الحمد لله.. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله معالي وزير الثقافة والإعلام. أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة. أيها الحفل الكريم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد؛ فإن تكريمَ الأمم لعلمائها ومفكريها وأدبائها دليلٌ على رقيها الفكري ونضجها العقلي، ودليل على ما ترسخ لدى قادتها وأبنائها من قيم الوفاء والتقدير لكل من خدم الوطن، وأخلصَ في العملِ، وأفنى عمرَه في البحثِ والتحقيق والتأليف والأعمال الرسمية والتطوعية... ونحن في هذه الليلة المباركة نحتفي بعلم من أعلام الفكر والثقافة في بلادنا الغالية هو الشيخ عبدالله ابن خميس. رجل أخلص وأجاد في كل الأعمال الحكومية التي تولاها وأشرف عليها.. رجل أبدع شعراً رائعاً فكان صوتاً سعودياً مجلجلاً يُذَكِّر أبناء العربية بأعلام الشعر العربي في عصوره الزاهية، وإن شئتم الدليل فاقرأوا ديوانه: (على ربى اليمامة).. رجلٌ أبدع نثراً توشحَ بديباجة جاحظية: (من جهاد قلم وفواتح الجزيرة) رجلٌ أبدع مدوناتٍ تاريخية مرجعية: (تاريخُ اليمامة والدرعية). رجل أبدع مؤلفات جغرافية ميدانية تصفُ جبال الجزيرة، ووهادها ومجازاتها، وطرقها القديمة: (معجم اليمامة، ومعجم جبال الجزيرة، والمجاز بين اليمامة والحجاز). باحث نال الريادة في العناية بالأدب الشعبي فدونه وحفظ نصوصه من الضياع: (رائد الخلاوي وأهازيج الحرب والعرضة). شيخُنا ابن خميس رائدٌ في العمل الصحفي فأنشأ صحيفة الجزيرة رائدٌ في ميدان النشر فأنشا مطابع الفرزدق أولُ رئيس مؤسس للنادي الأدبي في الرياض أيها الحفل الكريم: سيطول الحديث ويتشعب لو أردنا أن نسرد أعمال ابن خميس ومواقفه الوطنية وصولاته وجولاته وجهاد قلمه. ولكن اسمحوا لي أن أقف عند نقطة واحدة من بحر عطائه ألا وهي علاقته بمكتبة الملك فهد الوطنية التي أتشرف بتمثيلها في هذا الحفل وتقديم باقات شكرها وتقديرها له ولكم جميعاً. لقد كان ابن خميس عضواً في لجنة الإشراف على إنشاء المكتبة، وكان من أنشط أعضائها. ثم كان الدعم الأكبر منه لهذه المكتبة الوطنية عندما أوقف مكتبته العامرة عليها وهي مكتبة زاخرة بالمراجع والنوادر التي جمعها وجلبها من كل مكان فكانت درة في جبين المكتبة الوطنية ويبلغ عدد كتبها (7741) كتاباً من نوادر الكتب، وقد اعتنت المكتبة بها؛ فخصصت لها مكاناً مناسباً وأعدت لها فهرساً مفصلاً. ومكتبة الملك فهد الوطنية تبادله حبًّا بحب وتقديراً بتقدير؛ فقد نشرت رسالة الماجستير التي أعدتها الباحثة هيا السمهري بعنوان: (ابن خميس ناثراً) وتقع في (618) صفحة وتم نشرها عام (1427ه). كما أن المكتبة تقدم لكم اليوم وبهذه المناسبة كتاب: (عبدالله ابن خميس: ببليوجرافيا بآثاره وما كُتب عنه) وكل ذلك لا يفي بحقه ولا يكافئ عظيم جهده وبذله وعطائه. وقبل الختام أشكر معالي الوزير المفكر والشاعر المبدع الدكتور/ عبدالعزيز خوجة على رعايته لمهرجان الوفاء والتقدير لابن خميس وعلى كل أعماله وجهوده في خدمة الثقافة والإعلام في مملكتنا العزيزة. كما أشكر النادي الأدبي في الرياض ممثلاً برئيسه النشط الدكتور/ عبدالله الوشمي على تنظيم هذا الملتقى تكريماً لأول رئيس للنادي. والشكر لمؤسسة الجزيرة الصحفية وللصحفي اللامع والكاتب القدير الأستاذ/ خالد المالك على الوفاء لمؤسسة صحيفة الجزيرة وعلى هذا الكتاب التذكاري عن الرائد الكبير عبدالله ابن خميس. أيها الحفل الكريم إن أعظم شكر وأجله أن ندعو الله أن يمنَّ على شيخنا الجليل عبدالله ابن خميس بالصحة والعافية وطول العمر، وأن يجزيه الجزاء الأوفى على ما قدمه لأمته من أعمال جليلة وإبداعات جميلة. ولكم جميعاً محبتي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، محمد بن سعد السالم - رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية