يقول استاذنا الفاضل عبدالكريم الجهيمان أمد الله في عمره في معرض حديثه عن صحيفة اخبار الظهران وسبب توقفها انه قد نشر مقالا بتوقيع محمد بن عبدالله او قريب من هذا الاسم يدعو الى تعليم الفتاة فبعد ان قرأه المسؤولن استغربوا نشره فسألوا عن كاتبه فقال انه لا يعرفه ولكنه مقتنع بما جاء فيه فقالوا إما ان تدلنا على كاتبه او تكون انت المسؤول عن جميع ما ورد فيه فتحمل مسؤوليته وأوقف عن العمل وأوقفت الصحيفة عن الصدور وأوقف رئيس تحريرها وقد مكث موقوفا واحدا وعشرين يوما ولم يشعر بعد هذه الايام الا بالجندي وهو يفتح الباب فجأة ويقول له خذ فراشك واذهب لأهلك. عدتُ للجريدة اخبار الظهران متصفحا الاعداد الموجودة فعثرت على المقال المذكور وقد نشر على عددين الصادرين بتاريخ 30/3/1375ه و15/4/1375ه بعنوان في شؤوننا 13 نصفنا الآخر بتوقيع الدمام م, البصير يقول فيه ومع ذلك فإننا لا نزال نرى الكثيرين من مواطنينا يتهيبون من تعليم بناتهم ويذهبون في تهيبهم هذا الى حالات هي اقرب الى الخيال منها الى الحقيقة ويتركون بناتهم أشبه ما تكون بالببغاء التي تحكي ما تلقت فاذا خرجت بها قليلا عما لقنت وجدتها كالعجماوات الأخرى اللاتي لديها شيء من الذكاء الفطري الا انه ينقصه التوجيه العلمي والصقل الفكري ونحن لا ندري لماذا يتخوفون,, ولماذا يتوهمون وهم يرون بأم أعينهم أن الجهل لا يعصم من المزالق وان العلم والمعرفة لا تنحدر بصاحبها بقدر ما ينحدر به الجهل,, ونظرة خاطفة الى ما حولنا او مقارنة سريعة تظهر لنا هذه الحقيقة واضحة جلية لا غبار عليها ,, وانا اعرف شخصيا بعضا من مواطنينا الكرام الذين بدأوا يعرفون هذه الحقائق ويشعرون بتطور الزمن فصار بعضهم يرسل عائلته مع بناته الى احد الأقطار المجاورة ويتركهم يعيشون هناك ويتحمل البعد عن عائلته كما ان عائلته تتحمل البعد عن عائلها كل ذلك في سبيل تحقيق هذا الامر الذي اصبحوا يشعرون به ويقتنعون بضرورته ألاَ وهو تعليم بناتهم, بعد هذا أفليس من الخير لنا ان تُهيأَ هذه المدارس في محيطنا وان نُشرف عليها بأنفسنا وان نكيفها بالكيفية التي تتناسب مع أخلاقنا وعاداتنا ومتطلبات حياتنا بدلا من ان يفلت الزمام من أيدينا وتتعلم فتياتنا في اقطار تختلف حياتها عن حياتنا ,, اننا نتوجه بهذه الكلمة المملوءة بالاخلاص والغيرة الى صاحب السمو وزير المعارف,, ونحن نعلم من سياسة حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها مليكنا المحبوب سعود الاول رغبتها الاكيدة في انهاض البلاد من كل ناحية والسير بها قدما في طريق التقدم والرقي . كانت الأعداد التي تسبق العدد التاسع عشر تصدر من أربع صفحات فبدأت من العدد المذكور تصدر بست صفحات ثم عادت من العدد الثاني والثلاثين بأربع صفحات واستمرت بالصدور كل 15 يوما فعادت الى ست صفحات من العدد 40 وتصدر نصف شهرية. وفي العدد الحادي والثلاثين الصادر يوم الاحد 1/ ربيع الثاني 