عبّر عدد من منسوبي القوات المسلحة عن مشاعرهم الصادقة بوفاة فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عادين رحيله خسارة جسيمة لا يمكن تعويضها سواء على المستوى المحلي او الإقليمي او الدولي سائلين المولى ان يتغمد الفقيد بوافر رحمته وغفرانه حيث يقول اللواء الركن بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود فاستهل حديثه حول الفقيد وقال رحل عن هذه الدنيا الفقيد الغالي الرجل الذي جمع الناس كبارا وصغارا على محبته من خلال حبه للناس وحبه للخير, فهو الأب والإنسان الذي حمل صفة الإنسانية القيّمة بحبه للناس وحبه للخير, لذلك فقد جمع الناس على محبته وتقديره. وأضاف: ما وجود سلطان الخير على رأس الجود والكرم والسخاء والأعمال الخيّرة والجمعيات والمؤسسات الخيرية إلا نبل مواقف وعاطفة إنسان يبذل الكثير دون منّة ويفكّ أزمة محتاج دون سؤال ويبذل الكثير لإنهاء معاناة أو علاج مريض أو مساعدة محتاج, ولو تحدثت عن جانبه الإنساني لما استطعت أن أصل إلى ما أريد أن أقوله من كرم وسخاء وإنسانية وبرّ لكل الناس, فيكفينا فخراً بوالدنا وولي عهدنا أنه الرجل الذي فاز بجائزة حماية البيئة والحياة الفطرية. وعدَّ اللواء الركن بندر بن عبدالله وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان فاجعة كبيرة على الجميع لأنه رحمه الله قد ملك قلوبنا وقلوب شعبه وأحبهم وأحبوه حيث أطلق الجميع عليه لقب (سلطان الخير) وذلك لما يقدمه من أعمال خيرية تشهد له خلال مسيرة حياته الحافلة بالخيرات التي لا تعد ولا تحصى وبشهادة التاريخ, وإنجازات سموه -رحمه الله- قد شملت كافة المجالات والقطاعات والشرائح كان من أبرزها المجال الإنساني حيث لا يخفى على الجميع ما قدمه يرحمه الله من إنشاء الجمعيات الخيرية المتعددة التي تساعد الفقراء والمحتاجين في الوطن وفي جميع أنحاء العالم، كما كان يرحمه الله يهتم بشؤون المرضى ويقدم لهم الدعم الطبي والعلاجي. تسنّم رأس الجود والكرم والسخاء والأعمال الخيّرة والجمعيات والمؤسسات الخيرية بصدق العاطفة وأضاف: ولا ننسى الجانب البارز في حياته يرحمه الله وهو الجانب التربوي والتعليمي سواء إنشاء المدارس العسكرية أو المدارس التربوية والتعليمية العامة فقد أنشأ يرحمه الله إدارة الثقافة والعليم للقوات المسلحة لتعنى بذلك حيث قدم الدعم غير المحدود لإنشاء المدارس والمعاهد لتربية الأبناء والأجيال، فمنذ أن تشرفت بالعمل في القطاع العسكري في وزارة الدفاع والطيران وأنا اكتشف مآثره يرحمه الله في شتى مجال العمل ليس العسكري فقط بل في تنمية الإنسان عبر أعمال كثيرة ومتعددة كان آخرها مجمع الأمير سلطان التربوي والتعليمي بالحرس الملكي، وقد تشرفت في توثيق جزء يسير من مسيرة أعماله رحمه الله في مجالات خيرية ومسيرة التعليم في القطاعات العسكرية لأجد أن ذلك غيض من فيض يعجز القلم أن يدونها. وختم اللواء الركن حديثه بالدعاء للفقيد الراحل وقال «رحم الله الأمير سلطان؛ مدرسة الخير في كل مجال، وإن من أبسط الواجبات علينا أن نخلص له في الدعاء فكم من جهود بذلها في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين فجزاه الله عن هذه الأمة خير الجزاء وجعل ما قدمه في ميزان حسناته والله يعلم أن قلوبنا حزنت وعيوننا دمعت على فراقه ولكن لا اعتراض على قدر الله رحم الله والدنا سلطان واسكنه بيتا في فسيح جناته». رؤيته الثاقبة لتنمية القوات المسلحة جعلت منها ركناً حصيناً من أركان التنمية يقول اللواء الركن محمد بن مغرم العمري قائد كلية الملك عبدالله للدفاع الجوي إن المملكة العربية السعودية فقدت رجلا عظيما فهو رجل السخاء ، رجل العطاء ، رجل الجود والكرم مشيرا الى ان الراحل الكبير قد كرس كل حياته في خدمة دينه وشعبه وبلاده وأمته فما وصلت إليه قواتنا المسلحة بمختلف فروعها من تطور ونماء ورقي في الأداء والتجهيزات العسكرية يرجع إلى نظرته الثاقبة وجهود سموه ودعمه لهذا المرفق الحيوي المهم للدفاع عن حياض الوطن، فعمل على تطوير آلياته وتجهيزه بأحدث الأسلحة ، مع العناية بتدريب وتأهيل منسوبي القوات المسلحة بإنشاء الكليات العسكرية وفق أحدث النظم التعليمية والمدن العسكرية والقواعد الجوية والبحرية ومجموعات الدفاع الجوي والعديد من المدارس والمعاهد ومراكز التدريب العسكري والمهني ومن هذه الكليات كلية الملك عبدالله للدفاع الجوي والذي تشرفت الكلية برعاية سموه لتخرج الدفعة الرابعة حيث شرف الكلية وأعلن مسماها الحالي لتحمل اسم خادم الحرمين الشريفين. واضاف اللواء العمري معدداً مناقب الفقيد بقوله: لقد رسم -رحمه الله- عبر مشوار حياته أجمل صور وملامح الحب والإخاء وأضاء دروب المجد والعلياء واحتضن الصغير واحتوى الفقير بإنسانيته الجميلة وتواضعه الصادق وإنجازاته الكبيرة عبر عقود البناء لهذا الوطن الذي سقاه منذ صباه بكثير من فكره وجهده ووقته. وختم قائد كلية الملك عبدالله اللواء العمري حديثه بدعائه أن الله يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه وأن يعطيه منزلة رفيعة في جنات الخلود لقاء ما بذله وما غرسه من حب في نفوس الناس وما قدمه من خدمة جليلة لنصرة الإسلام والمسلمين، ولعل عزاؤنا في رحيل سموه أنه سيظل ساكنا في قلوب أبناء وطنه وأسأل الله أن يحفظ الوطن وقيادته وأن يلبس خادم الحرمين الشريفين ثوب الصحة والعافية ليواصل مسيرة الخير والعطاء التي أضاء شمعة انطلاقتها موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وأن يظل وطننا شامخاً بقيادته وعقيدته إلى أبد الآبدين. من جانبه اوضح اللواء الركن عثمان بن عبدالله الشهري قائد معهد قوات الدفاع الجوي ان فاجعة فقد الأمير سلطان فاجعة عظيمة اصابتنا جميعاً، فبوفاة فقيد الامتين العربية والاسلامية الامير سلطان عضيد الملوك وناصر قضايا الامة ونصير المستضعفين نعزي انفسنا وقيادتنا الحكيمة بوفاة الامير المحبوب وصاحب الايادي البيضاء مشيراً الى ان الراحل كان همه الاول رحمه الله رفعة المواطن السعودي والذود عن حمى الوطن نهض بالقوات المسلحة فأصبحت وزارة الدفاع والطيران في عهده مضرب مثل يحتذى به وكانت الحصن المنيع الذي وقف شامخاً ضد جميع التيارات التي واجهت المملكة بفضل الاهتمام المتواصل منه رحمه الله مما أدى الى تطور مذهل وتقدم سريع في تجهيز وتسليح قواتنا المسلحة حيث كان له رحمه الله الدور الفاعل في تحرير دولة الكويت الشقيقة وتطهير الحد الجنوبي من اعتداء الحوثيين, ومضى اللواء الشهري قائلاً: برحيل سلطان القلوب فقدنا أباً حنوناً وقائداً محنكاً رحمك الله ياسلطان الخير صاحب الابتسامة المضيئة فقد كنت نبراساً يضيء لنا الطريق وما زالت انفاسك تعم المكان بالصفاء والنقاء وما زال الخير الذي سميت به يطوف كل الأرجاء رحمك الله يا أبا خالد وإنا على فراقك لمحزونون، لقد كان رحمه الله رجلا بأمة، له من المواقف والمكارم ما لا يحصر خاصة وان ما يجود به في السر اكثر بكثير مما تعلنه المؤسسات الخيرية التي أنشأها من عطاء غير محدود, رحمك الله يا سلطان القلوب وانا على فراقك لمحزونون. من جهته قال اللواء الركن علي بن منصور الشعيبي لقد فقد الوطن رمزاً من رموزه الكبار رجل دولة يشار له بالبنان ساهم في بناء الدولة السعودية الحديثة وأحد الذين ساهموا