بعد أن حاولت جهات إقليمية انتهاز انشغال العرب في تفاعلات الربيع العربي الذي يهدد أحد أهم حلفائها، ودفعت إحدى الفصائل الفلسطينية التي اعتادت تنفيذ ما يأتيها من «أوامر» من طهران، فأطلقت عدداً من الصواريخ صوب أهداف إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة من خلال مواقع في قطاع غزة، ورغم أن تلك الصواريخ لم تسبب في سقوط ضحايا بين الإسرائيليين، إلا أن إسرائيل استغلت هذا الانفلات الذي أقدم عليه تنظيم الجهاد بهدف إشعال جبهة جديدة تخفف الضغط على الحليف القابع في دمشق، فأطلقت 200 صاروخ لم يتسبب في قتل أي إسرائيلي..!! وهنا تلقفت إسرائيل «هدية» الجهاد وقامت الطائرات الإسرائيلية من مقاتلات إف 16 بغارات على أهداف منتقاة في قطاع غزة منذ عصر يوم الجمعة حتى صباح الثلاثاء بعد أن تدخلت مصر، والتوصل إلى هدنة لا تزال هشة في ظل تهديد الإسرائيليين بأنهم سيواصلون مسلسل الاغتيالات الموجهة لقادة العمل الفلسطيني المسلح. اعتداءات الإسرائيليين أسفرت حتى صباح الثلاثاء عن سقوط 25 ضحية من الفلسطينيين و90 جريحاً والحصيلة مؤهلة للارتفاع بعد تهديد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه يعلون باجتياح واسع لقطاع غزة إذا ما أطلقت صواريخ جديدة، أما الجنرال عاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية في وزارة الحرب الإسرائيلية فأعلن بأن التهدئة التي رعتها مصر لا تثنيهم عن مواصلة عمليات اغتيال قادة العمل الفلسطيني المسلح. تزايد التهديدات الإسرائيلية وارتفاع نبرة كبار مسؤوليها هدفها الضغط على من يتصدون للتهدئة والوساطة سواء مصر أو ألمانيا، وحتى أمريكا من التحرك لمنع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد من قصف تل أبيب بصواريخ «فجر 5» في ظل معلومات تزعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية قد رصدتها حول استعدادات فنية يقوم بها الذراع العسكري للجهاد لإطلاق تلك الصواريخ. وحسب موقع «تيك ديبكا» الاستخباري الإسرائيلي، فإن تل أبيب سلمت مدير المخابرات المصرية اللواء مراد موافي رسالة عاجلة تؤكد أن قواعد اللعبة ستتغير في حال قصف تل أبيب ورخوبوت، وأن رد الجيش الإسرائيلي سيكون أقسى، ويزعم الموقع الاستخباري الإسرائيلي أن الجهاد يملك نوعين من صواريخ «فجر 5» ويصل مداه إلى 100كم و»فجر 3» ويصل مداه إلى 60كم.