قصوراً تحاكي القمم.. تناغي النجوم في سدرها، وفي خدرها حكايتنا مع الوجد والبوح وذرف الدموع. حينما أشعل في الليل وجد التباريح.. تضيء لنا مسافات حب، ووعد، وهمّ يعاود في الروح غرز النصال. لا بيت تأوي إليه حكايتنا غير بيت القصيد، وقصر يسامق طول المسافات.. أفق تسكنه أخيلة وفضاء يُعبّر عما تجيش به وحشة الدار؛ إذ يخرج الأهل من رحمها مكرهين لطرق الدروب. فنحن على وعدنا إن أردنا المقام. وإن شئنا حملنا القلوب كالجنائز إلى قفر بعيد، يرائي السراب نهاية حلم، وموت الأمل, ما تبقى من الوعد في البيت حرفين (حاء) و(باء).. لا يقمن عماد القصيدة أو ينتشلن تهاوي الطموح وبعد المعابر!! فالليل أولى بأن يسكن القصر والبيت والوزن والقافية. لأن النجوم على موعد في الحضور وذاك قمر يقاوم غبش الغيمة العابرة. قصيدة بيت القصيد مسكونة بوعد يجف، وحزن يؤوب على مفرق الروح حين تنهي بواكير وجد المحب الذي ينشد الوعد في حلمه، أن يعود كما كان في البدء.. صغيراً وغراً تناغي مشارف قلبه هدهدات الولع.. فلا بيت للحلم حين تناجزه رغبة الداخلين إلى جوفه خفافاً من الوجد وملأ من الوعد أن يبدأ الصبح بشمس تذيع حقيقة ليل المحبين.