يؤكد مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمعذر وأم الحمام بمدينة الرياض ياسر بن عبدالله بن طالب أن العمل الفردي يشتت الجهود ويضعف المردود، وأن توحيد جهود المكاتب التعاونية له دور فعال وناجح في محاربة الغلو والتشدد والإرهاب. وقال ابن طالب في لقائه مع «الجزيرة» إن مكتب المعذر وأم الحمام حقق نجاحاً طيباً بعدة مشروعات دعوية أثمرت في طباعة ما يزيد عن 95 ألف نسخة من الكتب والمطويات الإسلامية، وتوزيع ما يزيد عن مائة وخمسين ألف نسخة من المصحف الشريف وترجمات معانيه والكتيبات والنشرات والأشرطة. مشيراً إلى البرامج المتنوعة للمسلمين الجدد، وأن المكاتب التعاونية ينتظرها مستقبل واعد زاهر يبشر بالخير.. وفيما يلي نص اللقاء: هل المكاتب التعاونية في حاجة إلى خطة إستراتيجية تنظم عملها، وكيف تنظرون لمستقبل المكاتب في المملكة؟ - بكل تأكيد هناك حاجة ماسة وملحة لعمل إستراتيجية مشتركة وموحدة تنظم عمل المكاتب التعاونية وفق اللوائح النظامية المعمول والمسموح بها،فمما لا شك فيه أن لكل مكتب خطته الإستراتيجية الخاصة التي تنظم عمله وفق آليات محددة ومعينة من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وهي المشرفة،ومن قبل مجلس الإدارة الذي من صلاحياته متابعة مراحل وخطوات تطبيق الخطة الإستراتيجية للمكتب،ومع ذلك فالأمل معقود على إيجاد خطة مشتركة لجميع المكاتب في جميع مناطق المملكة حتى يتم ضبط العمل الدعوي وتحيق ما يراد منه وفق خطة ناجحة يعمل الجميع على تحقيقها بدلاً أن تكون هناك خطط مختلفة، وقد تكون متداخلة يشوبها النقص والتقصير. وقد حققت المكاتب جهوداً مباركة بفضل الله تعالى ثم بدعم ولاة أمرنا الذين لم يألوا جهداً بتقديم العون مادياً ومعنوياً، وكذا أهل الخير، لذا نرى مستقبل هذه المكاتب هو مستقبل واعد وزاهر ويبشر بالخير العميم -إن شاء الله- وإلى جانب هذه البشائر فإننا نلمس جهود الوزارة المشرفة، وكذا إدارة الجاليات بفرع الوزارة وما قامت به مؤخراً من جهود ميمونة بغرض الرفع من مستوى أداء عمل هذه المكاتب ومنها إقامة ملتقيات لمديري المكاتب وملتقيات للدعاة،وملتقيات للجاليات المستهدفة من قبل المكاتب. وهذه كلها بشائر خير ونجاح للمستقبل المأمول لهذه المكاتب. للمكاتب التعاونية دور كبير في ترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمع ومحاربة الإرهاب والتطرف،ما الخطط المستقبلية التي ترون الأخذ بها لتطوير آلية عمل المكاتب في هذه القضايا الملحة؟ - لقد قام مكتبنا كغيره من المكاتب بدور فعال وناجح في محاربة الغلو والتشدد والإرهاب،ويسعى في هذا الصدد أيضاً لوضع خطة دراسة متكاملة يتم تنفيذ آلياتها من خلال التنسيق مع بعض المشايخ وأهل العلم بالتحسيس بخطورة هذه القضايا على المجتمع وعلى أمنه واستقراره وما له من تأثير سلبي على النشاط الدعوي الإسلامي عامة وبخاصة تشويه سمعة الإسلام في أعين غير المسلمين كما يسعى المكتب إلى تذكير خطباء الجوامع وأئمة المساجد بمسؤوليتهم الكبرى بوجوب التصدي لهذا الفكر المنحرف ،وغيرها من وسائل التوعية الدينية بخطورة مثل هذه القضايا وأني إذ اقتراح القيام بتوحيد جهود عمل مكاتب الجاليات في هذا المجال والبعد عن الفردية لكونها تشتيت للجهود وإضعاف للمردود وهزالة الحصاد، إقامة معارض موسمية متخصصة في الدعوة إلى نبد الغلو والتشدد ومكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية لمدها بالمنتوج الإعلامي الاحترافي لجلب أنظار الشباب والتأثير عليهم. وبخاصة طلاب المدارس، مع أهمية إقامة مخيمات ربيعية وصيفية للشباب وتواصل الدعاة معهم وعقد لقاءات مع التائبين من أصحاب الفكر الضال سابقاً. ما السبيل الأمثل لتقوية الدور الاجتماعي للمكاتب التعاونية؟ -يقترح تكثيف حجم وكمية المنتوج الدعوي لمخاطبة المواطنين والجاليات المسلمة وغير المسلمة كل حسب حاجته، عقد لقاءات بين مديري ودعاة المكاتب على مستوى المناطق المتجاورة ثم على مستوى المملكة وتحت إشراف الوزارة المعنية لتبادل الخبرات والتجارب. ما أبرز المناشط التي يقوم بها المكتب لخدمة المرأة والطفل؟ - فيما يخص المرأة، فللمكتب قسم نسائي مستقل يتم من خلاله إقامة أنشطة مشابهة لأنشطة القسم الرجالي، إضافة إلى أنشطة توعوية تخص أحكام المرأة وخصوصاً المسلمة الجديدة، كما أن للجالية النسائية الإرترية جهوداً مشهوداً لها بالنجاح والتميز. وأما ما يخص الأطفال، فهناك اهتمام لا بأس به حيث يتم عقد دورات تعليمية يتم من خلالها التواصل مع هذه الفئة العمرية، كما تم إنتاج أقمصة أطفال دعائية للمكتب أهديت لهم خلال معرض الكتاب الدولي بالرياض مؤخراً،وهناك رغبة لدى إدارة المكتب في إعداد برامج مختصة بالأطفال مستقبلاً -بإذن الله. يعد مشروع إفطار الصائم من أبرز المشروعات الناجحة للمكاتب التعاونية،ما السبيل الأمثل لتطوير هذا المشروع؟ - نعم بفضل الله تعالى يعد مشروع إفطار الصائم أحد المشاريع الناجحة لمكاتب الجاليات، ومن بين هذه الأنشطة إقامة مشروع إفطار جماعي للصائمين من الجاليات المسلمة، حيث يتخلل ذلك دعوتهم وتبصيرهم بأمور دينهم. وقد قام المكتب بتنفيذ خيمتي إفطار السنة الماضية استفاد منها حوالي 500 صائم، كما تم تسيير أربع رحلات عمرة استفاد منها 500 معتمر، فضلاً عن الكلمات والدروس والمحاضرات التي ألقيت بواسطة الدعاة والمترجمين التابعين للمكتب. إلى جانب إقامة مسابقات يومية مع السحب الفوري للفائزين. وقد حضر مشروع الإفطار بعض الوافدين من غير المسلمين، فهذه بعض السبل المثلى لتطوير هذا المشروع حسب رؤية مكتبنا. ما أبرز المشروعات التي حققها مكتبكم في خدمة الدعوة الإسلامية؟ - لقد قام مكتبنا -ولله الحمد- بعدة مشروعات دعوية حققت نجاحا طيبا ولله الحمد وكانت أرضية هذه المشاريع هي البرامج الدعوية ذاتها التي تقوم عليها أهداف المكتب، حيث سعى بفضل الله ثم بجهود الإخوة القائمين عليها ومن أهل الخير الداعمين لها معنوياً ومادياً على تحقيقها على الوجه الأكمل، ومن ذلك: دعوة الجاليات غير المسلمة إلى الإسلام وتعريفهم بهذا الدين الحنيف، وإقامة المحاضرات والدروس والدورات التعليمية الشرعية بلغات عدة وتوزيع كتب وأشرطة لشرح أحكام الإسلام بين أوساط الجاليات المسلمة وغير المسلمة، وتعليم وتوجيه المسلم الجديد لأحكام هذا الدين العظيم، وتصحيح العقيدة وتنقيتها من الشرك والبدع والخرافات الموجودة في أوساط بعض الجاليات المسلمة المقيمة في بلدنا الغالي، وتعميق أواصر الأخوة الإيمانية بين مختلف الجاليات المسلمة. إضافة إلى ما ذكر من برامج وأنشطة تمثل المشاريع الحقيقية والتي من أجلها قام المكتب، كما أن للمكتب -بحمد الله- نشاطاً ملموساً بين أوساط الجاليات سواء المسلمة منها أو غير المسلمة، ومن بين أبرز الأنشطة كذلك دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، فقد مَنَّ الله علينا بدخول هذا الدين الحنيف منذ افتتاح المكتب ما يقارب 3500 مسلم ومسلمة من مختلف الجنسيات، وتم إعداد وترجمة وطباعة عدد من الكتب والأشرطة بمختلف اللغات، حيث بلغ عدد ما تمت طباعته ما يزيد عن 95000 نسخة تناولت هذه الكتب مختلف مواضيع الأحكام الإسلامية، كما تم -بعون الله- توزيع ما يزيد عن 150000 نسخة من المصاحف وترجمات معاني القرآن الكريم بمختلف اللغات، وكذلك الكتيبات والنشرات والأشرطة على مختلف الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات والأفراد والمناطق الصناعية التي يشرف عليها المكتب إلى جانب ذلك قام المكتب بإقامة دورات تأهيلية للدعاة والداخلين في الإسلام بغرض تأهيلهم للدعوة عند عودتهم لبلدانهم لتبليغ دين الإسلام وإعلاء كلمته. وكان للمكتب دور في المشاركة في تحجيج الجاليات وخاصة المسلمين الجدد منهم سواء بإقامة مخيمات خاصة أو بالتنسيق مع بعض مكاتب توعية الجاليات بمدينة الرياض أو خارجها، وآخر هذه المشاريع الدعوية إقامة دورة بعنوان (ولا يفلح الساحر حيث أتى)، حيث هناك حاجة جد ماسة في الوقت الحاضر لإقامة مثل هذه الدورات فالواقع المؤلم للغفلة التي يمر بها كثير من الناس اليوم، حيث استغفلهم كثير من المشعوذين والدجالين والسحرة مما هدد عقيدة التوحيد في هذه البلاد المباركة، حيث طلت علينا قنوات الدجل والشعوذة والتي هدفها إخراج الناس عن دين ربهم مستغلين بذلك ضعف الإيمان واليقين والتوكل مما أوجب معه إقامة مثل هذه الدورات حماية لجناب التوحيد وفضحاً لدجل هؤلاء الكذبة الأفاقين. ما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟ - إعداد جائزة لأفضل من لديه أفضل وسيلة دعوية من دعاة المكتب خاصة والدعاة على مستوى مدينة الرياض، وإعداد برنامج دعوي (مرئي) عن التعريف بالإسلام.