من يصحح للناشئة مفاهيمهم عن الحياة، والدين، والقيم، والفروق بين الحرية البانية، والحرية الهادمة، ومفاتيح الفتن، وأقفالها, وغراس الفضائل، وفتائل حرقها..؟ وكيف يعرفون نسب النجاح. والفشل فيما يختارون من دروب هي مسالك فكرهم، وسلوكهم؟ في ضوء هذا الخلط، والهدر والضغط، وكله في ازدياد.., بل من، متى، كيف يأخذون بهم نحواً بعيداً ليغوصوا بهم في تاريخ تراكمات ما يحدث أمامهم، فينزعون القلق عنهم، ويطهرون التوجس فيهم، ويعينونهم على حسن اختيار كل أمر يشكّل مواقفهم، وآراءهم، وقناعاتهم،.. لتغدو الحياة أمامهم أجمل من أن تكون في تبني سطحيها، والسير على فتات زجاج سيئها..؟ إذ هناك شرخ عريض، وسحيق بين ما تلقيه، وتقدّمه لهم في كل ثانية من وقتهم أحداث الحياة، وواقع السياسات، وتوجهات الخطط، وصراعات المعتقد، والآراء المتضاربة.., من نتاج، وثمار غراس الواقع بقواه ممن يغذون عقولهم، ويجذبون انتباههم، ويسيطرون على وجدانهم، وبين ما تقدّمه لهم دروس الفصل، وجلسات الأهل، ورفقة الطريق.. ووسيلة الانتشار، والتواصل... وهم في عود وهن، وعقل غض، وعمر غرٍّ كالريشة في عاصفة.. على أن هناك جهوداً لاحتواء انتباه، ومدارك العقل فيهم، لثلل من الخلّص مفكرين وكتّاباً ومعلمين ومربين، على اختلاف تخصصهم المعرفي، يتصدون لعقيدتهم، ووطنيتهم، ومعارفهم، ومعلوماتهم, لكن كل هؤلاء هم كالقطرة في بحر لجي... فالموج عارم.. والنشء أمانة.. والواقع لا يبشِّر بأجيال تركن لنفسها، أو تعتد بتاريخها، أو تقوى بعقيدتها.., أو تطمح للإنجاز بهوياتها الخالصة لدينها وأوطانها..., فالمسخ جار, والأمانة تنشد من يداويها..! عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855