فجع الوسط الثقافي والأدبي والإعلامي برحيل الأديب الشاعر الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس صباح أمس الأول (الأربعاء)، وأبدى عدد من المثقفين حزنهم على الفقيد، معددين المبادرات الأدبية والثقافية والفكرية والإعلامية الكبيرة التي قام بها في مسيرته الحافلة، مشيرين إلى اهتمامه المتعاظم بالتراث الشعبي، وعنايته به بحثًا ودراسة، كما أشاروا إلى دوره الكبير في مجال الإعلام، وترسية حجر الزاوية لمؤسسة اليمامة للصحافة، وغيرها من الأدوار الكبيرة التي قام بها... صوت التراث واللغة ويقول الدكتور صالح زياد الغامدي أستاذ النقد بجامعة الملك سعود: عرفت أنا وأبناء جيلي الشيخ عبدالله بن خميس (رحمه الله) من خلال الإذاعة أول الأمر ثم من خلال التلفزيون، بصوته وإلقائه، الذي يُشْعِرك وهو يروي الأشعار والأسمار، ويحدثك عن التاريخ، ويبسط أمام خيالك جغرافيا البلدان، إنه رجل قادم من هناك، من حيث يروي أو يؤرخ أو يصف. فنبرات صوته نبرات رجل حوى التراث في إهابه، وتشرّب معانيه ووقائعه، وعاش أحداثه. وأنت حين تستمع إليه، أو تقرأه، تقرأ لغة غير التي اعتدت قراءتها، وتستمع إلى صوت لا يصطنع لغة ليست له وليس لها، كأن الشيخ (عليه رحمة الله) يتنفس تلك اللغة، وكأنها تدّفق من شفتيه تدفق الماء، إنه لغة معجونة بالجسد، وذات نكهة أصيلة كأوضح وأدق ما تكون أصالة الثقافة وعراقتها. ويضيف زيّاد: لقد رأيت في الشيخ جلالة التاريخ، وعظمته، بقدر ما أحسست بصلابته، ورأيت كيف ينطق القدامى، وتخيلت ملامحهم. وبالطبع فجهد الشيخ الثقافي والمعرفي على درجة من الغزارة والتنوع الذي يحيط بالماضي ويعمق إحساسك به، فقد ألف في التاريخ وفي الجغرافيا والفولكلور والثقافة، وجُلُّ مؤلفاته ينصب على منطقة نجد المنطقة الغنية بالعروبة وتاريخها البدوي الذي غالب وعورة الصحراء وقاسى شحها ووهجها، وضرب بجذوره في الأعماق البعيدة. وابن خميس رجل نجدي غني بهذه المعاني، فإذا ألف عن (تاريخ اليمامة) سبعة أجزاء، وعن (المجاز بين اليمامة والحجاز)، و(على ربى اليمامة) و(معجم اليمامة)، و(الدرعية) فإنها مؤلفات تتداعى إليها مؤلفاته الأخرى عن (معجم جبال الجزيرة) خمسة أجزاء، و(معجم أودية الجزيرة)، و(معجم رمال الجزيرة)، لتصل بين المؤرخ والجغرافي في شخصية ابن خميس الفكرية، ولتعطف الحاضر على الماضي، والشعبي على الرسمي. ويمضي الزياد مضيفًا: ولهذا كان عبدالله بن خميس معنيًا بالفصيح كأفضل وأدق ما تكون عناية الفصحاء من علماء العربية ودهاقنة نحوها ومعجمها وصرفها؛ ولكنه في الوقت نفسه كان معنيًا بالثقافة الشعبية بأشعارها العامية وأسمارها وحكاويها وتراثها من جوانبه كافة، وكان يدافع عن موقفه هذا مفندًا مزاعم الزاعمين بأن العامية تفسد الفصحى، ومذكرًا مرة بعد أخرى بحجته التي لم يمل تكرارها وهو أن الشعر تعبير وأن العربي كان يعبر قديمًا بالفصحى لأنها لغته، وها هو اليوم يعبر بالعامية لأنه لا يعرف التعبير بالفصحى، وقد ألف ابن خميس في جمع التراث الشعبي: (راشد الخلاوي) و(من أحاديث السمر) و(أهازيج الحرب أو شعر العرضة) و(الأدب الشعبي في جزيرة العرب) و(رموز من الشعر الشعبي تنبع من أصلها الفصيح). ولقد كان الشيخ رحمه الله ثروة من المتعة والسلوى والمعرفة، وكنت حين أراه في التلفزيون، وما أزال حين يعاد عرض بعض مشاركاته، أتحفز بكل وجداني، للإنصات إليه، وأسمعه وهو يتحدث عن راشد الخلاوي وابن لعبون وابن سبيل... وغيرهم من رموز الشعر العامي، في المعنى نفسه الذي يتحدث فيه عن الأعشى أو جرير أو طرفة. ولشد ما طربت لإلقاء حفيدته إحدى قصائده في حفل تكريمه الذي أقامه نادي الرياض الأدبي وجريدة الجزيرة، فكانت بروعتها بصمةً واضحةً للغة الشيخ ومعانيه، وابنة الشيخ الأستاذة أميمة الخميس إحدى المثقفات الفاعلات في المملكة، وهي مع أخواتها ومع حفيدات الشيخ دلالة واضحة على معانٍ أخرى صنعها الشيخ بحداثة فكره وديموقراطيته التي لم تناقضها تراثيته إلى درجة تشعرك أننا لم نعرف التراث حقًا. ويختم زياد بقوله: إنني حزين حقًّا لموت الشيخ، وعزائي هنا لابنته الأستاذة أميمة وأخواتها وإخوتها، وسائر أفراد أسرته. وبالدرجة نفسها أتوجه بالعزاء للثقافة والمثقفين الذين فقدوا بموت الشيخ عبدالله بن خميس علمًا مضيئًا في الفعل الثقافي والمعرفي. صاحب الرؤية الثاقبة عضو النادي الأدبي بالباحة الدكتور عبدالله غريب قال: الشاعر الأديب الإعلامي عبدالله بن خميس -يرحمه الله- من أوائل المبدعين في هذا الوطن، ساهم بفكره ورؤيته الثاقبة في مجالات وطنية وثقافية واجتماعية بحجم مكانته العلمية التي أهلته لأن يجمع شتات كثير من أشعار المبدعين في برنامجه المعروف (من القائل) الذي أحبّه مستمعوه في أرجاء الوطن من خلال ما قدم وجمعه في ديوان أصبح مرجعًا لمتذوقي الشعر النبطي، كما أبدع في الشعر الفصيح، هو من أبرز مثقفي الجزيرة سبق عصره ساهم في مجال التربية والتعليم من أوائل من ساهم في تأسيس الصحف السعودية ممثلًا في تحويل مجلة الجزيرة إلى صحيفة تتبوأ اليوم مكانة مرموقة بين الصحف السعودية مثل الوطن في عدد من المؤتمرات الخارجية في المجالات الثقافية والأدبية والعلمية وكذا أدب الرحلات من خلال جولاته في مناطق ومحافظات المملكة لجمع تراث الجزيرة وتقديمه للقراء في أسلوب أدبي رصين وموثق، وبالمناسبة فقد حظيت الباحة بزياراته في جائزة الأمير محمد بن سعود التقيت به أكثر من ثلاث مرات في مؤتمرات كان سمحًا لين الجانب بشوشًا، ناقشت معه حينها فتح مكتب للجزيرة بالباحة فأيد الفكرة وقال سأنقلها لمجلس الإدارة واتصل بي قائلًا الموضوع لا يزال تحت الدراسة لارتباطه بجدوى اقتصادية إلى جانب الإعلامية. ويختم غريب بقوله: بحسب ما قرأت عنه فإنه حصل على عدد من الجوائز والأوسمة ومنها جائزة الدولة التقديرية في مجال الأدب، ووشاح المؤسس الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، كما حصل على وسام تكريم وميدالية من مجلس التعاون الخليجي في مسقط، وحصل على وشاح فتح وميدالية من منظمة التحرير الفلسطينية وحصل على وسام الشرف الفرنسي من درجة فارس قلده إياه الرئيس الفرنسي (فرانسوا ميتران)، وله من الأعمال الوطنية والاجتماعية والأدبية والعلمية ما رصع به جبين المكتبة العربية موروثًا وتراثًا وإرثًا سيبقى يشهد بإبداعاته حسبنا اليوم أنه خلد تاريخا ناصعا ببياض الكلمة ندعو الله أن يجعل ما قدم في موازين حسناته. سادن الأدب الشعبي