يُدرك الباحثون والمؤلفون في علم التراجم والرجال أنَّه من الصعوبة الكتابة عن علَمٍ من الإعلام أو أحدٍ من الرجال لم يُسبق أنْ كُتب عنه, إلا أنني عزمتُ الكتابة عن المترجم له رحمه الله من عدة سنوات, فكنتُ أسأل كبار السنِّ الذين أدركوه, فأفدتُ منهم ما جعلني أكتبُ هذه الترجمة المختصرة, وقد سمعت مباشرةً ممن أدركوه وهم قلَّةٌ قليلةٌ, ومقاماتهم في أسرهم جليلة, يذكرونه بالخير ويعظِّمونه, لمعرفتهم شريفَ مقامه, وما بلغ فيهم من علمٍ, فحصلتُ من ذلك ما رأيتُ استحقاق تقييدهِ وإثباتهِ وتحبيرهِ, وكان أعلم الأسرة بسيرة المترجم له هو والدي رحمه الله وأكثر إفادتي منه مما أفاده من والده مشاري وجده سليمان ابن علي وغيرهما, خصوصاً بعد موت من هم في طبقة والده, وهكذا الصادقون المخلصون من الإعلام تبقى سيرهم عطِرةً بيننا ولو لم يُكتب عنهم ما دام يوجد بقيَّةٌ باقيةٌ عالمةٌ بالمقام الرفيع الذي حصَّلوه, وها أنا ذا أكتبُ عن هذا العلَم بعد أكثر من سبعة عقودٍ على وفاته, لأجل أنْ تبقى سيرته العطرة فواحة ما بقي قارئٌ مهتمٌّ ومتخصصٌ نهمٌ, وإليكم الترجمة: اسمه- عبدالله بن مشاري بن حمد بن علي بن محمد آل بن علي. والدته- نورة بنت محمد بن سلطان آل معجل من حوطة سدير. ولادته- ولد في بلدته الداخلة في سدير, وهي مجاورة للروضة, ولم أطلع على تأريخ ولادته بالتحديد, ولكن ذُكر لي أنَّه قارب التسعين عند وفاته. نشأته- نشأ بين أبوين صالحين, أحسنا تربيته, واجتهدا في توجيهه وإرشاده, وتعلَّم القرآن الكريم ومبادئ العلوم في الكتَّاب. إخوانه وأخواته: شقيقاه: جدِّي لأمي الشيخ علي بن مشاري وجدِّي الشاعر سليمان بن مشاري, وأختاهما لأبيهما دليِّل وسارة وأمهما نورة بنت حمد ابن شويش من عودة سدير. صفاته وأخلاقه: من صفاته أنَّه متوسط الطول, نحيل الجسم, له عينان واسعتان, قَمحيَّ اللون يتلألأُ وجههُ نضارة, وأما أخلاقه فهي أخلاق النبلاء الفضلاء أهل الديانة والصلاح والتقوى والكرم والتواضع, ونال نصيباً وافراً من الزهد والعبادة, دائم اللهج بذكر الله, كثير التلاوة للقرآن الكريم والاستغفار, ويقوم الليل ويصوم النوافل, كما كان على خلقٍ رفيعٍ, سليم الصدر, لا يحمل في قلبه غلاً أو حقداً أو حسداً, ويتصف بالصدق والأمانة والوفاء والمبادرة في الأعمال الخيريَّة إضافة إلى العلم والخشية ما جعل له شأناً رفيعاً في سدير عموماً, وفي بلدته خصوصاً, وهو المقدَّم فيها فيما يتعلق بالأمور الشرعيِّة, وكذلك فقد تولى التوجيه والإرشاد, فنال ثقة الناس عموماً وطلاب العلم والقضاة خصوصاً, ذكر ذلك لي من حدثني عنه ممن أدركوه ورأوه. زوجاته وأبناؤه: تزوج بأربع وهنَّ: لطيفة بنت عمِّه عبدالكريم بن حمد آل ابن علي وماتت ولم تنجب له. ونورة بنت عبدالله آل بن حمد (الرحمه) من الداخلة ثم انتقلوا إلى الروضة ثم انتقلوا إلى الرياض ثم انتقلوا إلى الدمام, وهي أمُّ ابنه الأكبر محمد. ومنيرة بنت محمد بن عبدالله المنصور آل خميس من جلاجل, وهي أمُّ ابنيه عبدالكريم ومشاري وابنته حصة, وآخر زوجاته هي حصة بنت حسن الأحيدب من جلاجل, تزوجها وهو كبيرٌ في السن, وهي أمُّ ابنه عبدالعزيز وابنته الجوهرة. أعماله واهتمامه بالعلم الشرعي وتعليمه: تقلَّد أعمالاً صالحةً مشرِّفة, فكان أثره محموداً وفعله مشهوداً, وتولى الإمامة والخطابة بعد عمِّه الجد الشيخ عبدالرحمن بن حمد بن علي - والذي كان خلفاً لأخيه -الجدُّ الجامع للأسرة- الشيخ مشاري بن حمد بن علي في جامع بلدته الداخلة- واستمر فيه المترجم له- إماماً وخطيباً قرابة خمسين عاماً, ونفع الله بنصحه وتوجيهه أهل بلده, وتولى التعليم في الكُتَّاب, ومن أعماله الجليلة عنايته بصيانة المساجد وأماكن الوضوء فيها, وتسهيله للطرق وإزالة ما يعيق السالكين, ومن تلك الطرق التي اعتنى بصيانتها طريق الحاج جهة جبال طويق, يقوم بهذا احتساباً لله هو ومؤذن الجامع الشيخ محمد بن إبراهيم ابن موسى البوعلي, وفي بعض الأحيان يذهبان من بعد صلاة الفجر ولا يعودان إلا مساءً, ومن أعماله الفاضلة جلوسه لتعليم الناس, فكان في الغالب يعقد درساً يوميَّاً بعد صلاة المغرب وإلى صلاة العشاء في البيت الكبير لآل ابن علي كما هي طريقة آبائه وأجداده, ويتولى التعليق على الكتب التي تقرأ عليه مثل كتاب آداب المشي إلى الصلاة وكتاب التوحيد وكتاب الأصول الثلاثة وكتاب مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم, وكلها لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب, وتفسير ابن جريرٍ الطبري وتفسير ابن كثيرٍ وزاد المعاد وإعلام الموقعين وغيرها, والذي يتولى القراءة عليه فيها أخوه الجدُّ الشيخ علي بن مشاري, وعندما انتقل الجد علي إلى قرية العليا تولى القراءة عليه الشيخ مشاري بن عبدالله- ابن المترجم له- أفدتُ ذلك مشافهةً من خالتي المعمَّرة, لطيفة بنت علي المشاري والجد الفرضي, مشاري بن سليمان ووالدي عبدالله بن مشاري, ومن أعمال المترجم له أيضاً توليِّه النظارة على أوقاف أسرته وأهل بلدته, ومن عادة الناس الذين يوقفون بعضاً من عقاراتهم أو مزارعهم ذلك الوقت أنْ يجعلوا نظارتها لإمام جامع البلد, وقد يجتمع عنده بعض المال فيشتري به عقاراً ويجعله وقفاً, وكذلك تولى المترجم له إجراء عقود الأنكحة. علاقته بأقاربه وأهل بلدته وما جاورها: كانت علاقة المترجم له مع جميع أفراد أسرته وأقاربه وأهل بلدته وما جاورها مبنيَّةٌ على المودة والمحبَّة الصادقة, وخصوصاً مع أخويه الجدُّ علي والجدُّ سليمان, فكانوا مثالاً للإخوة المتحابين المترابطين, وقد أنعم الله عليهم بالصلاح والتقوى والأمانة وحسن الأخلاق والكرم, وكانوا على قلب رجلٍ واحد, ملازمين لبعضهم بعضاً, فلمَّا سافر أخوهما الجدُّ علي إلى قرية العليا كان على اتصالٍ وثيقٍ مع أخويه بالمراسلة, ويزورهما إذا سنحت له الفرصة, كما أنَّ العم المترجم له وشقيقه الجدُّ سليمان ملازمان لبعض, وهؤلاء الإخوة الثلاثة يحسمون أمورهم بعد التشاور فيما بينهم, وبينهم من الألفة والتوافق ما ذكره كثيرٌ من كبار السن الذين التقيتُ بهم ممن يعرفونهم, كما كانوا حريصين على العلم وطلبه, ومما ذكر لي والدي والعم علي نقلاً عن والدهما الجدُّ مشاري أنهم كانوا يدفعون الأجرة لمن ينسخ لهم الكتب الشرعيَّة التي يحتاجون إليها, ومما حدثني به الشيخ إبراهيم بن صالح ابن نصرالله أنه قال: (كان خالي عبدالله وعلي وسليمان ذوي أخلاقٍ فاضلةٍ وسجايا حميدة, وفي حال زيارتهم لأختهم التي هي والدتي, إذا طرقوا الباب وقفوا عن جانبه الأيمن أو الأيسر, وذَكَر ما لهم من الفضل والصلاح). علميته: حفظ القرآن الكريم, وبعض المتون العلميَّة في العلوم الشرعيَّة, وكان على اطلاعٍ واسعٍ في العلوم الشرعيَّة, وله اهتمامٌ بالقراءة في كتب أهل العلم, كما هي حال أبائه وأجداده وإخوانه. علاقته بالعلماء وطلاب العلم: للمترجم له صلةٌ وثيقةٌ بقاضي سدير العلامة عبدالله بن عبدالعزيز العنقري وجالسه وأفاد منه فيما يخص أسرته وأهل الداخلة, وكان محلَّ ثقته ويوكل إليه بعض المهام لرفعها إليه, أشبه ما يكون بعمل اللجان أو هيئات النظر في الوقت الحالي, كما كان على علاقةٍ وثيقةٍ بكتَّاب سدير والذين يعملون كعمل كتَّاب العدل في وقتنا الحاضر, وكان المترجم له حريصا على استفتاء الشيخ عبدالله العنقري, وقد أرسل إليه يسأله عن حقوق المطلقة غير المدخول بها فأجابه, وهذا نصُّ السؤال والإجابة كما أنَّ السؤال نموذجٌ لخطِّ المترجم له كما هو في صورة الوثيقة المرفقة: (بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله بن مشاري بن علي إلى الأخ الشيخ المكرم عبدالله بن عبدالعزيز العنقري سلَّمه الله تعالى من الآفات وأعانه على حلِّ المشكلات ووفقه لفعل الخيرات, سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد أحسن الله إليك, رجلٌ تزوج امرأة ولم يدخل بها وغاب عنها مدة بعد العقد سنين وأرسل إليه وليها يطلب منه, فأرسل طلاقها, أفتنا مأجوراً ماذا عليه لها من الحقوق جزاك الله خيراً, هذا ما لزم رفعه وسلِّم لنا على الإخوان, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, والعجلة إنْ شاء الله برده. بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد ذلك, المرأة المسئول عنها لا عِدَّة عليها, وأمَّا بقيَّة الحقوق فلا يظهر لي أنَّ عليها شيء, وأمَّا حقوقها على الزوج فلها نصف المهر إذا طُلِّقت قبل الدخول, والله أعلم, قاله ممليه عبدالله بن عبدالعزيز العنقري, وكتبه من إملائه عبدالله, يُسَلِّم, والسلام) انتهى, وختم الشيخ تحت كلامه من الجهة اليمنى. رجالٌ وأعلامٌ أفاد منهم: 1- والده -الجدُّ الجامع للأسرة- الشيخ مشاري بن حمد بن علي, إمام وخطيب جامع بلدة الداخلة في زمنه حيث حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم الشرعيَّة على يديه. 2- عمُّه الجدُّ الشيخ عبدالرحمن بن حمد بن علي, الذي تولى الإمامة والخطابة لفترةٍ ليست بالطويلة في جامع الداخلة بعد شقيقه الجد مشاري, وقد أفاد من مجالسته وتوجيهه. 3- أفاد من مجالسة القاضي العلامة الشيخ عبدالله ابن دخيَّل حينما نزل الداخلة. 4- أفاد من مجالسة قاضي سدير العلامة الشيخ عبدالله العنقري, وغيرهم. من الكتَّاب الذين جلس إليهم وجلسوا إليه: 1- الشيخ سليمان بن إبراهيم المعيوف, وهو من الكُتَّاب الثقات المعروفين في الداخلة خصوصاً وسدير عموماً, وقد رزقه الله ببصيرة وإدراكٍ وذكاءٍ, ولعله أفاد من مجالسته. 2- الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن ابن فنتوخ, وهو من الكُتَّاب الثقات المعروفين في روضة سدير. 3- الشيخ صالح بن عبدالرحمن ابن نصرالله, وهو من الكُتَّاب الثقات المعروفين في حوطة سدير, وزوج أخته العمَّة سارة بنت مشاري بن حمد ابن علي. 4- الخال ُالشيخ أحمد بن عبدالعزيز السلمان, وهو من كُتَّاب الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري, ومن الكُتَّاب الثقات المعروفين في جلاجل. 5- الشيخ حماد بن عبدالرحمن العمر, وهو من الكُتَّاب الثقات المعروفين في روضة سدير. بعض من أفادوا من علمه: 1- شقيقه الجدُّ الشيخ- علي بن مشاري ابن علي, وكان ذا علمٍ وديانةٍ وتولى الخطابة والإمامة في قرية العليا, وصاحبَ العلماء والقضاة فيها وأفاد من مجالستهم وله اطلاعٌ واسعٌ في الكتب الشرعيَّة. 2- شقيقه الجد الشاعر المعروف- سليمان بن مشاري ابن علي (راعي الداخلة) جالس العلماء, وجلس إليه الأدباء, كثير القراءة في الكتب الشرعيَّة والتأريخيَّة والأدبيَّة. 3- صاحبُه مؤذن جامع الداخلة في زمنه الشيخ- محمد بن إبراهيم ابن موسى (آلبو علي). وهو أسنُّ منه, وقد أفاد من مجالس العلم التي يعقدها المترجم له. 4- ابنه الأكبر-محمد وكان ذا عبادةٍ وصلاحٍ وقلبُه معلَّقٌ بالمساجد ومصحفه لايكاد يفارقه. 5- ابنه- عبدالكريم, عرفتُه وأنا صغير, وكان ذا صلاحٍ وتقوى, نقي السريرة, وله عنايةٌ بصيانةِ المصاحف. 6- ابنه الشيخ النبيه- مشاري, وهو من أكثر من أفاد منه, وقد ميَّزه الله بالحفظ والذكاء, وله اهتمامٌ بالقراءة وله اطلاعٌ واسعٌ في الكتب الشرعيَّة, وله علاقاتٌ اجتماعيَّةٌ متميِّزة, تولى إمامة مسجد أمير الأحساء في زمنه سمو الأمير سعود ابن جلوي, إضافة إلى أنَّه بمثابة المستشار الشرعيِّ عند سموه, وقد أدركتُه وأفدتُ من مجالسته حيثُ كنتُ أصاحبُ والدي إلى زيارته. 