لم يتبيّن تعرض الطفلة لمى التي توفيت مؤخراً في مدينة الملك سعود الطبية إلى أي خطأ طبي أو قصور في التعامل أو العلاج، حسبما أعلن المتحدث الإعلامي ومدير العلاقات العامة والإعلام بمدينة الملك سعود الطبية إبراهيم عبدالرحمن الصبيح. وأشار الصبيح إلى تشكيل لجنة طبية بمشاركة عضو قانوني للتأكد من سلامة الإجراءات الطبية حول ملابسات وفاة الطفلة لمى التي يشتبه بتعرضها للتعنيف، مؤكداً أن الطفلة أدخلت لقسم الطوارئ بمدينة الملك سعود الطبية قادمة من مستشفى حوطة بني تميم كحالة إسعافية في شهر ربيع الآخر الماضي. وأوضح أن الطوارئ استقبلت المريضة، وتم استدعاء الجهات المعنية بمباشرة حالات التعنيف للأطفال لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحالات التي يصحبها اشتباه جنائي، مؤكداً أنها كانت تمر بغيبوبة تامة، ومستعينة بجهاز التنفس الصناعي، مع وجود كدمات متفرقة وورم في الرأس نتيجة احتمالية إصابتها بجسم صلب، إضافة إلى آثار كدمات وحروق بأنحاء متعددة في الأطراف وكذلك في الجسم بما فيها منطقة العانة، وبعد الكشف الشامل على المريضة تبين أنها تعاني من نزيف حاد تحت غشاء الدماغ مع كدمة في الدماغ ونزيف تحت العنكبوتية إثر إصابة شديدة في الرأس، وكسر في الفقرة الرابعة من الفقرات القطنية في منطقة الظهر، وكسر في الساعد الأيسر، وحروق وكدمات متفرقة بجميع أنحاء الجسم. وأشار الصبيح إلى أن مجهودات الفريق الطبي الذي باشر حالتها كللت بالنجاح، واستمر علاجها بقسم العناية المركزة لمتابعة العلاج وبعد مضي حوالي ثلاثة أشهر تحسنت الحالة طبياً، وأصبحت تتنفس بشكل طبيعي عن طريق الأنبوب لمدة أربع أشهر تقريباً حتى استقرت حالتها تماماً منذ أكثر من شهر، وتقرر لها النقل لأجنحة التنويم إلا أن الفريق الطبي رأى التريث في نقلها؛ لأن نقل الطفلة لأقسام التنويم كان يتطلب تواجد أحد أفراد العائلة الذي يُؤمن تواجده مع الطفلة. وأضاف: «حضر والدها في 4 من ذي الحجة الماضي، لتنقل الطفلة إلى قسم جراحة الأعصاب، وكانت حالتها مستقرة، إلا أن درجة حرارتها ارتفعت بعد يومين على الرغم من إعطائها مضاداً حيوياً، ليباشر حالتها فريق من طب الأطفال والأمراض المعدية للأطفال، ومنحت العلاج اللازم، وتم إجراء الفحصوات الضرورية، إلا أنها لم تستجب للعلاج، ما أدى لاستشارة طبيب العناية المركزة الذي باشر الحالة فوراً وقرر إدخالها مرة أخرى لقسم العناية المركزة، على إثر التهاب رئوي لم يتجاوب مع العلاج، إضافة إلى تعرضها لانخفاض حاد في ضغط الدم، وتم إعطاؤها سوائل عن طريق القسطرة المركزية لدعم الدورة الدموية، وأدوية لدعم القلب، إلا أنها توفيت بعد ذلك»، موضحاً أنه بناءً على ما تقدم يتضح من خلال مراجعة الملف الطبي وكامل الإجراءات الطبية المتخذة أن الإجراءات كانت وفقاً للأعراف الطبية المعتمدة عالمياً في مثل هذه الحالات ولم يتبين وجود أي خطأ طبي أو قصور في التعامل أو العلاج.