خلال ايام صيف هذا العام سعدت بزيارة عروس المصايف السعودية محافظة الطائف الجميلة باجوائها والجميلة باهلها وكرم ضيافتهم والجميلة في منتزهاتها وخلال تواجدي في الطائف سعدت بمقابلة رائد المحاورة وأميرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز حيث تشرفت بتقديم درع نادي نجد بحوطة سدير لسموه الكريم. وكنت أحد الحضور لليلة من ليالي المحاورة الجميلة التي أقيمت على شرف الأمير فيصل بن خالد يحفظه الله وقد كانت ليلة جميلة باجوائها العليلة وفي جمال الشعراء المشاركين وكذلك بجمال وروعة الشيالة«الصفوف» صفوف السوطة المشهورين بادائهم الرائع وتنسيقهم ودقة انضباطهم وهي صفوف مشهورة منذ سنوات طويلة وكان ممن يتولى الاشراف عليهم مستور القصير يرحمه الله والآن ابنه محمدبن مستور القصير وهو شاب خلوق يعجبك في تعامله واهتمامه بان تكون صورة الصفوف في دقة متناهية في ادائها وتتميز بانها صفوف فيها عدد كثير من الشيالة حيث ان الصف يتراوح في الغالب ما بين 30 إلى 40 شخصا ويتميزون بجمال الصوت وقوته.. عن هذه الصفوف بصفة خاصة وعن صفوف المحاورة التقت «الجزيرة» بالأستاذ عبدالله المجيولي أحد أبرز منظمي ومشرفي صفوف المحاورة وربما من أقدمهم حالياً وهو الان متواصل في تواجده وعشقه القديم للمحاورة ويعمل في وحدة المتابعة في تعليم محافظة الطائف واتركه ليتحدث لكم يقول عبدالله المجيولي: تعود علاقتي مع شعراء الرد منذ عام 1383ه في مكةالمكرمة حيث كانت مدن الحجاز ولاتزال تشتهر بهذا النوع وله عشاقه وكان الناس يتوافدون على ملاعب المحاورة في أي مكان يذكر لهم رغم قلة المواصلات آنذاك وكنت من الذين يقولون الشعر ولكن كنت مقلاً فيه ولكنني من الذين يلعبون في الصفوف منذ بداية الثمانينيات الهجرية. قاطعت حديثه وسألته ومن هم الشعراء الذين يتذكرهم عبدالله المجيولي وهو في صفوف المحاورة.. قال اذكر لك مثالاً وليس حصراً الجبرتي والمسعودي وعبادي المالكي وسليم الحربي وبركات الشريف والصانع والحارثي ومصلح الحصيني ومطلق الثبيتي وصادق الحربي وهلال السيالي وغيرهم ويقول/ عبدالله المجيولي انني اذكر عندما قدم خلف بن هذال العتيبي من الكويت واستقر في مكة قرابة العام اوجد ثورة في شعر الرد لانه اتى بالمربوعات والمثومنات وهي الوان ولحون لم تكن معروفة في ذلك الوقت. وعن احتفاظ المجيولي بالمحاورات أجاب قائلاً: عندي الكثير من المحاورات المكتوبة للكثير من الشعراءحيث انني أكتب ما يقوله الشعراء المتحاورون بالرغم من أن ملاعب المحاورة تقام تحت نور الأتاريك حيث ان الكهرباء في ذلك الوقت قليلة الانتشار. * استاذ عبدالله المجيولي أود منك أن تحدثنا عن المحاورات الذهبية «محاورات المغترة» وبداياتها وطبيعة عملك وموقعك فيها؟ بدأت المغترة وصفوفها برعاية وحضور متواصل من رائد المحاورة الأمير فيصل بن خالد عام 1403ه في الطائف وقد كرمني سمو الأمير فيصل حفظه الله بدعوة الشعراء باسمه اليها واحضار الصفوف واستمرت حتى عام 1409- 1410ه حيث كانت في هذا التاريخ في احدى الرياض الربيعية في سدير بالقرب من مدينة تمير ثم توقفت وعاودت الركض من جديد كما تعلم عام 1421ه وكما قلت لك كان لي شرف الاشراف على أمسيات محاورات المغترة والترتيب لها والعمل على اخراجها بالمظهر الحسن بمساعدة من الاخ صلاح اسماعيل من طرف سمو الأمير فيصل بن خالد «الحديث للمجيولي» ولدي كشف باسماء الشعراء والصفوف الذين شاركوا فيها من بدايتها إلى عام 1409ه ولدي أيضاً ترتيب زمني لما دار فيها ومواعيد اقامتها حيث كانت في بداية الأمر ليلة واحدة وفي السنة الرابعة كانت ليلتين وكانت تقام من بعد صلاة العصر حتى منتصف الليل يتخللها اداء الصلوات والعشاء الذي يقيمه سمو الأمير فيصل للجميع. * أستاذ عبدالله المجيولي.. هل كنت متواجداً في محاورات عام 1408ه في عروس الجنوب أبها ضمن التنشيط السياحي بعسير على شرف ورعاية أمير عسير وحبيبها خالد بن فيصل بن عبدالعزيز؟ نعم وكان لي أيضاً شرف الاشراف على تلك المحاورات المقامة في الصيف في أبها على شرف الأمير خالد بن فيصل حفظه الله وقد اخترت لتلك الليالي الشعراء المشهورين بعيداً عن المجاملة والمحاباة لكي تخرج في الصورة المرجوة لها وقد تحقق ذلك ولله الحمد. ويقول الاستاذ/ عبدالله المجيولي ان محاورات أبها 1408ه ومحاورات المغترة أحدثت نقلة كبيرة في شعر الرد وانتشلته من الركود واضاف المجيولي قائلاً ان لدي الكثير من شعر المحاورات اعتزم إخراجه في كتاب للكثير من الشعراء، كما لدي كتاب مطبوع عن المرثيات التي قيلت في الملك خالد يرحمه الله واحتفظ بالكثير من الاشرطة المسموعة والمرئية للمحاورات لأكثر من خمسة وعشرين عاما. وفي الختام اشكرك يا أخ ناصر وأشكر محرري صفحة مدارات شعبية في صحيفة الجزيرة واتمنى أن أكون قد أوضحت بعض الشيء عن صفوف وشعراء المحاورة.
