بعد أن خاب وخسر من دعا إلى جمعة الغضب حسب مسمياتهم البغيضة ورد عليهم الشعب السعودي بكل أطيافه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه في صوت واحد الشعب يريد عبد الله، ملجما بذلك تلك الطغمة الفاسدة التي أرادت العبث بأمن هذا البلد الطاهر عبر أبواقها المنفذة، وكأنها لم تعرف معدن هذا الشعب الأصيل الذي ألجم كل مفسد وحاسد بوقفته الشجاعة خلف قيادته الرشيدة، مثبتا بذلك للجميع أنه شعب واع يرفض الفوضى ويرفض التدخل في شؤونه من أي جهة كانت ويقف مع ولاة أمره ضد كل حاقد وحاسد وعابث ومفسد، كما يقف في وجه وضد كل من يريد زعزعة الأمن في بلاد الحرمين الطاهرة ويريد زرع الفتنة في أرضه وهو بذلك يقطع حبل التواصل مع تلك الفئة البغيضة لثقته المطلقة بقيادته الحكيمة التي أعلنت في وفاء مطلق لهذا الشعب في جمعة الوفاء، وعبر بيان للديوان الملكي عن شوق القائد لمخاطبة شعبه في حوار متلفز انتظره الجميع في فرح غامر لمعرفتهم بما سيحمله هذا الخطاب من تباشير الفرح، وما هي إلا لحظات من الترقب الممزوج بالفرح لسماع ما سيخاطب به الأب الحنون أبناءه حتى بدأ القائد العظيم مخاطباً أبناءه بكل عفوية مؤكداً لهم حبه واهتمامه بأبنائه وبناته قائلاً: (أيها الشعب الكريم يعلم الله أنكم في قلبي، أحملكم دائماً، وأستمد العون والعزم والقوة من الله ثم منكم) عبارات لا تصدر إلا من قائد عظيم يؤكد اعتزازه وفخره بالشعب السعودي الذي أكد أنه صمام الأمان لوحدة هذا الوطن، نعم انه الملك المحبوب الذي أحب الجميع فهم يبادلونه حباً بحب وما هي إلا لحظات من الترقب في سير الخطاب ليعقب ذلك بالعديد من الأوامر التي جاءت شاملة وحافلة بالعديد من القرارات التاريخية التي تلامس حاجات الشعب وتعمل على تحسين وضعهم المعيشي، ولقد كانت تلك الأوامر مدروسة بعناية فائقة لتعم فائدتها مختلف شرائح المواطنين، حيث شملت تلك الأوامر بسداد رأي الملك الحكيم جميع فئات شعبه، كما عالجت الكثير من المشكلات العالقة التي تواجه المجتمع، ولم يبق بعد ذلك إلا التنفيذ المتقن من جميع القطاعات الحكومية لهذه الأوامر وبدون تباطؤ ليتحقق النفع ويعم الخير أرجاء البلاد فالجميع يتطلع إلى أن تنفيذ تلك الأوامر سيحقق نقلة نوعية على مستوى المعيشة في البلاد ويضمن المزيد من التقدم والاستقرار لأبناء هذا الشعب الوفي، كما يجب ألا نغفل دور القطاع الخاص في مواكبة تلك الأوامر ودوره البارز في التنمية وواجبه الوطني في تحقيق المزيد من الرفاهية لهذا الشعب الوفي بتحقيق السعودة الحقة في هذا القطاع الذي يشكو من قلة السعودة لضعف المردود المادي وكذلك لعدم تفاعل التجار وأصحاب الشركات في توظيف الشباب السعودي بعد تدريبهم، فالمشاركة من القطاع الخاص في تبني السعودة واجب وطني ليكون بذلك القطاع الخاص رافداً للقطاع الحكومي في تشغيل الشباب والحد من البطالة، وبالتالي الاستغناء عن المزيد من العاملة القادمة فأبناء الوطن هم الباقون وهم بذلك أحق من غيرهم بخيرات بلادهم. وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد. الرياض [email protected]