ودع الشعب السعودي ومعه شعوب الأمتين العربية والإسلامية بالحزن والألم رجلاً طالت قامته وعلت همته وامتدت ساحة نشاطه واتسعت فضاءات محبته لتملأ حيزاً كبيراً من الزمان والمكان بعد مسيرة مضيئة ترجمت حرصه وتفانيه وإخلاصه وعطائه لهذه البلاد المباركة ولكافة دول وشعوب الأمتين العربية والإسلامية. هكذا كان رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولى العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (رحمه الله) مصاب جلل، وخطب جسيم، وفاجع أليم، إذ فقدت الأمتين الإسلامية والعربية شخصية محنكة، وقائدا باذلا وراعيا معادلا، فقدت رجل من أفضل رجالاتها الذين كانت لهم أياد بيضاء امتدت لتشمل مختلف بلدان العالم، فكانت عطاءاته سحائب خير تترا، عمت خيراتها أراضٍ شتى، وقطافها ثمار جودٍ ونبتا، أولى المواطن اهتمامه بكل مجالات الحياة، وأعماله الإنسانية شملت اليتيم والعائل وذا الشّكاة، فكل خير أولاه، وبالكرم امتدت يداه. لقد كان يتمتع برؤى واضحة لمختلف القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، كما أنه كان يسعى للعمل الخيري الإنساني في أي مكان ويعضده أينما حل فأنشأ «مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية» لتقديم خدمات إنسانية واجتماعية وثقافية، وأسهم في إرساء عرى الأخوة والمحبة بين السعودية وكثير من الدول سواء العربية أم الأجنبية بفضل حنكته ورجاحة عقله. وكانت حياة المغفور له الأمير سلطان حافلة بالعطاء فعاش رمزا للكرم والعطاء فاستحق لقب «سلطان الخير» طيب الله ثراه. ورمزا في المبادرات الإنسانية من خلال عطاءاته الجليلة التي ساهمت في بناء العمل المؤسسي في المجالات الخيرية والإنسانية من إنشاء وتمويل العديد من المؤسسات والهيئات الإنسانية كمؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية وغيرها من الكراسي والبرامج والجوائز العلمية في هذا المجال وسخائه «رحمه الله» في خدمة المرضى والتكفل بعلاجهم على حسابه الخاص. كما سطر الفقيد سلطان بن عبد العزيز (رحمه الله) أروع صور الأبوة والحب لأبنائه الشباب والرياضيين، ودأب على مدى مراحل حياته العامرة بالخير والعطاء على تلمس رغباتهم وتلبية احتياجاتهم.. وكان قريبا منهم في جميع تفاعلاتهم ونصيرا لقضاياهم ومشجعا لهم على التميز والعطاء في خدمة بلادهم فكان خير من يقف وراء تحفيزهم وتشجيعهم في مشاركاتهم الخارجية وتمثيلهم لبلادهم في المحافل الإقليمية والقارية. ولم يقتصر تكريم الراحل الكبير على رياضة دون أخرى، بل دأب على الدوام، على تقدير كل منجز، وهو ما أكده في مناسبات عدة، باستقباله أصحاب الإنجازات الرياضية ومكافأتهم. وتوجيهاته السديدة التي كانت نبراسا لهم في جميع مشاركاتهم في المحافل الرياضية الإقليمية والدولية، فكان ل»سلطان الخير» أثر كبير في الكثير مما تحقق للشباب والرياضة في المملكة من تطور في جميع المجالات الرياضية في ظل ما يحظى به الشباب والرياضيون في المملكة من دعم ورعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده «رحمه الله» ولا يسعنا في هذا المقام الجلل إلا أن نتضرع إلى العلي القدير أن يرحم أميرنا الجليل سلطان بن عبد العزيز ويسكنه فسيح جناته وأن يجزيه على ما قدم لأمته ووطنه ومليكه خير الجزاء، وعزاؤنا في مصاب الجميع لمقام والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأسرة الكريمة بعامة وذوي فقيدنا الغالي بخاصة، وكلنا ذووه وبنوه، وعظم الله أجر الجميع ، ولا نقول إلا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا على فراقك يا سلطان الخير لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا «إنا لله وإنا إليه راجعون». * وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب