نسمع هذه الأيام من ينعق بدعوات مضللة لإقامة مظاهرات واعتصامات على أرض الحرمين الطاهرة، ولا يخفى على الجميع أن تلك الدعوات هي دعوات مبطنة لزعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد الآمن والجميع يعرف أن حفظ الأمن مطلب هام تنشده جميع الأمم وبفقده تحصل الفتن وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض وينقطع الناس عن أعمالهم ومصالحهم وإذا أردنا أن نعرف قدر نعمة الأمن على هذه البلاد الطاهرة فلننظر يمنة ويسرة إلى حال البلاد المجاورة حيث الفوضى العارمة وسفك الدماء والتعدي على حقوق الآخرين والسلب والنهب وعدم الاستقرار نسأل الله السلامة والعافية والوقاية من شر الفتن. إن المظاهرات فرصة خطيرة لتشتت الأمة واندساس المفسدين والمجرمين لتحقيق مآربهم وأغراضهم الدنيئة كما أنها تعطيل لمصالح الناس بما تحدثه هذه المظاهرات من تجمعات كبيرة مما يتسبب بذلك في تعطيل مصالح الناس وإيقاف عملية البيع والشراء وتعطيل حركة المرور، وإثارة الفتنة والتناحر بين الناس كما أنها قد تتسبب في فقد عزيز أو تفاقم حالة مريض بسبب تأخر حالة إسعافه ونقله إلى المستشفى. إن الدعوة للمظاهرات هي دعوة للفتنة كما أنها دعوة لأعداء الأمة الذين امتلأت قلوبهم حقداً على الإسلام وأهله وحسداً على بلاد التوحيد وأهلها فسعوا إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى في محاولة رخيصة للنيل من كرامة بلادنا وإثارة الفتنة بين أبنائها وتقويض أمنها وسيادتها وتفتيت وحدتها عبر الدعوة إلى إقامة مظاهرات ومسيرات، وتجمعات واعتصامات، خدمة لأعداء الإسلام وتحقيقاً لأهدافهم الخبيثة في تفتيت وحدة الأمة، إن تلك المظاهرات التي يدعو إليها هؤلاء الخونة في بلاد الحرمين تعد خروجاً على ولاية الإمام التي تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما وأن عقيدتنا تقرِّر عدم جواز الخروج على ولاة الأمر أو قتالهم أو تحريك القلوب بالسوء والفتنة ضدهم مع الدعوة لهم بالخير والصلاح، والتوفيق والسداد، ثم إن تحريم تلك المظاهرات والدعوة إليها في بلاد الحرمين ظاهر لكل عاقل لمنع ولي الأمر لها وطاعة ولي الأمر واجبة، كذلك هيئة كبار العلماء التي أفتت بعدم جواز تلك المظاهرات وذلك لما تسببه تلك المظاهرات من فرقة وشتات، وفتنة وعدوان، وتشويش وتشويه، وفوضى وتخريب، واستخفاف بالحقوق وشق لعصا الطاعة والجماعة وفساد في الأرض إلى غير ذلك من المفاسد التي لا تعد ولا تحصى. إن شعب المملكة العربية السعودية على وعي بأهداف تلك الدعوات المغرضة والأفكار الهدامة وعلى علم بأهدافها الخطيرة وعواقبها السيئة وعلى علم بمن يقف وراءها من أصحاب العقائد الفاسدة الذين يريدون تمرير مخططاتهم الخبيثة وتنفيذ نواياهم السيئة في بلاد الحرمين الشريفين عبر تلك المظاهرات التي ما أنزل الله بها من سلطان. إن شعب المملكة العربية السعودية شعب واعي يرفض الفوضى ويرفض التدخل في شؤونه من أي جهة كانت ويقف مع ولاة أمره ضد كل حاقد وحاسد وعابث ومفسد كما يقف في وجه وضد كل من يريد زعزعة الأمن في بلاد الحرمين الطاهرة ويريد زرع الفتنة في أرضه وهم بذلك يمدون أيديهم لمبايعة ولاة الأمر وتجديد العهد والوفاء والانتماء لهذا الوطن فمهما نعق الناعقون وأرجف المرجفون فأبناء الشعب السعودي الكريم سيقفون صفاً واحد خلف قيادتهم الحكيمة. حفظنا الله وحفظ أمتنا من كل مكروه وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وألجم ودحر كل عدو وحاقد يريد المساس بأمن هذا البلد الطاهر. والله الهادي إلى سواء السبيل. حمود دخيل العتيبي [email protected]