تعقيباً على ما نُشر حول استنزاف المياه بقلم حجاب بن عبد الله بن نحيت في يوم الاثنين 17-1-1433ه بعدد رقم 14319 ولقد أجاد وأفاد، فصحيح أن الماء هو مكان الاستيطان البشري ومن الخطأ عدم التفكير وإعمال العقل في كيفية المحافظة على هذا المخزون غير المتجدد الذي هو من أسباب الوجود للكائنات الحيَّة ونراه يهدر بدون مردود اقتصادي للبلد فنرى مثلاً في مزارع البطاطس أو البرسيم أو الذرة المستأجر أجنبياً والعمال أجانب وبائعي البذور والأسمدة أجانب وأصحاب الحصادات أجانب والمكاسب والفائدة تحول لبلدانهم ونحن خسرنا المخزون من المياه، فمزارع البرسيم تعمل عليها المضخة طوال فترة الزراعة التي تكون في الغالب سنتين لا تنطفي وعليكم حساب المياه المستنزفة بملايين الأمتار المكعبة من مزرعة واحدة واضربوا الناتج بآلاف المزارع إنها أرقام فلكية مهدرة في بلد صحراوي. لقد انخفض منسوب المياه إلى مسافات تدعو للتوجس خيفة بعد أن كانت تندفع ذاتياً حتى علو عشرين متراً، إننا لسنا على أنهار والمخزون لا يتجدد فهي مكامن أودعها الله باطن الأرض، فالجدير بنا ترشيدها وتوجيهها على الأشياء الضرورية مثل النخيل والمحميات الزراعية لتبقى لنا وللأجيال بعدنا لأننا نراها تنخفض فالمضخات تزداد كل سنة أو سنتين لتلحق منسوب المياه النازل حتى إن بعض المضخات تتعدى سبعين ماسورة بعد أن كانت ثلاثين فقط. إنها عملية استنزاف مخيفة فلو جمعت مياه هذه المضخات في آن واحد لفاقت مياه نهر النيل في أيام فيضانه، إن المياه غالية في بلد صحراوي كبلادنا ولا سيما أن هذا الاستنزاف الذي نراه كما أسلفت بدون مردود اقتصادي للبلد. فإذا كان 1 كلغ من القمح يستهلك 1.8 متر مكعب من المياه ومعدل إنتاج المحوري عادة 400 طن تقريباً وهذا يعني أن الماء الكافي لزراعته 400×1000= 400000×1.8 = 720000 متر مكعب وهذا في فترة أربعة أشهر وأما البرسيم فيحتاج في سنة كاملة لستة أضعاف هذا الرقم تقريباً 720000×6 =4320000 متر مكعب. إن هذه الأرقام لهي جديرة بالتوقف أمامها بنظرة ثاقبة تحافظ على الحاضر وتستقرئ المستقبل. راشد سليمان الوايلي - بريدة