في صياغة وصناعة التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية منذ بدايات الدولة في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه واضاف: فلقد كان يرحمه الله مدرسه في القيادة والحكمة والحنكة وأعمال الخير وتلمس احتياجات الناس داخلياً وخارجياً لقد برزت إنسانيته على كل الجوانب في حياته الزاخره بالبذل والعطاء له سجلاً حافلاً بأعمال الخير شملت القاصي والداني وأعماله النيرة ستضل بإذن الله تعالى نبراساً مضياً في تاريخه الحافل. فالأجساد ترحل ولكن أفعال الخير تبقى كالشجرة الطيبة الراسخة في الأرض والممتدة فروعها في السماء. لقد كان سلطان المحبة والإنسانية يرحمه الله أباً عطوفاً وهامة من الخيرات المتدفقة حتى أن يمينه أشبه بما تكون بالسحابة الممطرة خيراً. لقد شهدت قواتنا المسلحة تحت قيادته يرحمه الله عهداً من التطور السريع لمواكبة أحدث أنظمة الأسلحة الحديثة في العالم واستطاع بجهوده وتحت توجيهات القيادة بناء نظام دفاعي متكامل أولهاً تطوير العنصر البشري للقوات المسلحة. ومضى اللواء الشعيبي قائلاً: لقد تعلمنا منه يرحمه الله الانضباط والتفاني في كل شيء وأيضاً تعلمنا من سموه الكريم احترام الوقت. كان سموه الكريم يسأل عن جميع أبناء الضباط وضباط الصف والجنود وكان يطمئن ويتفقد أحوالهم ويشاركهم فرحتهم بتخرجهم من الدورات العسكرية. كان الراحل رحمه الله يهديهم في كل عام وخاصة الأوائل ساعته الخاصة أو سبحته أو قلمه وكان الفقيد الكبير على الرغم من مشاغله الكثيرة لمهام عمله الرسمية كولي للعهد ووزير للدفاع محباً للخير وساعياً إليه وشغوفاً ببناء الكثير والعديد من المؤسسات الخيرية والبرامج التنموية والمساهمة في كل أنواع الخير في الداخل والخارج والمساعدة سواء بالجهد أو بالدعم المعنوي والمادي. لقد كنت سلطاناً للخير والكرم رحمك الله يا سلطان الخير وأسكنك فسيح جناته اللهم ابعثه مبتسماً كما كان دائماً. وبحديث باكٍ ومؤثر يسرد اللواء الركن محمد بن عبدالخالق الغامدي قائد مجموعة الدفاع الجوي السادسة قائلاً: اتصل بي ابني (عبدالله) من خارج المملكة باكياً حزيناً في فقد الأمة لسلطان الخير، فسألته: هل تملك كل هذه المشاعر لفقد الأمير يا ولدي ؟ فقال لي بالحرف الواحد : أحس أنه ملأ الدنيا وأنك ترتبط به. ما هذه المشاعر الجياشة المتدفقة ؟ من أين يأتي للأمة ذلك الطوفان من الحزن والأسى ؟ كيف ينتقل الحب لهذا (الجبل الأشم) من جيل إلى جيل؟ لم يحب سلطان جيله أو كبار الأمراء والقادة فقط , بل كل الأجيال تبكيه حزناً لفقد قامة سامقة, وهرم عالٍ، وشموخ وكبرياء في تواضع، ويدٍ بالخير معطاءة. لقد بنى سلطان القوات المسلحة السعودية بناء حب وتقدير وإتقان، بنى في الجندي السعودي بالقوات المسلحة السعودية روح البذل والعطاء والإخاء. ووضع أسس (القيادة الإنسانية) بين جيل القادة من كبار الضباط، مما جعلهم يحترمون الصغير قبل الكبير، والجندي قبل الضابط , لأنه هو نفسه كان القدوة والمثل المحتذى في ذلك. عندما بدأ سموه البناء في وزارة الدفاع والطيران (1382 ه) رفع شعار (القوات المسلحة: يد تحمي، ويد تبني) فأسس المدن العسكرية العملاقة، ووضع برامج المستشفيات العسكرية الراقية، وتابع مجالات التعليم لمحو الأمية للجنود حتى في ميادين القتال والحرب، وخلال أوقات المرابطة، وتواجد مع أبنائه المقاتلين الأشاوس في ( سوريا – الأردن – لبنان – الوديعة – مكةالمكرمة – الخفجي – الكويت – جازان )، أكرم الدارسين المتفوقين منهم بقلمه الخاص ومسبحته وسيفه، وقبّل رؤوسهم عندما خاضوا حروب الجبال ضد المعتدين. عندما التقى بدورة