استقبلت مناطق المملكة شهر رمضان المبارك بسلسلةٍ كبيرةٍ من انقطاعاتٍ للتيار الكهربائي، ونالت المنطقة الشرقية نصيب الأسد من تلك الانقطاعات حتى أصبحت مسلسلًا رمضانيًا يوميًا يطل على أهالي المنطقة في منازلهم ويشاركهم وجبات الإفطار والسحور.. وهذا ما حدث بالضبط في كل من الدماموالخبر والإحساء والقطيف والنعيرية وحفرالباطن وما جاورها، إذ لم يتبق إلا مدن قليلة حتى تكتمل المنطقة بمهرجان اللهيب والظلام. تلك الانقطاعات المستمرة جعلت العديد من المواطنين يطالبون بمقاضاة شركة الكهرباء السعودية، وطلب تعويضات لما تسببت به في تلفياتٍ وأضرار لحقت بهم.. وهنا نسلّط الضوء على هذا الحدث البارز وذلك بتغطية فعاليات المهرجان السنوي لانقطاع التيار الكهربائي في المنطقة الشرقية. طوارئ حائل !! سلطان الشهري أحد سكان حي البندرية بالخبر اتصل على طوارئ شركة الكهرباء بالشرقية وأجاب عن اتصاله موظف طوارئ منطقة حائل !! .. يقول سلطان: أين الخُطط المستقبلية والإستراتيجية التي يتحدث عنها المسؤولون في شركة الكهرباء أمام ما يحدث من انقطاع للكهرباء تشهده المنطقة الشرقية كل عام، بل أين التنظيم والمركزية وأنا أتصل بطوارئ المنطقة الشرقية ويجيب عن اتصالي موظف طوارئ منطقة حائل، وعند اندهاشي من هذا الموقف أجابني الموظف وقال ربما أنك تتصل من شريحة شركة الاتصالات السعودية فلذلك جرّب من شريحة موبايلي !! وهنا أيقنت بأنه لا توجد خُطط مدروسة، وإنما خطط عشوائية. ويضيف الشهري قائلًا: لم أنسَ ما قاله موظف الصيانة عندما انتهى من إصلاح العطل، حيث سألته: هل سيعاود التيار الانقطاع فأجاب: «يوم لك ويوم عليك» وكأنه يقصد أن اليوم هنا وغدًا في مكان آخر، ولكن هذه الاستهانة بنا نحن المشتركين لن تمرّ مرور الكرام وسنطالب بتعويض يضمن حق المشترك من الإهمال المستمر من قِبل الشركة الانقطاع مسلسل رمضاني حفر الباطن هي تلك المحافظة التي استقبلت شهر رمضان بلهيبٍ جافٍ وظلامٍ دامس حتى أصبحت انقطاعات التيار الكهربائي عنها مسلسلًا رمضانيًا لم ينقطع.. أحمد الشمري أحد سكان حي الطوالة بحفر الباطن يُحمّل شركة الكهرباء بالشرقية مسؤولية الانقطاع المستمر الذي يعاني منه أهالي «الحفر»، حيث قال: لا أظن أن أحدًا من سكان الشرقية لم يسمع بما يعانيه أهالي حفر الباطن من انقطاع للكهرباء والتعرّض لأعلى درجات الحرارة في النهار دون أجهزة تبريد وفي الليل يغشانا السواد المظلم والسبب يعود لمعدات التوليد القديمة والمتهالكة التي توفرها شركة كهرباء الشرقية. ويضيف الشمري: أصبح مكوثنا في السيارات أكثر من منازلنا لأجل تبريد المكيفات واستخدامنا الكشافات والشمعات من الضروريات ولكن إلى متى هذا الحال؟؟ ففي كل مرة ينقطع فيها الكهرباء يصرّح المسؤولون في شركة الكهرباء بمشاريعهم وإنجازاتهم التي لا تُسمن ولا تغني من جوع، ويتساءل الشمري: مَن المسؤول عن الأضرار التي لحقت بنا جراء هذه الانقطاعات؟ وماذا أستفيد من عبارة (عزيزي المشترك نعتذر عن هذا الخلل) لذلك أنا أعتزم مقاضاة شركة الكهرباء عن كل الأضرار التي تسببت بها شركة الكهرباء بإهمالها سكوت المشتركين المتضررين عن الانقطاعات وعدم مطالبتهم بتعويض يجعل الأمر روتينيًا وعاديًا بالنسبة لشركة الكهرباء ارتباك بين السكان اختفى صوت عمر محمد مؤذن جامع الأبرار بحي اليرموك عن الصائمين بسبب انقطاع التيار الكهربائي مما سبّب حالة ارتباك بين سكان الحي في وقت الإفطار.. ويشرح محمد ما حدث ويقول: في يوم الثلاثاء الماضي وقبل دخول وقت أذان المغرب بحوالي ربع ساعة انقطع التيار الكهربائي عن الحي ودخل الوقت ولم يحضر لصلاة المغرب إلا عدد قليل من المصلين والبقية بقوا مع أبنائهم وعائلاتهم لكي لا يدبّ الذعر في قلوبهم، وبعد فترة ليست بالقصيرة عاد التيار للعمل ولكن سرعان ما انقطعت الكهرباء من جديد وصلى المصلون صلاة العشاء والتراويح بقصار السور. ويعقب عمر: المسؤول الوحيد عن هذا الخلل هو شركة الكهرباء التي تأخذ حقها وتضمنه ثم تضرب بحق المشترك عرض الحائط. سكوت المشتركين ويطالب عبدالرحمن القحطاني شركة الكهرباء بنظام تعويض لكل مشترك ينقطع عنه التيار وذلك بعد أن اضطر إلى الاعتذار لضيوفه الذين دعاهم لمأدبة الإفطار بسبب الظلام الدامس الذي شهده حي الموسى الأسبوع الماضي. ويذكر عبدالرحمن أن هذا العطل لم يكن لأول مرة بل سبقه عطلٌ في الكهرباء قبل دخول شهر رمضان. وعن الأمور التي يرى القحطاني أنها سبب للأعطال في المنطقة يقول: سكوت المشتركين المتضررين عن الانقطاعات وعدم مطالبتهم بتعويض يجعل الأمر روتينيًا وعاديًا بالنسبة لشركة الكهرباء، ففي كل مرة لانقطاع الكهرباء أذهب بعدها لورش الصيانة، كما أن المولدات والمعدات الموجودة حاليًا لا تواكب النمو السكاني ولا تساعد في القضاء على ظاهرة الانقطاع. ويضيف القحطاني: لماذا تتم محاسبة المشترك عن كل ثانية ولا تحاسب الشركة عن الوقت الذي تقطع فيه التيار عن المشتركين؟! مولد احتياطي محمد الرشيد مدير مناوب لأحد فنادق مدينة الخبر والذي تعرّض لانقطاع في الكهرباء تسبب في إتلاف أجهزة الحاسب الآلي الخاصة بالفندق.. يقول الرشيد: تعرّضنا لموقف صعب خلال فترة الانقطاع لأنه صادف وقت الإفطار، فاستعنا بالمولد الاحتياطي لتشغيل التيار في الفندق وفعلًا عادت الأمور إلى مجاريها ولكن المشكلة تكمن في أن المولد الكهربائي لم يستطع تشغيل أجهزة التكييف واكتفينا بتشغيل مراوح التهوية فقط، وهذا ما جعل الجو حارًا ورطبًا داخل الفندق، كما أن هذا الانقطاع سبب بعض التلفيات في أجهزة الكمبيوتر نظرًا للانقطاع المستمر
