فات على بعض المُنزعجين من كثرة (انقطاع التيار الكهربائي هذه الأيام) الدور الإرشادي والطبي والاجتماعي والإنساني الجديد الذي (تلعبه) شركة الكهرباء السعودية في العشر الأولى من الشهر الفضيل، وتجاهل أولئك حكمة الشركة (نفع الله بجهودها) بتذكير الصائمين بوجوب الصبر والاحتساب على الحر ولهيب الشمس وتحمّل العطش الشديد ليشعروا بما يشعر به المحتاجون والضعفاء ومَن في حكمهم ممن قطع التيار عليهم بسبب عجزهم عن تسديد الفاتورة..! إن شركة الكهرباء الموقرة قدَّمت درساً عبر انقطاع التيار الكهربائي (دون سابق إنذار) عن مناطق متعددة في الرياضوجدة وبريدة وجازان والأحساء وحفر الباطن...إلخ, مفاد هذه الحكمة: أن المال والانتظام في السداد لا يكفيان لتوفير الخدمة، بل إن الضمانة الأكيدة في نهار رمضان هي استبدال الهواء البارد من المكيفات (بالشراشف المُبللة) التي يستخدمها سكان القرى في الدول الفقيرة..! هل شركة الكهرباء تكذب بأن الانقطاع كان لدقائق في بعض المناطق..؟! لا يمكن إطلاقاً أن نشكك في مصداقية (الشركة الصدوق) التي تقدّم لنا شهرياً فاتورة (بمئات الريالات) دون أي حق لنا في الرفض أو المراجعة على نظام (أدفع أول بطل حلجك تالي).! من الدروس الجديدة التي تقدمها الشركة هذا العام درس (علم الحساب الكهربائي الجديد) وهو نظام كهربائي باختزال الأيام لدقائق، فالكهرباء تقول إن انقطاع التيار في محافظة العارضة بجازان لم يستمر سوى ساعة و8 دقائق فقط والسكان يقولون إنهم مستعدون للتنازل عن الكهرباء مدى الحياة إذا لم يثبتوا انقطاع الكهرباء عليهم أكثر من (18 ساعة في رمضان)! بدأت أشك أن الزمن توقف فجأة في تلك المنطقة من العالم بحسب (علم الحساب الكهربائي الجديد)..؟! طبعاً الشركة تقول إننا نستهلك أكثر من (50500 ميغاوات) صيفاً وهو ما يعادل استهلاك (14 دولة عربية مجتمعة)..! يعني (خفوا علينا شوي يا جماعة) لا تدققوا! إن انقطاع الكهرباء صيفاً مع درجة الحرارة المرتفعة وفي نهار رمضان يعد (كارثة نفسية) للصائمين، وهو أمر (غير مبرر) مهما كانت الأعذار..!. إنها صدمة بأن شركة الكهرباء السعودية لا يوجد لديها أي بدائل أو ضمانات لتوريد التيار الكهربائي البديل بالاستفادة من (تخزين الطاقة الشمسية) كما هو معمول به في بعض الدول الصناعية..؟! كنت أتمنى أن يشعر مسؤولو الكهرباء بحجم المعاناة التي يشعر بها المواطن و(أتحداهم) بالجلوس بدون كهرباء لمدة (ساعة واحدة) في نهار رمضان.. لننظر كيف سيكملون صيامهم ؟! أما في الليل فلعلهم يعيشون في (ظلام دامس) وبنور (الشموع الرومانسية) وخصوصاً أن دراسة أمريكية جديدة صدرت في واشنطن يوم أمس تقول: إن الإضاءة الاصطناعية ليلاً تسبب الاكتئاب وتزيد الوزن وتصيب بالسرطان..! وهذا ما لا نتمناه بالتأكيد (لمسوؤلي الكهرباء)..! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]