الأركان الأولى في الطائف عام ( 1391 ه ) طلب من المعلمين والدارسين في الكلية وضع ( عقيدة عسكرية خاصة للقوات المسلحة السعودية، لا شرقية ولا غربية , بل إسلامية ) وقد كان الوزير المحبوب سلطان واسع الأفق , مستشرفاً للمستقبل في كل توجيهاته وإرشاداته للتخطيط لكبار قادة القوات المسلحة, لرؤية مستقبلية راشدة. ستجف الأقلام , وتعجز الألسن , وسيقف الشعراء عاجزين , والأدباء مبهورين , لن يوفيه أحد حقه , ستسطر الدواوين , ويوثق التاريخ سيرة هذا الرجل المفخرة. ولكنه سيظل في التاريخ السعودي والعربي والإسلامي منارة شامخة , وسيرة عطرة , وتاريخا مجيدا, له في كل ميدان سبق , وله في كل ديوان مجد . لكننا لا نقول في مثل هذا الموقف إلا ما يرضي ربنا (لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار). من جانبه عبر اللواء ركن علي عبدالله القحطاني قائد مجموعة الدفاع الجوي الخامسة عن حزنه العميق قائلاً: لقد فجعنا بوفاة الأمير سلطان كما فجع الشعب السعودي والعالم الإسلامي فقد كان سموه الأب الحنون والقائد والإنسان الذي يستشعر احتياج جنوده وداعماً ومساهماً لكل ما فيه خير ، فقد كرس حياته في خدمة دينه وشعبه ووطنه وامته حيث كان سجل حياته حافلاً بأعمال الخير داخل المملكة وخارجها واضاف القحطاني: لقد غرس محبته يرحمه الله في القلوب بدعمه للعمل الإنساني والخيري من خلال انشائه المؤسسات الخيرية ورعايتها ومساعدة الضعفاء وسد حاجة المعوزين كما ان الفقيد واحد من الذين عاشوا في سلام دائم مع النفس فقد تناغمت في خصاله خيوط الإيمان والرضا والخير والعطاء والتواضع والعطف والحب، فأثمرت مجتمعة بشاشة في السراء والضراء وحضوراً غير قابل للتطويق وعشقاً لتلبية حوائج الناس. ومضى القحطاني قائلاً: ان فقد هامة بمثل سلطان لهو فاجعة لقد كان الحاكم والأب لأبنائه من شعبه من كل الطبقات فكم من يد خفية له مدت للضعفاء والمحتاجين وكم من مظلمة رفعها عن مظلوم حتى عم خيره كل محتاج. قائد مجموعة الدفاع الجوي الرابعة بالمنطقة الجنوبية اللواء الركن حاشم بن عبدالعزيز الخمعلي، رفع باسمه واسم منسوبي مجموعة الدفاع بالمنطقة الجنوبية ضباطا وأفرادا وموظفين التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين وأصحاب السمو الملكي أخوانه الكرام ، وإلى ساعد الفقيد الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وابناء الفقيد أصحاب السمو الملكي الأمراء وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشئون العسكرية والأسرة المالكه الكريمة والشعب السعودي الكريم بفقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود غفر الله له وأدخله فسيح جناته وما قدمه لوطنه في موازين حسناته ، وإنا لله وإنا اليه راجعون. واعتبر الخمعلي الأمير الراحل أمة في رجل حيث قال: ماذا أقول أو أكتب عن سلطان الخير ، سلطان الشمائل ، السياسي المحنك الإداري، سلطان رجل التنمية ، سلطان الجمعية الخيرية أينما حل، سلطان باني القوات المسلحة، سلطان المواقف سلطان اليد اليمنى لخادم الحرمين الشريفين ، رجل المواقف والقرارات التاريخية سلطان فقيد الوطن والامة العربية والاسلامية، الفقيد الكبير سلطان عضد الملوك كل ذلك قليل بحقك يا سلطان الحكمة. وأضاف الخمعلي : كوني أحد ضباط القوات المسلحة وعاصرته منذ ما يقارب ستة وثلاثين عاماً فكان رحمه الله الأب الروحي للقوات المسلحة ، الباني والمطور لها ، باني القواعد والمدن العسكرية ومطور أفرع القوات المسلحة ، حتى أصبحت يشار لها بالبنان بالإضافة إلى الخطط الطموحة التي نفذت ومنها ما ينفذ الآن سينتهي بعد سنوات