7- ابنه الشيخ- عبدالعزيز, الذي خلَفَ والده المترجم له في الإمامة والخطابة بجامع بلدة الداخلة واستمر لأكثر من خمسين عاماً إلى أنْ قدَّم استقالته من الجامع عام 1416ه، لانتقاله لمدينة الرياض, أدركتُه رجلاً كبيراً في السِّن متواضعاً, يزوره المحبُّون, وكان بابه مفتوحاً في الداخلة بعد صلاة الجمعة, وبيني وبينه رحمه الله محبَّةٌ ومودَّةٌ. 8- ابن أخيه العمُّ الشيخ- عبدالرحمن بن سليمان بن مشاري. وقد أفاد من مجالسة عمِّه المترجم له, كما أفاد من والده, وكان يتمتَّع بمدارك علميَّةٍ متميِّزةٍ تؤهله لأنْ يكون ذا مكانةٍ علميَّةٍ رفيعة, وقد حفظ القرآن الكريم وبعضاً من المتون العلميَّة, تميَّز بخطٍّ حسنٍ جميل, وكان حريصاً على كتابة القرآن الكريم كاملاً بخطِّ يده, إلا أنَّه مات قبل زواجه وهو في إحدى كتائب الجيش آنذاك في مدينة صبيا بمنطقة جازان عام 1349ه, في مرحلة توحيد الملك عبدالعزيز رحمه الله للبلاد, وقد رثاه والده الجد سليمان بمرثيَّته الشهيرة. 9- ابن أخيه الجدُّ الفرضي الشيخ- مشاري بن سليمان بن مشاري, وقد كتبتُ عنه ترجمةً مختصرةً نُشرت في هذه الصفحة يوم الأحد 7-4-1426ه. 10- ابن اخيه الشاعر- محمد بن سليمان بن مشاري, وقد تميَّز بسرعة البديهة والفطنة والذكاء والحزم وكان رجلا مهاباً, وكريماً لا يكاد بابه يغلق من كثرة الزائرين, وينظم الشعر وله قصائد قوية المعاني جزلة الألفاظ. وغير هؤلاء ممن كانوا يحضرون الدرس العلمي بعد صلاة مغرب كلَّ يوم ويسألونَه عمَّا يُشكل عليهم في المسائل الشرعيَّة, وممن أدركوه ويذكرونه في مجالسهم ولعلهم أفادوا منه, مؤذن جامع الداخلة في زمنه عبدالعزيز العتيق رحمه الله, والشيخ ناصر بن عمر الشلفان حفظه الله, والداعية المعروف في أبها الشيخ عبدالرحمن الحماد رحمه الله, والشيخ عبدالرحمن بن ناصر العيبان رحمه الله, والشيخ إبراهيم بن الشيخ حماد العمر حفظه الله, وموسى وعلي وعبدالعزيز أبناء عبدالله بن موسى (آلبوعلي) من أعيان الداخلة, وغير هؤلاء من أعيان البلد. مرضه الأخير ووفاته: أُصيب في آخر حياته بوجعٍ شديدٍ في الرأس, ومما حدثني به الشيخ الراوية أحمد المنصور, (أنَّ المترجم له كان كلَّما اشتد به الوجع يقرأُ قول الله تعالى: (وما بكم من نعمةٍ فمن الله) يرددها بصوتٍ مرتفعٍ, وكان شقيقه جدك سليمان ملازماً له ملازمةً تامةً وتولى بنفسه رعايته في مرضه؛ لعظم المحبَّة التي بينهما). وفاته: توفاه الله عام 1359ه. وقد أمضى حياته في تعلُّم العلم النافع وإفادة الناس, وقد أجمع كلُّ من لقيتُ ممن رآه على محبَّتهِ وبالغِ تقديرهم له, وما أنجزه من أعمال جليلةٍ جعلها الله في ميزان حسناته ورفع الله بها درجته, وصُلِّي عليه في جامع بلدة الداخلة ودفن في مقبرتها, وبفقده فقدت الداخلة وسدير عَلَماً من أعلامها, ووجيهاً من وجهائها, والله أسأل أنْ يتغمده بواسع رحمته وأنْ يدخله الفردوس الأعلى في الجنَّة وأنْ يجمعنا به فيها ووالدينا آمين. عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري - خطيب جامع بلدة الداخلة (سدير)