في رثاء أحد الرموز الرائدة في بلادي، في التعليم، والصحافة، والثقافة والأدب، جامع الأمثال الشعبية، والأساطير والحكايات المروية وجامع الأصحاب، والأحباب، على امتداد مسيرة قرن من الزمان الشيخ الأديب عبدالكريم الجهيمان، رحمه الله رحمة واسعةً وأسكنه منازل الأبرار عنده. ألقى السَّلام على الربوع وغابا (أأبو سهيلٍ) غادر الأصحابا!! ألقى التَّحيةَ راحلاً ومُودِّعاً وهوى كنجم فارق الأحبابا عَلَمٌ تباهى بالفضائل كلِّها أَلِفَ الحياةَ مناقباً وكتابا قبسٌ هوى فوق الثَّرى مترنِّحاً لكنَّه الباقي بنا جوَّابا تِلْكَ المرابعُ إذْ تفارقُ شَيْخَها تشكو على البعد الحزين شِهابا جادتْ يداهُ بكلِّ طِيبٍ رائعٍ وانساب منها كالسَّنا صيَّابا كتبتْ على مرِّ العقودِ ملاحماً فإذا بها في العالمينَ صوابا كمْ خطَّ من كتبٍ سيبقى ذكرُها في كلِّ ركنٍ رائعاً خلاَّبا هي تلكُمُ اللُّغةُ الأثيرةُ والسَّنا والباقياتُ على الزمانِ طِلابا يا رائداً للعلم نخلاً يانعاً كم أثمرتْ يمناكَ منهُ وطابا لكأنَّما العلمُ استحمَّ بقلبه وافترَّ عن ثغر الهوى مِطْرابا يا راحلَ الوطنِ الكبيرِ تحيةً منَّا ترافقُ خطوك المنسابا كم هزَّنا نبأُ الرحيلِ مفاجئاً ولكم نُعينا بالفقيد مصابا! إن التأثُّر كمْ يذيبُ قلوبَنا ألماً ويوشكُ أن يكونَ عذابا! يا شيخنا والعمرُ يمضي فجأة لكأنَّ هذا العمر كان سرابا! سيظلُّ فينا مُرشداً ومعلماً إن قال قال: حقيقةً وأصابا هذا أنينُ الروح ممتلئٌ أسىً ماذا أقول وقد عييتُ جوابا أأنا الذي ذابَ الحنينُ بخافقي أم ضوؤك السَّاري بنا قد ذابا!!؟ ها أنتَ باقٍ في الربوع مبادئاً لا تنتهي والعمرَ عاشَ شبابا وتلتفتْ عيني على حزْن الرُّبا وكأنَّها تتساءلُ استغرابا هل غادر الشيخُ البلادَ حقيقةً ومضى طريقُ العمرِ فيه ذهابا هو حاضرٌ فينا مقيمٌ مبدعٌ تركَ المآثرَ في القلوبِ رِغَابا يا شيخنا والدَّربُ يمضي للعلى لم يشتكِ الشيخُ الجليلُ صِعابا وجدانُه العربيُّ ساح مناضلٍ نادى.. وأخلصَ في النداءِ وجابا يا أيها العلمُ المضيءُ بعلمه من كان مثلكَ في الدُّنى ما غابا!! شعر: خالد الخنين