برنامج «لول» على قناة «أو تي في» تعرّض ويتعرّض لانتقادات كثيرة، معظمها يصبّ في مسألة احترام الأخلاق والتقاليد والعادات وحرمات البيوت وهشاشة المراهقين، ويأتي الردّ على ذلك كله من باب حرّية التعبير وحرّية الانتقاء، فمن لا يحب سماع «لول» فليغيّر القناة! ولكن، ما هي معايير «لول» في التوجه الى المشاهدين؟ مجرّد إضحاكهم، في أي شكل ووسيلة والباقي ثانوي؟ أم ان هناك حدوداً لما يُنقل عبر الأثير الى بيوت الناس وعيونهم وآذانهم؟ يحاولون في «لول» تغطية العبارات البذيئة بالمانع الصوتي، أحياناً يفشلون أو تتبدد النكتة فلا يصل منها سوى القليل. ولعل النقطتين الأبرز في معرض المآخذ على «لول» هما الجنس والاصرار على نكات التحشيش بصورة مسرفة تحولت في الآونة الأخيرة الى ثقل سمج يخلو من كل أثر للطرافة، ناهيك بالمسؤولية المعنوية. يغرق شبابنا في آفة المخدرات. يبلغ عدد المدمنين رقماً دقّ ناقوس الخطر في الأوساط الاجتماعية والصحية. الجامعات امتلأت بمروّجي الحشيشة وغيرها و «لول» تجعل من عبارة «محشش»، لازمة مكرورة مع التصفير والهيصة حتى بات التحشيش مهرجاناً أسبوعياً بل ماركة مسجلة باسم «لول»، ما يستدعي التساؤل عن معنى هذه اللازمة وأهدافها، خصوصاً ان نكات التحشيش عموماً ليست من التركة الفكاهية المحلية، ولا تاريخ لها في ذاكرة الطرافة اللبنانية على الإطلاق. أما العبارات الجنسية الفجة فهي لا تعكس سوى فقر المخيلة وعدم قدرة من يتلو النكتة على التلميح والإيحاء من دون اللجوء الى البذاءة، مخبر النكتة المحنك يبرز موهبته، لا في التهريج والصياح والصفاقة، بل في مستوى الثقافة اللفظية لديه. أما اعتماد السوقية والتسويق لها فلا يحتاجان الى برنامج تلفزيوني يفلش بضاعته في بيوت الناس، بل الى أي زقاق أو شرفة يُدعى اليها أصحاب الألسنة الفالتة. يبقى مأخذ ثالث يعبّر عنه أصحاب الذائقة المرهفة والرقيّ وهو ما يتعلّق بنكات ال «سكاتولوجيا» أو الصرف المعوي، فأي نكتة مهما كانت مضحكة في ظن أصحابها تفقد مصل الفكاهة على شفاه الإناث والذكور معاً إذا رُويت مجرّدة من ذكاء لمّاح يعرف صاحبه كيف يتجنب إثارة القرف قبل إثارة الضحك. «لول» الى أين؟ الى غرزة تحشيش بلهاء أم الى برنامج فكاهي مدروس، معمّق، مرحّب به من الجميع؟