الاهتمام بالأدب الشعبي جمع بين الراحل ابن خميس والدكتور عبدالله المعيقل أستاذ الأدب العربي في جامعة الملك سعود، الذي يقول: إن الأديب الراحل ابن خميس رائد من رواد البحث الجغرافي والأدبي والمكاني في المملكة فمن أبحاثه في تاريخ الأماكن (المجاز بين اليمامة والحجاز) وكتاب (معجم اليمامة)، فهو مثقف كتب كثيرًا عن المدينة التي ولد ونشأ فيها وهي الدرعية وكرس كثيرًا من كتاباته عن كثير من الأماكن والعادات والتاريخ فيها، ومن كثير حبه لهذه المنطقة فقد أصدر ديوانه الأول بعنوان (على ربى اليمامة)، إضافة إلى كونه مؤسس مجلة الجزيرة التي صارت بعد ذلك جريدة الجزيرة المعروفة اليوم وله كتب في الرحلات من أشهرها (شهر في دمشق). العصامي الصبور الروائي والقاص عمر طاهر زيلع يقول: في هذا المصير الذي يصير إليه الإنسان لا نملك إلا الدعاء له بأن يتغمده الله بواسع رحمته، فهو رجل وبرغم أنني لم أجايله ولم أعرفه معرفة كاملة ولكنني ومن خلال كتاباته وبعض كتبه استطعت أن تعرف عليه، ولكنني عرفته مرة أو مرتين في بعض المؤتمرات في الرياض والحقيقة، أنه لا يملك الإنسان حين يراه إلا أن يحبه فهو رجل متواضع ويبدو من ملامحه أن يعيش حياة بسيطة بحلوها وبمرّها، وقرأت عن سيرته الذاتية فوجدته كان رجلاً صبورًا وعصاميًّا، وكان أيضًا في بداية حياته مناضلاً أدبيًا، وكان يطرق الموضوعات الصعبة ويكتب عن المسائل التي تهمّ القارىء بالدرجة الأولى وتقويّ المعرفة. رحمه الله رحمة الأبرار. أسأل الله له الرحمة وأن يهيئ له من أهله ومن ذويه من يهتم ويحرص على نشر ما لم ينشر من قصائد وغيرها. ثلمة في جدار الثقافة ويقول الروائي الدكتور علي الرباعي : بلا شك إن فقد الرموز الأدبية في بلادنا يشعرنا بكثير من الأسى لأن موت المثقف والرمز بحجم عبدالله بن خميس هو ثلمة في جدار الثقافة السعودية وهذا الثلم ما يعزينا في وجوده هو ما تركه هذا العلامة من مؤلفات في فنون شتى من التاريخ إلى الثقافة إلى الشعر والأدب وهذه الشخصيات الموسوعية تشعر بأنها جزء من الوطن ويسكن في ذاكرة الناس كون تلازم تاريخ الصحافة السعودية باسم عبدالله بن خميس وكذلك حركة الثقافة في البلد وإسهامه في الإعلام من خلال برامج إذاعية كان يقدمها عن الشعر ونحن أيضًا نعزي أنفسنا ونعزي قيادتنا في مثل هذا الرمز مؤملين أن تحفظ كرامة المثقفين والأدباء بعد رحيلهم بحفظ تراثهم وطباعة نتاجهم وتعميمه على المواقع والمكتبات والمركز الثقافية حتى تظل الأجيال على تواصل مع ما قدموه من نتاج وإبداع . أما القاصة والمؤرخة هند باغفار فاستهلت بتقديم أحرّ التعازي للوطن ولأسرة الفقيد وللكلمة التي كان أحد فرسانها والذي قضى جلّ عمره في خدمتها وبلا شك أن الرجل ترك إرثًا رائعًا وجميلًا وغنيًا رحمة الله عليه وأثابه عن هذا الشعب خير الثواب وبرغم أنه لم يجمعني به موقف ولكنني كنت على قرب من خلال متابعتي لما يكتب أحر التعازي لأسرته وأهله وذويه. مؤرخ الجزيرة ويرى الدكتور محمد خضر عريف في فقد ابن خميس فقد لأحد كبار مؤرخي الجزيرة وجغرافييها، مضيفًا بقوله: عبدالله بن خميس أديب مؤسس من أدبائنا السعوديين أديب أسس صحيفة عريقة من الصحف السعودية هي صحيفة الجزيرة كما كان