نبه إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط «أن السعي للتحريش الذي يقوم به الشيطان بين المؤمنين باقٍ لم يتطرق إليه يأس». وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام «الشيطان يزين وساوسه ويحسنها بالوعود والأماني الكاذبة التي اتخذت لها في أعقاب الزمن صورا لا يحيط بها الحصر، ولا يستوعبها العد، حتى صار لها اليوم من أجهزة الإعلام الحديثة وشبكات المعلومات العالمية، بما فيها من قنوات ومواقع، وما تتيحه من قدرات ووسائل، صار لها، ساحة لا حدود لها وميدان لنشر دعوات والترويج لاتجاهات والحث على مسيرات وما يسمى تظاهرات واعتصامات، يستيقن كل عاقل مخلص لله ناصح لعباده، محب لهم عظيم الشفقة عليهم مريد الخير بهم، أنها باب شر عاجل وبعث فتنة نائمة، وسبيل فرقة مائجة، وطريق فوضى عارمة، وتعطيل مصالح لازمة، وعبث بأمن راسخ لاغنى عنه ولابديل». وأكد خياط «كل من أوتي الحكمة، ورزق حظا وافرا من ذكاء الحس وكمال الوعي وسداد الرأي، ونظر في العواقب واتقى الفتن، ووازن بين المصالح المتوهمة الظنية والمفاسد المحققة القطعية، لن يكون أبدا إلا مجانبا لهذا النكر، رافضا هذا الفكر، معرضا عن هذا الطرح، سباقا إلى الدعوة إلى ائتلاف القلوب واجتماعها، ونبذ أسباب الفرقة والحذر من كل سبيل يفضي إليها أو يعين عليها، باذلا وسعه في البيان والنصح، صارفا همته إلى التحذير وفي تضافر جهده وجهد كل الحكماء والعقلاء، ما يسدد الله به الخطى ويبارك به السعي، وتحفظ به الحوزة، وتطفأ به الفتنة، وتحسن به العاقبة». وفي المدينةالمنورة، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في الخطبة التي ألقاها أمس في المسجد النبوي من مفارقة الجماعة، واتباع أصحاب الفكر المقبوح والتوجه المفضوح، دعاة الفتنة وأذناب الأعداء وروؤس الشر الذين امتلأت قلوبهم حقدا على الإسلام وأهله، وحسدا لبلاد التوحيد وأهلها. وقال «تلك المظاهرات التي يدعى إليها في بلاد الحرمين تعد خروجا على هذه الولاية المسلمة التي تحكم بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم). ومن عقيدتنا السلفية الناصعة عدم جواز الخروج على ولاة أمرنا، أو قتالهم، أو تحريك القلوب بالسوء والفتنة ضدهم، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة والتوفيق والسداد. وتحريم تلك المظاهرات والدعوة إليها في بلاد الحرمين ظاهر لكل عاقل». وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن شعب المملكة يرفض الفوضى ويرفض التدخل في شؤونه من أية جهة كانت، ويقف مع ولاة أمره ضد كل حاقد وحاسد، وعابث وفاسد، ومارق مفارق، وخائن منافق، وضد كل من يريد زعزعة الأمن في بلده، وزرع الفتنة في أرضه، وأنهم يمدون أيديهم في أيدي ولاة أمرهم ويقولون نحن على العهد والوفاء والولاء والانتماء، سلم لمن سالمهم وحرب على من حاربهم، وهذا الوطن المسلم بلد الحرمين الشريفين، المملكة، سلاحه دماؤهم، ودرعه أرواحهم، وحصنه أجسادهم، ولولاة الأمر عليهم السمع والطاعة في طاعة الله تعالى في العسر واليسر والمنشط والمكره، وأنهم لا ينازعونهم أمرا ولاهم الله إياه.