قادمة ، فسلطان الخير باقٍ في قلوبنا، الفقيد الذي أتعب قدميه في زياراته لمنسوبي القوات المسلحة طيلة خمسين عاماً يتفقد ويوجه ويفتتح المشاريع، فوزارة الدفاع والطيران مجموعة وزارات في وزارة واحدة. من جانبه قال العميد الركن إبراهيم بن سعد الشهراني إن الموت مأساة كبرى في حياة الإنسان، وهو أشد ألماً في النفوس عندما يرحل إنسان عظيم نجلّه ونحترمه، ونحمل له كل المحبة والتقدير في أعماق نفوسنا ووجداننا. ويضيف قائد مركز ومدرسة قوات الدفاع الجوي: الأمير سلطان هو ذلك الإنسان العظيم بكل معنى الكلمة كيف لا وهو القائد المحبوب من جنده ومواطنيه وهو من يقف في الصف الأول ممن قامت على عواتقهم نهضة وتطور المملكة العربية السعودية، وقد تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه رحمه الله بكل جدارة واقتدار منذ مطلع شبابه حتى توفاه الله، ناذراً حياته لخدمة دينه ووطنه وأمته، عمل مع والده المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وإخوانه الملوك رحمهم الله جميعاً حتى عهد خادم الحرمين الشريفين في رسم سياسة المملكة العربية السعودية فهو رجل سياسة من الطراز الأول، هذا الرجل العلم في تاريخ المملكة العربية السعودية نمت وتطورت على يده رحمه الله وزارة الدفاع والطيران والقوات المسلحة السعودية الباسلة حيث قفزت قفزات هائلة في البناء والتطور والتسلح الحديث حتى أصبحت ولله الحمد قوة رادعة يشار إليها بالبنان ضمن جيوش العالم المتقدم. من جانبه قال اللواء الركن خلف بن جابر الجعيد إنّ من أمضى جزءا من حياته في القوات المسلحة ليعرف حق المعرفة التغيير الكبير الذي أحدثه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة في القوات المسلحة السعودية . لقد تقلد سموه مناصب ووزارات عده لعل أقربها لنفسه وزارة الدفاع والطيران التي أمضى فيها الفقيد غفر الله له أكثر من نصف عمره. وأضاف الجعيد: لقد ترجم رحمه الله رؤيته الثاقبة لتنمية القوات المسلحة بأنّها ركن حصين من أركان التنمية ، حيث يقول (التنمية دون قوة تحميها ليس لها مكان وقواتنا تخدم التنمية بكل جوانبها وتحفظ السلام وتخدم الزمان والمكان والإنسان) وقد كان رحمه الله حريصا على تطوير رجال القوات المسلحة في كل المجالات من تعليم وتدريب وتأهيل وتطوير الأسلحة والمعدات. وختم الجعيد: إنّ المقام لن يتسع لتعديد مآثر الفقيد الراحل ويكفينا ما اتفق الناس عليه من تسميته رحمه الله (بسلطان الخير)، رحم الله سلطان رحمة واسعة وأعان إخوانه وأبناءه على السير قدماً لتحقيق رؤيته التي أفنى حياته لتحقيقها. من جهته عبر قائد مجموعة الدفاع الجوي الاولى اللواء الركن برغش بن فيحان الزويمل عن تعازيه بالفقيد وقال « أصدق التعازي لنا جميعاً بدءاً بقائدنا الوالد المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظهم الله- ثم للأسرة الحاكمة خاصة ثم للشعب السعودي عامة. وأضاف الزويمل بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) فقد العالم الإسلامي قائداً عرف بالتواضع والابتسامة وحب الناس، ورجلا يهطل بالخير والعطف والرأفة والحنو، رجلا يلجأ إليه الذين ضامهم الدهر والمحتاجون والمرضى، فيعطي بسخاء لم يُعرف له مثيل، وهو قامة من قامات هذا الوطن ورجل من رجالاته، بل هو شخصية عالمية له إسهامات في كل مكان. وقال الزويمل إن تلك الصفات العميقة في شخصه رحمه الله نبعت منذ نشأته الأولى في كنف المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأخذت في النمو المتزايد طيلة مراحل حياة فقيد الوطن المحبوب عبر المهام القيادية التي تسلمها (رحمه الله).