قد نتعايش مع المتغيرات التي آلت إلينا من بعض الثقافات المعاصرة ومن ذلك التنظيم الخاص بالقبول الجامعي واشتراط اختبار القدرات المعرفية والتحصيلية، التي على ضوئها أوجدت المبررات لإلغاء الاختبارات المركزية في الشهادة الثانوية. وبعد أن أصبح التقويم والاختبارات مسؤولية كل مدرسة حصل التباين والتفاوت الكبير بين طلاب المدارس وظل التحصيل العلمي ومخرجات المناهج الدراسية في أضعف حالاته حتى رأينا أن مادة كمادة الأحياء تحولت من (400) ورقة إلى ملخص من مجموعة أوراق لا تتعدى عدد أصابع اليد، وهذا يعطي إشعاراً بخطورة الوضع، كما أن اشتراط إجراء اختبار القدرات للقبول الجامعي إجحاف بحق كثير من الطلاب ممن ظل كادحاً عدة سنوات من أجل تحصيله العلمي فيكون هذا الاختبار قد سلب جهود وحصيلة هذه السنوات، فهلا أوجدنا له بديلاً؟ ولو كان هذا الاختبار مقصوراً على المتقدمين للوظائف الفنية والإدارية لكان ذلك أفضل. بناء على ما تقدم وسعياً للبحث عما نراه الأفضل أتقدم إليكم ببعض الرؤى آملاً أن تجد من قبلكم الاستحسان والقبول وهي كما يلي: أولاً: أن يعاد تطبيق الاختبارات المركزية الموحدة للمرحلة الثانوية من قبل وزارة التربية أو حتى من قبل شركات مختصة كما هو مركز (قياس) وتكون لجميع صفوف المرحلة الثانوية للفصلين الدراسيين الأول والثاني. ثانياً: أن يكون تصحيح أوراق الاختبارات من قبل لجان مختصة في كل إدارة تعليم برعاية ومراقبة الإشراف التربوي. ثالثاً: أن يحتسب المعدل التراكمي في المرحلة الثانوية بنسبة 70% فقط ويضاف إليه المعدل التراكمي للمرحلة المتوسطة وهو 30% وسيكون لذلك -بإذن الله-دور فعال في حرص الطالب المبكر والدائم على الاجتهاد. رابعاً: أن يكون اختبار القدرات والاختبارات التحصيلية للقبول الجامعي اختيارياً لمن أراد التعويض من إخفاقه في المعدل التراكمي للمرحلتين المتوسطة والثانوية. خامساً: لا بأس من الاكتفاء بالسنة التحضيرية لأنها كافية لتمحيص جميع الطلاب وتصفية رغباتهم وعلى ذلك ستكون الأمور أكثر واقعية. هذا ما أحببت طرحه وأملي بالله كبير أن تقوم وزارتا التربية، والتعليم العالي بدراسة هذا الطرح، لعل الله ينفع به أبناءنا مستقبل هذا الوطن المجيد، راجياً المولى أن يوفق الجميع لكل ما فيه خير.. آمين. - المشرف التربوي بتعليم الرس