مؤسسًا في كونه أول من قدّم دراسة علمية عن الأدب الشعبي في بلادنا وابن خميس شخصية أدبية وفكرية مرموقة في العالم العربي فقد اختير عضوًا في مجمع اللغة العربية في القاهرة وعضوًا في المجمع العلمي العراقي كما أنه مثّل المملكة العربية السعودية في العديد من المؤتمرات والملتقيات الأدبية وفي سنة 1403ه صدر أمر ملكي كريم بمنح الأستاذ عبدالله بن خميس مع أديبين آخرين جائزة الدولة التقديرية في أولى سنوات منحها عرفانًا بفضله وتقديرًا لجهوده العلمية والأدبية، ولابن خميس نظرة خاصة للأدب الشعبي فقد ألّف كتابا أسماه الأدب الشعبي في جزيرة العرب شرح في مقدمته الدوافع التي حدت به على تأليفه ومنها إيمانه بأن الأمم العظيمة تهتم بتراثها وتعتز به وبصفة خاصة ما يتصل منه بذاتيتها في لغتها وأساليب تعبيرها الأدبي وقد تنوعت مؤلفاته بين الأدب الفصيح والأدب الشعبي والدراسات الجغرافية المعجمية ومن أهم مؤلفاته: المجاز بين اليمامة والحجاز وقد صدر عن دار تهامة عام 1402ه ومعجم اليمامة الذي صدر ضمن سلسلة المعجم الجغرافي للملكة العربية السعودية والدرعية الذي صدر عام 1402ه ودراسة عن راشد الخلاوي حياته وشعره وحكمه وفلسفته ونوادره وحسابه الفلكي الذي صدر في عام 1392ه ومن مجموعات ابن خميس الشعرية ديوان اليمامة وهو عبارة عن ديوانين في مجلد واحد صدر عام 1397ه ومن مجموعاته القصصية مجموعته: من أحاديث السمر وهي قصص واقعية من قلب الجزيرة العربية صدرت في عام 1398ه ومن مؤلفاته أيضًا من جهاد قلم وهو كتاب في النقد صدر في عام 1402ه ومن كتبه أيضًا نتائج حرب حزيران وكتاب بلادنا والزيت والذي صدر عن النادي الأدبي بالرياض عام 1399ه ومن كتبه القديمة كتاب شهر في دمشق الذي صدر في عام 1375ه. ويضيف عريف: وشعر ابن خميس ملتزم لا يخرج عن إطار موسيقى الشعر العربي فهو شاعر فحل ومتغنٍ دائمًا بحب بلاده وذكره لأمجادها وكذلك يتغنى بالأمجاد العربية ويتضح من شعره أنه موغل في القاموس الشعري العربي القديم وأنه ينسج على منوال القدماء وهو ما لا يقوى عليه الكثير من الشعراء في هذا الزمان وهو متمكن من نواحي اللغة ومفتنٌَ بطرائق الأقدمين من فحول شعراء الجزيرة ويعكس ذلك بالطبع حبه وعشقه لكل ملامح جزيرة العرب أقول إن ابن خميس واحد من أبرز الغيورين على تراث الجزيرة وشعرها وهو واحد من كبار مؤرخيها وجغرافييها وقد فقدنا بموته واحدًا من أبناء جيل الرواد بعد أن كنّا فقدنا رائدًا آخرًا هو الناقد الكبير عبدالله عبد الجبار قبل مايقارب الأسبوعين رحمهما الله رحمة واسعة. المدافع عن قضايا الأمة كذلك الرئيس السابق لنادي الرياض الأدبي الدكتور محمد الربيع قال: عبدالله بن خميس رائد من رواد الفكر والثقافة والأدب والتاريخ والجغرافيا في المملكة له إسهامات متنوعة في الشعر والنثر الفني والتأليف والصحافة ويمكن أن نلخص فكر وثقافة ابن خميس في قضية واحدة وهي عشقه للجزيرة العربية وهذا العشق جعله يؤلف في تاريخها وفي جغرافيتها مثل أودية الجزيرة ويهتم بأدبها الفصيح والعامي ثم هو رائد من رواد الصحافة حيث أسس ورأس تحرير جريدة الجزيرة ولا ننسى أنه الرئيس الأول للنادي الأدبي بالرياض وهو أيضًا عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة وله مكانة في نفوس المجمعين وكانت لي فرصة للقاء به في المجمع قبل أن يحول المرض بينه وبين المشاركة في مؤتمرات المجمع السنوية. وأيضًا في شعره أن الجزيرة العربية وتاريخها وأمكنتها حاضرة في شعره وخاصة في (على ربى اليمامة) ولديه أصالة واعتزاز بأمته العربية والإسلامية وحريص على الدفاع عن قضاياها وهو علم بارز من أعلام المملكة فنعزي أنفسنا والوسط الثقافي والأدبي وندعو له بالرحمة. صوت العربية الشامخ ويقول عضو مجلس إدارة نادي مكة الثقافي والأدبي الدكتور فاروق بنجر: رحم الله شاعر اليمامة وأديبها الرائد وصوت العربية الشامخ عبدالله بن خميس كان في طليعة أعلام رواد الأدب والصحافة وتاريخ التراث والجغرافية التاريخية والأدب الشعبي وشوارد الشعر الفصيح والعامي. كان حضوره رزينًا في الصحافة والإذاعة والتلفاز ومؤتمرات الأدباء والمؤرخين في الداخل والخارج وظل إلى آخر العمر قامة عربية الوجه واللسان عزاؤنا للوطن وأهل العربية والأدب والصحافة والثقافة والتاريخ ولأسرته ومحبيه. رئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الوشمي قال: تفتح وعي الكثيرين من جيلي على قصائد الشيخ عبدالله بن خميس المدونة في كتب النصوص الأدبية، وتفتح وعي الجيل الذي يسبقني على إيقاع صوته المتميز حين يقرأ قصائده في (من القائل؟)، وتفتح وعي سابقيهم على خطواته الإعلامية والثقافية في الصحافة الورقية والنادي الأدبي وغيره. وأما على مستوى النادي الأدبي بالرياض، فهو الرئيس الأول الذي انتخب بعد اجتماع تاريخي في منزله، واستمر في فترة تأسيس النادي، وكان في الوقت نفسه ناشطًا ثقافيًّا بارزًا. ويضيف الوشمي: تأتي القيم المعرفية والإدارية للشيخ عبدالله ابن خميس رحمه الله من خلال المسارات المعرفية والإدارية التي تكوَّن من خلالها، فهو ابن المؤسسة الإدارية باعتباره وكيلاً سابقا لوزارة المواصلات، وهو ابن الإعلام، باعتباره ضمن المؤسسين لمساراته صحفيًا وإذاعيًا، وهو ابن القصيدة العربية الأصيلة باعتباره أحد الشعراء البارزين، وهو ابن الإدارة الثقافية باعتباره أول رئيس للنادي الأدبي، وهو ابن التأسيس الثقافي باعتباره مثقفًا فاعلاً على مستوى الأسرة، حيث جاءت أسرته متميزة من حيث العطاء الفكري، وهو ابن التواصل السعودي العربي باعتبار صلاته الثقافية في المجامع العربية، وما زلت أذكر أحد زائرينا من المثقفين العراقيين، وهو يقول إنه يستمتع بالنمط العربي الفخم حين يستمع إلى القصائد ملقاة بصوت الشيخ ابن خميس. وأما على مستوى النادي، فهو أول رئيس له، وكان آخر تكريم يلقاه الشيخ هو الذي نفذه النادي، من خلال الليلة الكبيرة التي نفذناها بالشراكة مع صحيفة الجزيرة، وتحت رعاية معالي وزير الثقافة والإعلام وحضوره. ويختم الوشمي بقوله: العزاء في وفاته للوطن والقيادة ولأسرته، والدعوة صادقة للجامعات والمؤسسات الثقافية بأن تعود إلى إنتاجه بالدرس والتحليل والدراسة، وأن تتم استعادته بإعادة طباعته، ودراسته على مستوى وعيه بالقصيدة العربية والنبطية ورحلاته ومشاركاته اللغوية والإعلامية، وأن يتم استثمار برنامجه الإذاعي الذهبي بإعادة البث، وطرحه في اسطوانات قابلة للاستماع من جديد.