في قرية الداخلة بإقليم سدير تلك البلدة الصغيرة التي هي على مقربه من روضة سدير ولد شاعرنا الشهير احد اعلام الشعر الشعبي سليمان بن علي مشاري بن علي في اواخر القرن الثالث عشر الهجري صديقه وراوية اشعاره المؤرخ والراوية محمد بن يحيى رحمه الله ت 1414 ه يقول إنه جاوز المائة بسنوات كما ذكر في احدى مخطوطاته الشعرية وعلى هذا يكون ميلاده قبل 1290 ولعله 1285ه وقد قرأ على بعض المشايخ مثل العلامة الشيخ عبدالله بن دخيل لما كان مستقرا بسدير ولهذا كانت ثقافته موسوعية ومما يدل على اطلاعه على التراث العربي ماحدثني به الشيخ حمد بن ابراهيم الحقيل رحمه الله قائلا ان الشاعر الشيخ سليمان بن علي طلب مني كتاب وفيات الاعيان لابن خلكان لما كنت قاضيا بضرما فلما زرت المجمعة في ضيافة اميرها ابن معمر وكنا في احد المتنزهات البرية وكان معي نسخته فلما علم بمكاني توجه الينا في هذا المتنزه فسلم علينا وجلس فابتدرته قائلا: شرح المنبر صدراً بتلقيك رحيبا وعلى الفو رد عليَّ قائلاً: أترى ضم خطيبا منك ام تضمخ طيبا ويضيف الشيخ عمر المشاري عن جده سليمان ان جده له اطلاع واسع واهمتام باقتناء الكتب وقراءتها والافادة منها لهذا كان نخبره في شعره فالشيخ سليمان ليس شاعرا فقط بل يمكن ان نطلق عليه طالب علم وله خبرة بعلم الفرائض وقد كان الأدباء يغشون مجلسه لما استقر عند ابنائه بحوطة خالد بالرياض واشهرهم الشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله الذي أخذ عنه الكثير من اشعاره وصار صديقا له والشيخ زيد بن فياض رحمه الله وبينهما مراسلات وله علاقة قوية بالشيخ عبدالله العنقري رحمه الله لما كان قاضيا لبلد سدير والشيخ القاضي عبدالله بن حميد رحمه الله والجدير بالذكر ان الشيخ عبدالله العنقري رحمه الله تعالى له كلمة مشهورة في الشيخ سليمان بن علي قائلا(( ولو أمرنا ان نختار من الشعراء قاضيا لوقع اختيارنا على الشاعر سليمان بن علي ))وهي مقالة معروفة عند الثقات من اهالي سدير كما ذكر ذلك الشيخ عمر المشاري في نبذته عن جده الشاعر سليمان ومن اشعار الشاعر سليمان هذه الابيات وفيها من الحكمة والموعظة والعبرة ومنها :- كل يوم ما يمر إلا بأمور باحتكام وانتقاض وانقطاع وكل قلب عده افكار تدور والسراير ما عليهن اطلاع وكل فتق يوم مايرزما يعود بالتعامل ما يزيد الا اتساع وكل من ركب البحر ظن العبور والمنايا راصدات كالأفاع ومنها قوله: مقر السعادة بالعنا طويل واكثر سعادات الفتى تأميل وبالجملة فان سليمان بن علي رحمه الله تعالى شاعر مطبوع تتدفق الأبيات بالمئات على لسانه بدون توقف اذا رأى ما يستحق التعبير عن هذا الموقف او ذاك واحياناً تكون أبياته قصيرة تعالج الموضوع بأبلغ عبارة وأوجزها وهو شاعر لم يتكسب بشعره مطلقا فهو شاعر كريم النفس عنده اباء وشمم وتعال على سفاسف الأمور طموح إلى كل مكرمة وفضيلة كما شهد بذلك عارفوه وأنه كان يقسو في قصائده واشعاره على بعض من رأى منهم التجاوز والخطأ والزلل من وجهة نظره ورؤيته لكن لايمكن ان يبتدأ الهجاء لأول مرة او أنه يخطئ على احد او يهجو لمجرد الهجاء . عبدالله بن خميس والشاعر الفحل سليمان علي رحمه الله مغرم بالألغاز والتعمية فهو يصنع الالغاز الشعرية واذا وجهت اليه الغازا شعرية فمن السهولة واليسر الإجابة عليها بالبديهة شعراً وقد اورد له صديقه الاستاذ الفاضل والمؤلف المعروف عبدالعزيز الأحيدب رحمه الله قصائد عدة في كتابه الألغاز المعنوية وهو كتاب ألفه الأحيدب وطبع سنة 1404ه وهو كتاب يعد تحفة رائعة وأتحف منه كتابه الموسوم الممتاز من الأحاجي والألغاز ومن ألغاز الشيخ سليمان بن علي شاعرنا هذا اللغز وجهه الى احدهم قائلاً: وإن سألتك واجتريت وين رحت وين جيت والعرب مروك ميت وانت حي لك شنار فما استطاع هذا الرجل ان يحل اللغز فأجابه سليمان قائلاً: سائلي بالأجتراي عن كميت اقول راي هو أمامي أو ورائي هو جبل والحي يسار طبعاً هو الجبل الحل. محمد بن يحيى وله القصيدة المشهورة التي هي نار على علم ،شاعرنا الشيخ سليمان في انتصار الملك عبدالعزيز بالسبلة ولعله أول شاعر نظم قصيدة في هذه المعركة ثم تتابعت الشعراء بعد ذلك تنسج قصائد في هذا الحدث الكبير وقد أطلق عليها هو رحمه الله المبيدة وهي ما يقارب 300 بيت سمعت منها أبياتا كثيرة من شيخنا حمد الحقيل رحمه الله تعالى وكان شيخنا حمد يحفظ جملة من قصائده وشعر سليمان منتشر بين الناس يحفظه العام والخاص