بصراحة، أثبتت اللقاءات الودية التي لعبها المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أننا لا نملك مدربا إطلاقاً إضافة إلى عدم وجود اللاعبين الذين يصنعون الفارق أو بالإمكان الاعتماد عليهم؛ فقد أثبتت مباراة إسبانيا ومن بعدها الجابون بأننا نفتقد إلى العناصر واللاعب الذي يملك الروح والقتالية داخل الملعب، فالواضح للعيان أن لاعبينا الحاليين سواء من الشباب أو أصحاب الخبرة قد تشبعوا رياضياً وماليا وأنهم لا يحملون الفكر الاحترافي على أسسه السليمة، أما المدرب فقد اتضح انه لا يملك القدرة على توظيف إمكانية لاعبيه المتواضعة أو بث الروح فيهم حتى ولو كانوا لا يملكون القدرة الفنية على مواجهة أي منتخب مهما كان مستواه؛ فريكارد منذ أن تم التعاقد معه وأنا لم أغير رأيي فقد سبق ان ذكرت بأنه ليس المدرب المناسب للمنتخب وبعد مرور المدة الكافية للحكم عليه اتضح بان ريكارد بإمكانه ان يعمل كل شيء في حياته إلا ان يكون مدرباً، والمشكلة ان البعض لديه قناعة أن أي نجم في الملعب عندما كان لاعباً يمكن ان يكون مدرباً مبدعاً كذلك، وريكارد ليس المدرب الأول الذي يسجل فشلا ذريعا مع جميع الفرق التي مارس معها مهنة التدريب، فقد سبقه النجم (مارادونا) الذي كان نجماً أسطورياً إلا انه فشل كمدرب واليوم ما يجب عمله حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى أن يتم محاسبة ومساءلة من اتخذ قرار التعاقد مع المدرب ريكارد، وما هي الأسس والمعايير التي اتخذ أو من خلالها تم التعاقد مع المدرب ريكارد. اليوم يعود دوري التأجيلات والتنقلات تشهد الملاعب اليوم عودة المنافسة لدوري زين للمحترفين بعد توقف بسبب أيام الفيفا إلا ان هذا التوقف لم يكن عادياً ولم ينشغل الرأي العام الرياضي بلقاءات المنتخب المخجلة، ولا حتى في لقاءات منتخبنا للناشئين الذي حقق البطولة في قطر؛ لقد فرغت الناس جل وقتها للحديث عبر جميع وسائل الإعلام وعلى مختلف المستويات حول تأجيل مباراة الأهلي والاتحاد، وكذلك عدم تأجيل لقاء الفتح والتعاون وكان من المفترض أن يتم البت واتخاذ القرار بصورة طبيعية وسريعة، كما تنص عليه الأنظمة واللوائح وعدم إعطاء الانتهازيين و»الفاضين» فرصة للتواجد للحديث عن أمور هناك جهات مخولة تتخذ القرار بغض النظر عن صحته من عدمها. والأمر الآخر المؤسف والذي شهد طرحاً حتى من خلال القنوات الرسمية هو بث خبر انتقال اللاعب الهلالي أحمد الفريدي من نادي الهلال إلى نادي النصر وكان من المفترض ألا يعطى هذا الأمر أكبر من حجمه؛ فنحن في زمن الاحتراف ثم إن لدى اللاعب مدير أعمال هو المسؤول الأول والمخول أن يتحدث عن اللاعب وشؤون احترافه، ولم يترك أولئك الفوضويون قرار نقل مباراة الشعلة والهلال إلى الرياض بدلاً من الخرج ولم يدركوا هؤلاء انه من صالح الرياضة والجماهير أن لا يلعب أي لقاء على ملعب الشعلة بعد المآسي التي حصلت الموسم الماضي إذا ما أدركنا أن الملعب إلى الآن غير مؤمن وممكن اختراقه من عدة أماكن، ولكن السؤال من