ودعت المملكة العربية السعودية ابنها البار (أمير الإنسانية والعطاء) الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى مثواه الأخير في جنازة وطنية مهيبة حضرها حشد كبير من الرؤساء والقادة من مختلف أنحاء العالم جاء ذلك الوداع الحزين بعد مسيرة حافلة بالخير والحنكة والعطاء التي ستبقبه خالداً في صفحات التاريخ الإنساني، وسيبقى ذكر عطاء أياديه البيضاء وكرمه خالداً في الذاكرة بأقصى الأرض وأدناها. فقد كان (يرحمه الله) قامة شامخة في السياسة والقيادة والتواضع الجم وفي البذل والعطاء لقضاء حوائج الناس وبعد مشوار طويل ومسيرة حافلة بالبذل والعطاء رحل عنا تاركا خلفه تركة كبيرة من العمل الخيري والإنساني والاجتماعي والبيئي داخل المملكة وخارجها. وبرحيله خسرت المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً ركنا من أركانها الذي عمل على نهضتها وتقدمها وتطورها، نعم لقد خسرنا راعياً من رعاتنا المخلصين الذين سعوا طوال حياتهم على رفعتنا وتقدمنا في شتى المجالات وفقدت الأمتين العربية والإسلامية رجلاً كانت له اليد الطولى في الدفاع عن حقوقها المشروعة في شتى المجالات. ولقد أقام الفقيد (يرحمه الله) مؤسسة للخير تحمل اسمه كمعلم من معالم الخير، ليس في بلدنا وحده بل في العالم أجمع ولم يقتصر جود (سلطان الجود والكرم) على جانب معين من جوانب الحياة أو مجال واحد من المجالات دون الأخرى بل غطت سحابة خيره جميع شرائح المجتمع وقطاعات الوطن المختلفة. فهو الذي أنشأ أول جامعة أهلية وهو الذي قام بدعم المؤسسات الأهلية التي أنشئت لتعليم أبناء الوطن في كل مكان. وهو الذي كرس حياته كلها لخدمة دينه ومليكه ووطنه ورحل إلى مثواه الأخير بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاءات التي استمرت لعقود طويلة كان فيها رحمه الله ركناً أساسياً في عملية التخطيط والدعم والبناء والتنفيذ الذي حقق انطلاقتنا التنموية الشاملة. وأصبحنا بذلك دولة رائدة لما يتمتع به سموه من حنكة وحكمة وبعد نظر في كل الأمور والقضايا التي يتولاها مسهماً في تعزيز الثقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمملكة العربية السعودية في كافة المجالات ولذلك فقدت بلادنا برحيله (يرحمه الله) شخصية ذات حضور كبير وواضح في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى ما يقوم به سموه من أعمال بر وإحسان وإسهامات خيرية لا مثيل لها. لقد وضع الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله بصماته على تاريخ العرب الحديث والمعاصر ويشهد له العديد من رؤساء الدول والسياسيين والقادة أنه يتسم بالحكمة والمروءة والكرم ولا أملك في نهاية هذه الأسطر إلا أن أرفع لمقام سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولسموه ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبد العزيز (يحفظهما الله) ولكافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي النبيل بل وللأمتين العربية والإسلامية أحر التعازي وصادق المواساة في فقيد الأمة سلطان الأخير رحمه الله وأسكنه فسيح جناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.