نحتفل هذه الأيام باليوم العالمي للمعلم وحق لنا الاحتفال بمعلمينا ومعلماتنا، هؤلاء البشر العظماء بكيانهم ومبادئهم، ويكفي أن نشعر بأنه على أيديهم تتفتح العقول وتنير الأفكار وبفضل الله ثم فضلهم ينغرس الإيمان في القلوب فرسالتهم سامية، والاحتفال بهذا اليوم لفتة رائعة لتوجيه نظرة العالم إلى أن هناك جنوداً صابرين في مجال التعليم يبذلون كل جهد دون انتظار للرد، عطاء دون حدود، انغرس فيهم حب العلم وتوصيله للطلبة مهما كانت الوسيلة تمكنهم في ذلك، عقول نيرة وأذهان متفتحة وثقافة عالية وطريقة نقل العلم بالجهد والعمل الشاق، والإخلاص مع الاحتساب ولابد من أن ندرك أن علينا نحن المعلمين والمعلمات تقع المسؤولية الكبرى ... بالعملية التعليمية وحتى نرتقي بها فلا بد من تفصيل دور المعلمة تفصيلاً ايجابياً لصالح الطلبة فلا يقتصر الدور على إلقاء الدروس نظرياً، بل لا بد من أن تمتد إلى أبعد من ذلك إلى حيث التربية والتوجيه السليم والنصح والإرشاد، ومحاولة تقويمها بشتى الطرق والوسائل، وحينما ننظر على سبيل المثال في وضع الطالبة هذه الأيام نجد أنه يحتاج بالفعل إلى وقفة صادقة. إن الرسالة بالفعل عظيمة وثقيلة وماذا بعد أمانة التعليم التي أوكلت إلينا وهنا أقدم همسة إلى اختي المعلمة: مجتمعك المدرسي لا يقتصر دورك فيه على التعليم، بل يتعداه إلى مراحل أبعد من ذلك بكثير ويشمل نواصي الحياة المختلفة وعلى وجه الخصوص الناحية الاجتماعية فأنت مطالبة بالنظر في أحوال الطالبة فهناك من الظروف والأوضاع الاجتماعية ما يستحق منك وقفات ووقفات فهناك الطالبة التي أرقهما الهم رغم صغر سنها وأخرى كدرتها الظروف القاسية رغم قلة خبرتها فأصبح لا ملجأ لها بعد الله إلا أن تنظر هذه المعلمة إلى أوضاعها لتدلها على الطريق السوي طريق الله والاتجاه إليه. من هنا كانت عظمة الرسالة، فليس الاحتفالية كلمات تقال أو شعارات ترفع أو دروس تلقى وتحضر بالدفتر. هي أمانة ستحاسبين عليها قفى إلى جانب كل طالبة وقدري المرحلة العمرية التي تمر بها والظروف المحيطة بها. إن العالم في هذا اليوم ينظر إليك ويتوجه لك، ويترك أغلى ما في الوجود انهم ابناؤنا وبناتنا وننتظر منك كما عودتنا العطاء المتدفق دون حدود شعارك الأخلاص والعمل الدؤوب فهما طريق النجاح في المجال التعليمي.