علمت «الحياة» أن مصر نجحت في مساعيها لتثبيت التهدئة واحتواء الموقف المتوتر في قطاع غزة، وأن قراراً فلسطينياً اتُخذ أمس بالتوافق بين حركة «حماس» وجميع القوى الفلسطينية يقضي بوقف اطلاق الصواريخ والإلتزام التام بالتهدئة التي من المفترض أن يكون سريانها بدأ في الساعة التاسعة من مساء امس. واتخذت وزارة الداخلية في حكومة «حماس» المقالة قراراً بنشر قواتها في الشوارع والميادين لحماية التوافق الوطني والتزاماً بالقرار الذي تم الاتفاق عليه بين سائر القوى والفصائل ولجان المقاومة، علماً انه تم ابلاغ المسؤولين المصريين بذلك القرار لابلاغ الجانب الاسرائيلي. في غضون ذلك، يصل الى القاهرة اليوم وفد رفيع من «الجهاد الاسلامي» برئاسة أمينه العام رمضان شلّح ونائبه زياد النخالة للتشاور مع المسؤولين المصريين في كيفية المساعدة في وقف شن عملية عسكرية اسرائيلية ضد قطاع غزة رداً على هجمات إيلات وعلى الصواريخ الفلسطينيه التي أُطلقت أمس وأول من أمس على البلدات الإسرائيليه من القطاع رداً على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد القطاع. ومن المفترض ان يلتقي شلّح رئيس الاستخبارات المصرية اللواء مراد موافي فور وصوله الى القاهرة اليوم. وعلى صعيد التهدئة، قالت مصادر موثوقة في «حماس» ل «الحياة»: «معنيون بالتهدئة ولقد أبلغنا الاسرائيليين من خلال المسؤولين المصريين التزامنا التهدئة ووقف اطلاق الصواريخ تأكيداً لمبدأ تهدئة في مقابل تهدئة»، موضحاً أن «حماس اجرت مشاورات مع كل فصائل المقاومة الفلسطينية بلا إستثناء ... التي ابدت استعدادها التزام التهدئة ووقف اطلاق الصواريخ»، لافتاً الى أن «الجهاد» أكدت ايضاً التزامها لكنها على الارض لم تلتزم تماماً. وقال ان «التنفيذ الفوري ليس هيّناً ولا يكون بكبسة زر»، مشدداً على موقف «حماس» وسائر فصائل المقاومة بالتزام التهدئة عقب استلامها الرد الاسرائيلي عبر الجانب المصري، وقال: «وقع بعض التجاوزات الفردية لكن الفيصل والالتزام بشكل كامل في الساعه المحددة التي تم التوافق في شأنها». وأضاف: «لذلك الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي، ونحن نترقب»، مشيراً الى أن «حماس وجميع القوى الفلسطينية تريد تجنيب اهالي قطاع غزة ويلات الحرب». في السياق ذاته، قال النخالة ل «الحياة» ان «الجهاد» غير معنية بالتصعيد، لكننا ايضاً لا يمكننا ان نشاهد عدواناً إسرائيلياً على شعبنا الفلسطيني ونظل نتفرج مكتوفي الايدي»، مضيفاً ان «المهم ان يوقف الإسرائيليون عدوانهم». وأضاف: «هم (الاسرائيليون) يريدون أن يفرضوا علينا معادلة، ونحن لن نخضع لهذه المعادلة ولا يمكننا ان نستسلم لها، فنحن حركة مقاومة ولسنا دولة»، مشيراً الى أن اسرائيل تريد ان تفرض على فصائل المقاومة مبدأ الاستسلام وليس التهدئة المتبادلة، ومشدداً على ان اي هجمات ستقوم بها اسرائيل، سترد المقاومة عليها بما لديها من امكانات. في السياق ذاته، لم يستبعد مصدر مصري رفيع أن توجه اسرائيل ضربة عسكرية مؤلمة الى القطاع، وقال: «الاسرائيليون مستفزون بشدة». لكنه لفت الى أن التطورات الميدانية على الارض تتغير من ساعة الى اخرى، موضحاً أن هناك اتصالات مكثفة مع الجانب الاسرائيلي لاحتواء الموقف والحيلولة دون حدوث تصعيد عسكري من الجانب الاسرائيلي. كما اشار الى ان المساعي المصرية لم تتوقف مع القوى الفلسطينية الفاعلة في الميدان، وعلى رأسها «حماس». وأعرب عن امله في احتواء الازمة ووضع حد لها خلال الساعات القليلة المقبلة. واستبعد ما تردد عن نية اسرائيل اعادة احتلال قطاع غزة، وقال: «استبعد ذلك، لكنهم يعتبرون حماس المسؤولية عن قطاع غزة ويحملونها مسؤولية اي عمل عسكري يوجه ضدها، حتى لو كان اطلاق صاروخ»، مشيراً الى الرسالة التحذيرية الاسرائيلية التي نقلتها مصر الى «حماس» منذ يومين، وقال: «الاسرائيليون ابلغونا اذا حماس لم تسيطر على الأوضاع في غزه، سنوجه لهم ضربة». ورأى المصدر ان سحب السفير المصري من تل ابيب ليس بالقرار الصائب لأن هذه الخطوة تعتبر خطوة تمهيدية لقطع العلاقات وإغلاق السفارة، لافتاً الى الدور الحيوي الذي تقوم به السفارة في تل ابيب عند حدوث اشكاليات وازمات مثل الازمة الراهنة، وقال: «ان السفارة تلعب دوراً في منع ان تصل الامور الى حد الانفجار وتسهم بشكل اساسي في إحداث انفراجة عند حدوث توتر.