لجان الاتحاد السعودي: لماذا لا تأتي القرارات سواء بالتأجيل أو بالنقل إلا في الوقت والرمق الأخير، وكيف لا تتخذ في الحسبان عندما يتم جدولة المباريات، وإذا ما أدركنا وعرفنا أن جميع من في لجنة المسابقات هم من أصحاب الخبرة والباع الطويل في كرة القدم وشؤونها، إلا أن غياب المحاسبة والمساءلة جعل جميع الأمور تسير بطريقة عشوائية تصنع من خلالها بعض المجتمعات الرياضية الشائعات والاتهامات، والخاسر الأول والأخير من هذا كله الرياضة السعودية والتي وصلت إلى مستوى لم يعد يتحمله أي رياضي. نقاط للتأمل * كشفت مباراة المنتخب أمام إسبانيا انه من الصعب ان نصل بسهولة لمقارعة الكبار وان اليابانيين اكثر اطمئنانا من الأول بعدما كان المنتخب السعودي هو الوحيد الذي يسبب القلق لهم. * رغم ضعف إمكانيات مستوى لاعبي الجابون إلا ان لاعبينا لم يستطيعوا الخروج حتى ولو بالتعادل بعدما غابت الروح والانسجام وضعف المعدل اللياقي. * أعتقد ان ليس من صالح المنتخب السعودي استمرار المدرب ريكارد فبقاؤه هو مضيعة للوقت واستنزاف للمال، فلم يعد يوجد أي طموح لديه أو لدى اللاعب أو حتى المشجع فالمفلس لا يمكن ان يقدم أي إضافة. * استغرب جداً من زملاء ومخضرمين يدافعون عن ريكارد ويعتبرونه مدربا رغم أنه فشل منذ أن استلم زمام الأمور ولم يسجل أي حضور حتى ولو كان ضعيفاً، ويجب أن يدرك هؤلاء أن ريكارد سبق أن فشل في تركيا قبل السعودية. * ما حصل من تناقضات غريبة وغير مسبوقة بين ما قاله الأستاذ أحمد عيد الرئيس المؤقت لاتحاد كرة القدم وبين الأستاذ فهد المصيبيح رئيس لجنة المسابقات يؤكد ما سبق أن أكدناه بأن اللجان تعمل بدون إستراتيجية واضحة. * تأجيل لقاء الأهلي والاتحاد مهما كانت المسببات ورفض تأجيل لقاء الفتح والتعاون يضع أكثر من علامة استفهام واختلاف معايير التعامل بين الأندية حتى وهي في دوري زين للمحترفين. * أعتقد أنه موسم فشل المدربين فبعد ريكارد وماردونا واردوغان مدرب منتخب الكويت هاهو جريتس يسجل فشلاً ذريعاً وغير مسبوق ويسيء للكرة المغربية ويهرب من المغرب إلى جهة غير معلومة. * غريب ما يحدث في نادي الهلال، وقد يكون غير مسبوق فخروج أكثر من لاعب عبر وسائل الإعلام للحديث عن عدم الاحترام والإهانة داخل أروقة الزعيم وقد يكون اللاعب حسن العتيبي قد اكد ذلك من خلال خروجه الأخير. * أعتقد أن وضع نادي الاتحاد ونادي الهلال غير مشجع وغير مطمئن لدخول معمعة البطولة الآسيوية فوضع الفريقين المعنوي والمادي والمشاكل لا تعطي الأمل بالوصول إلى مراحل متقدمة في المسابقة. * رحيل الحرس القديم من رعاية الشباب ليس نهاية المطاف، فيجب ان يرحل كذلك الحرس القديم الذين لا زالوا في اللجان المختلفة كلجنة المسابقات والإعلام ولجنة التحكيم؛ فالتغيير مطلوب على الجميع وليس على جزء معين. خاتمة: الاحترام لا يدل على الحب.. إنما يدل على حسن التربية، احترم حتى لو لم تحب. ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي.. وعلى الخير دائماً نلتقي.