زيادة أحمال في الباطن من جانبه صرّح رئيس القطاع الشرقي لشركة الكهرباء السعودية المهندس عبدالحميد النعيم بشأن انقطاع الكهرباء عن العديد من مدن المنطقة حيث قال: شهدت المنطقة الشرقية منذ بداية شهر رمضان بعض انقطاعات الكهرباء ولكن محافظة حفر الباطن كانت المتضرر الأكبر من انقطاع الكهرباء بالمنطقة بشكل مفاجئ والسبب الرئيسي لذلك الانقطاع هو زيادة الأحمال، وقد تمّ بحمد الله إعادة الكثير من الوحدات للعمل في حفر الباطن والقيصومة، وما زالت بعض الوحدات تخرج عن السيطرة من وقتٍ لآخر وقد باشرت مواقع العطل فرق مساندة من الدمام والجبيل، مع العلم أن شركة الكهرباء في المنطقة الشرقية قد اتخذت احتياطاتها لتلافي مثل هذه الحالات وذلك باستئجارها 90 ميجاوات قبل بداية موسم الصيف ووحدات توليد بمبلغ مائتين وخمسين مليون ريال، كما أن هناك مشروعًا قائمًا لشركة الكهرباء بالشرقية مخصصًا لمحافظة حفر الباطن ينقسم إلى جزءين: الجزء الأول عبارة عن خط تغذية من منيفة إلى القيصومة بمسافة 322 كم، وقد تم الانتهاء من تركيب جميع قواعد الأبراج فيه وتم تشييد 400 من أصل 800 برج، وحتى هذه اللحظة تم تركيب الأسلاك الكهربائية في مسافة 120 كم وتبلغ تكلفة الجزء الأول من المشروع حوالي 450 مليون ريال، وأما بالنسبة للقسم الثاني من المشروع فهو إنشاء محطة داخل القيصومة بتكلفة تقدّر ب320 مليون ريال؛ ليغطي المشروع محافظة حفر الباطن بالكامل وما جاورها، ولا يزال المشروع قائمًا والأجزاء التي نفذت فيه كبيرة بحيث تنتهي الأعمال منه ويبدأ التشغيل في الربع الأول من السنة القادمة وتحديدًا قبل 31 مارس القادم. حريق المريديان وبخصوص انقطاع التيار الكهربائي الذي شهدته بعض أحياء الخبروالدمام والأحساء يضيف النعيم: مشكلة انقطاع الكهرباء التي حدثت يوم الثلاثاء في الخبر وتحديدًا في حي اليرموك (الموسى) والبندرية ليست بسبب زيادة أحمال وإنما بسبب خلل فني كبير وهو احتراق معدة في محطة «المريديان» والذي أسفر عنه انقطاع الكهرباء في الأحياء المذكورة لفترتين: الأولى من الساعة 6.22 مساء والذي استمر لمدة ساعة وثماني عشرة دقيقة وبلغ عدد المشتركين المنقطع عنهم التيار 4602 مشترك، أما الفترة الثانية فكانت من الساعة 8.09 مساء لمدة ساعتين وخمسين دقيقة وبلغ عدد المشتركين المنقطع عنهم التيار في هذه الفترة 5470 مشتركًا، كما أنه تمّ تعويض المحطة المتضررة بمعدة جديدة استغرق العمل فيها ثماني ساعات. وأما المناطق الأخرى التي حصل فيها بعض الانقطاعات البسيطة مثل الدمام والقطيف والنعيرية والأحساء فهي بسبب الأحمال الزائدة، أيضًا حصل انقطاع بسيط في حي الحزام الذهبي وذلك لنفس السبب. ترشيد الاستهلاك ووجّه النعيم نداء لجميع المشتركين بترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية حيث قال: إن شركة الكهرباء تهيب بالجميع الاستخدام الأمثل للطاقة مراعاة لظروف الجو الحالي، ونتمنى أن تسود ثقافة الترشيد في استخدام الأدوات الكهربائية من أجهزة تكييف أو تبريد لأنه يوجد عمر افتراضي لأي آلة كهربائية.