلة في أول اجتماع قادم للجمعية.. - الإصابات أثرت على مسيرة النصر كثيراً خاصة الثنائي خالد الغامدي وحسني عبدربه لكن الفريق واصل تحقيق النتائج الإيجابية في ظل العمل المتميز للمدرب كارينيو الذي يعتمد دائماً على اللاعب الجاهز بعيداً عن الأسماء.. - تعاقد النصر مع النجم البرازيلي رافائيل باستوس في الفترة الثانية سيدعم الفريق بصانع لعب متميز لكن التسليم بنجاحه أمر سابق لأوانه فهو يحتاج للوقت والالتزام بكل مستحقاته أولاً بأول حتى يستطيع أن يخدم الفريق في أجواء مناسبة.. - نادي الاتحاد يعيش وضعاً غير مستقر على المستوى الإداري والفني ويعاني مالياً وإدارة النادي غير قادرة على مسك زمام الأمور والفريق الأول نتائجه تتدهور رغم محاولة السيطرة على الوضع الإداري بتعيين الخبير حامد البلوي.. - رفض المدرب ريكارد مشاركة بعض اللاعبين الاحتياط في المنتخب في بطولة غرب آسيا بحجة عدم إرهاقهم فيما هم يشاركون أنديتهم أمرغير مقبول وكأنه يخشى تحقيق إنجاز بقيادة المدرب القروني يزيد الضغوط عليه.. - القناة الرياضية السعودية واكبت مسيرة الانتخابات بشكل متميز ويحسب لها المناظرة التي تمت بين عيد والمعمر وحازت على إعجاب الجميع شكراً لكل القائمين على القناة على هذا التميز.. - كثرة البرامج والصفحات الرياضية هل تسببت في البحث عن الإثارة المبتذلة من أجل كسب متابعة المشاهدين والقراء وتداول مقاطعها عبر اليوتيوب والتويتر للأسف هذا إساءة للإعلام الرياضي الذي يرى بعض أنه استغل حرية الطرح وعاد بشكل سلبي عليه وعلى المتلقي.. - الزميل الصديق أحمد الفهيد تشرفت بالمشاركة في حفل وداعه لصحيفة الحياة وشدني الحضور المتميز للشخصيات المنتمية للمجتمع بكافة أطيافه الديني والرياضي والاجتماعي والفني ومشاركتهم في تكريم الفهيد تدل على محبة ومكانة هذا الرجل لديهم وهو يستحق ذلك. [email protected] للتواصل تويتر Abdulkarim Alzamil