«غادة»، شابة ناهضة بكثير من الإحساس بالمسؤولية تجاه جيلها.. وقبلاً تجاه نفسها.. فهي من العمر في مقتبل العشرينات.. ومن العلم تحمل الدرجة الجامعية، وقد انخرطت في العمل بمؤسسة خدمية عامة.. كثيرة الاطلاع، نابهة نحو المبادئ الوضيئة، جادة في منهج الاستقامة.. نموذج مميز لبنات جيلها، طموحاً، وأدباً، ووعياً، وتديّناً.., وخبرات تفوق كتف عمرها، بضخ تجارب خاضتها وهي بعد طفلة لم تتجاوز السابعة.. «غادة»، تجلس إلي تسألني أمراً، فإذا بها تثير شغفي للدعاء لها بأن تغدو قدوة ليس لأخواتها الثلاث اللاتي تبثهن الحب، والخوف عليهن، والإحساس بهن، بل لكل من هن في جيلها.. «غادة» سألتني إن يكن بالإمكان أن أكتب عن موضوع يؤرّقها، فأكَّدت لها ذلك، لأنها تقول: (لو كتبت عنه أنا فلن يسمعني أحد)... وحين أفضت بما تشاء الكتابة عنه, أصغيت إليها ليس للكتابة عن فكرتها, بل لنقلها إليكم كما هي بعباراتها، وانفعالاتها، وخشيتها، ومبرراتها,.. ولأنني على ثقة في القراء الكرام أنهم يتلقون عن كل صاحب نخوة في فكره للأخلاق، والقيم، ولكل من يشعر بعمق بالحرج من أساليب عديدة في سلوك الناس لم تعد خافية على أحد..., بل طفح على السطح أسنها فإنني أدعها تتكلم لكم... قالت غادة: (انتشرت رسائل الجوال التي تصف «الحشاشين» بأساليب طريفة مضحكة، الظاهر فيها روح الدعابة، والمستدرة لضحك المتلقين لها، والباطن فيها تذويب ما,.. كما كانت النكات التي محورها فئات من الناس تظهر غباءهم، أو خبثهم، أو تسطحهم، كالأغبياء، والحمقى، والبخلاء,... لكن الأخيرة تستدر ضحك الناس بحكايات, ومواقف، وحركات، وألفاظ (المحششين)، وعنهم، وكأن صفتهم أمر عادي ليس من ورائه ما يبسط مفهوم «التحشيش» لدى «المبسوطين بالضحك والترويح»، الذين غدوا يتناقلونها، ويتراسلون بها، ويرددونها في جلساتهم، والأدهى، والأمر أن هناك توظيفاً خفياً لتخفيف حدة التصادم مع لفظ «الحشاش أو المحشش»، وتعويد الآذان، والذاكرة عليه...) وتواصل غادة: (قيم أخلاق، وسلوك عديدة تنخر في بناء مفاهيمنا, وأحاديثنا, وما يسعدنا، وما يروّح عنا,... وذلك بالتساهل في نقل كل ما ينقضها, ويقوّضها، آمل التنبيه لهذا، آمل وعي الآباء بهذا، آمل إيصال المخاوف من هذا السيل الذي يجرف ذائقتنا ومفاهيمنا ومشاعرنا,........)... مقال اليوم تركته مكتوباً بقلم «غادة العثمان».. حفظها الله نموذجاً لجيلها الواعي، ونموذجيتها المشرقة.