أعرب الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز المصلح الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، عن عظيم التقدير لخادم الحرمين الشريفين وكلمته التاريخية التي وجهها للشعب السعودي الكريم يوم الأحد 27-6-1432ه وأشاد فضيلته بالكلمات التي عبرت عن نهج فريد في تواصل الحاكم مع شعبه، حيث أدلى فضيلته بالتعليق الآتي: (يا إخوان.. أوصيكم بتقوى الله فوق كل شيء ثم حب الوطن، والصدق. صدقوني: إنني لا أنام إلا ولله الحمد سائلاً عن كل المناطق). بهذه الكلمات التي تلامس شغاف القلوب وتدخل إليها برد الراحة والهناء تحدث القلب الكبير: خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - إلى شعبه المحب له في خطاب يروق لي أن أسميه: خطاب القلب إلى القلوب.. لأن: حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء هذا الرجل الكبير.. ليس بمكانته وحسب بل بصفاء سريرته وصدق نيته وحبه لشعبه ولأمته استطاع وبسجيته التي خلقه الله عليها أن يصوغ بما جبله الله عليه من خلق راق علاقة حب صادقة بينه وبين شعبه حين يفيض ما بقلبه من حب لشعبه كلمات ينطق بها لسانه فتجسد الصدق والحب في أروع صوره وتتجاوز الكلمات بمراحل كبيرة إلى الأعمال المبنية على الحرص الشديد على نفع شعبه؛ لأن هذا الملك العظيم ينطبق عليه تمامًا قول الشاعر: ومنشؤه ترابي ولكن سرت في صوته لغة السماء يكفي أن تستمع إلى كلماته - يحفظه الله - وهي موجزة المباني عظيمة المعاني، فتجد أنك تصغي إليها ليس بأذنيك وحسب بل بكل كيان قلبك لأن الأذن تسمع كل ما يصل إليها؛ لكن هيهات للقلب أن ينصت إلا إلى ما يصل إليه، ولا يصل إليه إلا ما خرج حيًا من قلب صاحبه ليبقى حياً في قلب سامعه. لقد أدرك هذا الملك الصالح بفطرته السليمة واجبه تجاه شعبه، فقام به خير قيام وقدمه إليهم في إطار زاهٍ من الحب الكبير لهم. كما أدرك هذا الإمام العادل حاجات شعبه التي لم تشغله عنهم متع الدنيا الزائفة فصاغ لهم قرارات تقضي حاجاتهم وتفرج كرباتهم وتعبر عن عميق إدراكه بواجبه تجاههم وعن كبير حبه لهم. إنني وأنا أستمع إلى تلك الكلمات التي تفيض حبًا وصفاءً عظُم في نفسي شكر المنعم جل في علاه على هذه النعمة العظيمة التي أسداها إلينا المولى الكريم سبحانه وتعالى وهي أن أكرمنا بهذا الملك المبارك: خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - لأنه بالشكر تدوم النعم وتزداد. تأتي هذه الكلمات الحانية المتصلة مباشرة بقلب هذا الشعب المحظوظ بقادته ومحيطنا القريب يمور بثورات القلوب الغاضبة.. قلوب الشعوب التي أضناها الظلم والقهر والفقر؛ لأن قادتها ابتعدوا عن تلمس حاجات شعوبهم ويمموا وجوههم شطر متعهم الدنيوية الزائلة، فلو كان لأولئك الحكام قلب مثل قلب خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - مشغولاً بشعبه لكان غير ما كان. إنني حين استمعت بقلبي إلى كلمات هذا الملك المبارك وهو يقول: «صدقوني إنني لا أنام إلا ولله الحمد سائلاً عن كل المناطق» أجابه الفؤاد فوراً.. ولم لا نصدقك يا خادم الحرمين وحبك الذي عم الشعب أجمع خير دليل وبرهان، حينها تذكرت حديثين جليلين عن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول في الأول: (إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانًا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادى في السماء فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض). وقال - صلى الله عليه وسلم - في الثاني: «خَيْرُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ». نشهد الله على حبك يا خادم الحرمين الشريفين. ونسأل الله أن يطيل في عمرك ويمتعك بتمام الصحة وموفور العافية.