فجعنا صباح يوم السبت بخبر وفاة أحد أوائل المهتمين بالرياضة السعودية، الذي كان له الدور الكبير في دعم الرياضة والرياضيين والأندية، وهرم من أهرام مملكتنا، وأحد أهم أعمدتها، من كان ينشر الأمل والتفاؤل بابتسامته الشهيرة وبقلبه الأبيض النقي، صاحب اليد المعطاءة التي جادت على الصغير قبل الكبير، والذي مسح دمعة كل يتيم ستر كل محتاج، «سلطان الخير». لنبدأ يومنا بنكهة حزن عميق على رجل ليس بعادي، فما من قلب لم يحزن على فراقه ولا عين لم تبك على سلطان الخير، سلطان الابتسامة، سلطان العطاء والنقاء، سلطان الإنسان والأمير. إن فراق ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ليس بالسهل على الأمتين الإسلامية والعربية، وبالمثل هو على أخيه ورفيق دربة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تحدى المرض خارجاً من فترة راحته وهو الذي قام بعملية جراحية قبل أيام ليحضر جنازة أخيه الذي رافقه الدرب ويصلي عليه صلاة الميت، في منظر أخوي إنساني عظيم يعكس مدى التلاحم والحب بين أفراد الأسرة الواحدة. وبالمثل جاء منظر الأمير سلمان بن عبدالعزيز وهو حامل نعش أخيه حزيناً على فراقه متماسكاً من إجل إيصال أخيه إلى قبره، في منظر لا يمكن للعين أن تنساه. إن سلطان لم يكن بالرجل السهل وموته ليس بالسهل على الجميع، فمن يستطيع أن ينسى صاحب تلك الابتسامة المشرقة وذلك القلب الرحيم، من يستطيع أن ينسى رجل المواقف الصعبة الذي إن قال فعل. يقولون رحل سلطان بن عبدالعزيز وأقول لهم سلطان لم يرحل بل هو باقٍ بأفعاله، وبكل الخير الذي أغرق الإنسانية به، سلطان باقٍ بقاء الحياة. فليرحمك الرحمن يا سلطان ويسكنك فسيح جناته أيها الأمير الإنسان.