وداعًا سلطان الخير، وداعًا وإلى جنة الخلد بإذن الله تعالى، رحل أبوالضعفاء ونصير الأرامل وكافل الأيتام وصاحب المواقف الإنسانية المشهودة، وانتقل إلى جوار ربه بعد عمر حافل بالعطاء والخير مخلفًا وراءه الحزن والأسى في كل بيت بل وفي كل قلب. كان رحمه الله أميرًا في السماحة والكرم وحب الفقراء والمحتاجين، وفقدت الأمة الإسلامية بموته أحد أهم رموز المؤمنين بقضاياها المدافعين عنها. عُرف عنه رحمه الله حبه لفعل الخير وهو صاحب الجود والعطاء والأيادي البيضاء على كل من قصده، وهو الحائز على جائزة الشخصية الإنسانية للعام 2002م تقديرًا لجهوده الخيرية وأعماله الإنسانية والإغاثية التي توجت بإنشاء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للأعمال الخيرية عام 2005م، إضافة إلى العديد من الجوائز والألقاب وله العديد من المؤسسات والجمعيات والمراكز الطبية التي تعنى بالنواحي الإغاثية والإنسانية والخيرية والمجتمعية النبيلة، ذلك غيض من فيض جوانب شخصية سموه فهو نهر من العطاء المتدفق إلى جانب كونه رجل دولة من الطراز الأول وهو المسؤول الأول عن صون الطبيعة ومواردها والمحافظة على البيئة، وهو صاحب فكرة الإخلاء الطبي للمرضى وأسس مدينة سلطان للخدمات الإنسانية، كان رحمه الله يمتلك رؤية سياسية ثاقبة وبعد نظر وهو صاحب أدوار لا تنسى في مسيرة التنمية المباركة في مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية وكذلك الدفاع عن حياض الوطن ومقدساته. إنه رجل الخير والبر والشهامة بل هو واحد من الرموز العظيمة في تاريخ الإنسانية الذي نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وأمته والإنسانية جمعاء، ولا ننسى اهتمامه رحمه الله بالشباب والرياضيين ورعايته لهم ودعمه للرياضة في نواحٍ شتى منها رعايته السنوية لكأس سموه لكرة القدم، وأطلق رحمه الله المبادرة الجميلة الرائعة وهي صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمشاريع الصغيرة للسيدات، واهتم كثيرًا بالهندسة القيمية وتطبيقاتها في المشاريع بل توج المهندسين برئاسته الفخرية يرحمه الله للجمعية العلمية السعودية للهندسة المدنية التي تأسست تحت مظلة جامعة الملك عبدالعزيز وينضوي تحت لوائها آلاف المهندسين المدنيين والمهتمين بأفرع الهندسة المدنية في كل أنحاء مملكتنا العزيزة. إن رحيل سموه رحمة الله عليه لهو خسارة كبيرة للإنسانية وخسارة للعالم على خلفية الكاريزما السياسية والعسكرية والقيادية التي تمتع بها الفقيد الكبير، ففقد العالم بموته قائدًا حكيمًا وقياديًا عاقلًا وسياسيًا شجاعًا في السلم كما هو في الحرب. ستبقى خالدًا قي القلوب يا أبا خالد وعزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأسرة المالكة الكريمة وأفراد الشعب السعودي النبيل بل وللإنسانية جمعاء. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. [email protected]