غياب الرؤية وراء تردي النظام، كل نظام. السؤال الأهم هل عالجت الأنظمة الورقية (القانونية) واقعنا المتردي.. أم زادته ترديا أكثر. لقد زادته تراجعا.. وساهمت في فوضويته حتى بات المشهد الرياضي دائرة مغلقة تتراكم فيها الأخطاء. من حق النادي (الأهلي) كما هو حق للأندية الأخرى أن تخاطب وفق الأنظمة لجنة المسابقات لتأجيل لقائه مع جاره (الاتحاد) والمشاركين آسيويا وذلك لظروفهما، رأى الأهلي أنه أحوج أكثر لذلك التأجيل لانخراط سبعة من لاعبيه في المنتخب، الوسط الرياضي جميعا شارك الأهلاويين هذا الحق، لجنة المسابقات وعبر تكريس لوبي معين استبقت حتى الخطاب برفض مسبق يدل على الاستقصاد.. بل إن هذه اللجنة وعبر أحد أعضائها والذي لا يوجد له أي سجل رياضي سابق ملأ الإعلام تحديا (غير قادر عليه هو ومن جاء به)، ذهب الأهلاويون وعبر الترتيب الهيكلي للمؤسسة الرياضية (لاتحاد القدم المؤقت)، والذي مارس العمل الديمقراطي المؤسساتي عبر (التصويت) فاكتسح قرار الموافقة الأغلبية (ثمانية أصوات مقابل صوت واحد رافض). حتى اللحظة هناك اتفاق جماهيري وإعلامي ومؤسساتي على أحقية الأهلي؟ السؤال الكبير لماذا هذه الغوغائية الإعلامية بعد هذا القرار، في حالات سابقة (أذكر) الاتحاديين أنهم فوجئوا في ذات موسم بتأجيل لقائهم أمام الهلال (غصبا عنهم ودون أي معرفة لهم مسبقة)؟ سؤالي التالي أيضا ألا يوجد فرق، وفرق شاسع بين أسلوب (الراقي) في المخاطبة لحفظ حقوقه، وبين (لغة وفعل الغصب) التي استخدمتها لجنة المسابقة بقيادة المصيبيح تجاه الاتحاديين من أجل الهلال، بالتأكيد هناك فرق.. وسط هذا الصخب الإعلامي المتناثر والذي لا يرتكز على أية موضوعية وهو وباء ابتليت به رياضتنا بل أصبح الإعلام محرضا في ظل عدم وجود عقليات مسؤولة تجعل من الخلاف عامل بناء، لأن الخلاف الدائر حاليا هو نتاج خلل هيكلي في بناء وتوزيع أعضاء اللجان بل وكذلك أيضا لعدم اختيار الأسماء المناسبة ذات الكفاءة في مواقعها الطبيعية، ومن المؤسف أن تكون اللجان ذات لون واحد أو توجه واحد تفصل قناعاتها وفق ميول أغلبيتها، أن يخرج علينا (المصيبيح) ليقول إن الرفض طبيعي لعدم هذا الباب في الوقت الذي كان مفتاح هذا الباب مفتوحا على مصراعيه لناديه المفضل ذات موسم بالتقديم والتأخير والتأجيل بل وحتى نقل المباريات إلى ملاعبهم كما حدث أخيرا أمس بنقل لقاء الهلال والشعلة إلى الرياض، أي تناقض وأي ازدواجية تصدرها لنا لجنة المسابقات بل أصبحت الفعل الظاهر لكل قرارات اللجنة، بل إن هناك الكثير من الشخصيات المتنفذة هي من تملي على صغار موظفيهم داخل اللجان جل القرارات، ولن آتي بجديد حينما أقول، إنه في ليلة ظلماء غير حكم لقاء الأهلي والهلال في نهائي المؤسس، ولن آتي بجديد أيضا حينما اعتسف نظام مسابقة الدوري قبل النهائي بساعات مختطفين من الاتحاد بطولة الدوري، وهناك الكثير من المواقف التي إن تفرغنا لكتابتها سيكون ما يسمى بالحراك الرياضي وصمة في جبيننا. إن السؤال الصعب والأكثر إيلاما أمام كل غيور، أي واقع يتحدثون عنه وهم العابثون أصلا، في حراكنا الرياضي لكن الإجابة لن تكون أسهل من البحث عنها، فبالتصويت أنهوا فوضويتهم وأسكتوا صراخهم العالي ولم يعد يجدي فقليل من الحياء. غرائب الرياضة بعد 75 سنة من العمل.. يقول: بيئتنا طاردة.. لا أعرف إن كان يريد أن يتوفى على الكرسي. يرى المسحل أن خسارتنا من إسبانيا 5/0 زادت لاعبينا ثقة.. هل يريد المزيد من الأهداف لترتفع أكثر. كنا ننتقد ظهور اللاعبين بالسلاسل والقصات الغريبة.. بعد ظهور الرئيس الجديد بسلاسل في يده.. من يحتاج النصيحة.. لن تكون تجربة «الجابون» بأفضل من فرنسا فالكتاب واضح من عنوانه لا رؤية .. لا فكر .. لا نهج، ريكارد طمس كل ما تبقى من معالم منتخبنا، استمراره تضييع لوقت وهدر لجهود، أما المال فحلال عليه. في غفلة اكتشفنا أن هناك (أدلجة) للأقارب في الكثير من اللجان ومفاصل الحراك الرياضي.