تأبى الشياطين أن تنفكَ عن قلمي تلقى الغواية والأهواء في البشرِ قد بان ما بان والغوغاء تضربني ما كان صاحبكم ضرباً من الحجرِ هذا الخمار الذي غطى محاسنها قد حط عن وجهها في صدفة القدرِ ما كنت يوماً أرى في البدر من ألقٍ ومن يسوي سراج الأُنس بالقمرِ فالبدر يكسف والأيام تظلمه وتلك نورٌ تقيم الدهر في البصرِ إنّ البهاء الذي في وجهها عجبٌ كأنّه ورقٌ قد زان في نظري والحبر ينبُعُ من عينٍ بها دعجٌ والحاجبان خطوط الحسن والسّهرِ أما الشفاه التي قد ازهرت فلها فعلٌ عليّ كوخز الجسم بالأبرِ يقشعر الجلد إذ قد بانَ مبسمها فكيف إن نطقت بالغنج والخَفرِ أما الخدود فعفراءٌ مرابعها قد أينعت بجميل الورد والزهرِ ذاك الكتاب الذي في وجهها متضمّنٌ سطوراً من الأشعار والفكرِ لولا الحياء لما أبقيت من فكرٍ سطّرتها بحروف العرب كالدررِ