1376ه الموافق 4 نوفمبر 1956م نشر في الصفحة الثانية مقال بعنوان في شؤوننا لا تهيب,, ولا أوهام بقلم ابن احمد يعلق فيها على كلمة الاخ م, البصير ويدافع عن تعليم الفتاة ويقول: مع انه لا يوجد البتة بين مواطنينا من يتهيب تعليم إناثه وانما هناك عقبات تحول بين الكثرة منا وبين تعليم كريماتهم واهم تلك العقبات: 1 عدم وجود المعاهد التي تعنى بتعليم الإناث أمور دينهن وتدريبهن على الشؤون المنزلية والتربوية. 2 عجز الكثرة من مواطنينا عن تعليم بناتهم في بلد مجاور ,, بسبب صعوبة الانفاق ثم يستمر في تعداد ما يسببه الجهل من تأخر بناتنا مما يدفع البعض الى الزواج من الخارج. وبعد فإن من الخير لنا ولوطننا وللاجيال القادمة من بعدنا ان نعد لبناتنا المدارس حيث يتعلمن امور دينهن ويأخذن من الثقافة القدر الموائم لبيئتنا ويتماشى مع تقاليدنا وان نهيئ لهن معاهد التدريب المنزلي والتدريب ليكن زوجات صالحات وأمهات نافعات ومواطنات طيبات وبذلك نعمل متضافرين مع مليكنا المفدى ويستمر المقال الى العدد التالي مستشهدا بأقوال لبعض الحكماء ورجال الدين مثل عبدالحميد الخطيب في كتابه أسمى الرسالات نظام الاسرة واختتم مقاله بالتوجه مع الاخ البصير كاتب المقال الاول الى سمو وزير المعارف برجاء درس هذه الناحية الهامة ناحية تعليم البنات في حياتنا من جميع نواحيها. وسيجد سموه من تأييد وتشجيع حامل مشعل النهضة السعودي سعود الاول حفظه الله ما يذلل الصعاب ويذيب العقبات وفي تعاون المواطنين فقراء وأغنياء ما يثلج الفؤاد ويقوي العزيمة وأخيرا أشكر للاخ م, البصير اذ حبب إلي الولوج في هذا الموضوع وأنا لا بنت لي ولا ولد وأعده ان ألتقي معه مرة أخرى ان شاء الله لنرى اذا ما كان عزوف بعض اخواننا عن الزواج بالمواطنات السبب فيه حقا هو جهلهن كما قال الأخ؟ ام ان هناك اشياء اعتبر اتخاذها ذريعة للزواج من أجنبيات . بصدور العدد الرابع والاربعين يوم الاثنين 29 رمضان 1376ه الموافق 29 ابريل 1957م تنتهي علاقة الاستاذ عبدالكريم الجهيمان بالجريدة بإيقافه وقفل الجريدة. الا انها عاودت الصدور بعد حوالي سنتين من اصحاب الامتياز انفسهم شركة الخط للطبع والنشر وتحت مسؤولية مديرها ورئيس تحريرها المسؤول عبدالعزيز الحمد العيسى وقد نشرت صحيفة اليمامة بعددها 271 الصادر يوم الاحد 8 ذي القعدة 1380ه الموافق 23 ابريل 1961م خبرا بعنوان اخبار الظهران يقول: عادت صحيفة اخبار الظهران الى الصدور في 28 شوال سنة 1380ه فصدر في هذا اليوم عددها ال45 من سنتها الثالثة. واليمامة تستقبل الصحيفة الكريمة بخير ما تستقبل به صحيفة وطنية يرجى ان تسهم في الميدان الصحفي بنزاهة واخلاص راجية ان تكون كما جاء في فاتحة عددها الاخير: أقوى مما مضى آلت على نفسها ان تتخذ منهجا سويا,, يحدوها الاخلاص في قولها ويدفعها الايمان برسالتها فحيهلا والى الامام ايتها الرصيفة الكريمة. وقد وقع بيدي العدد 86 السنة الثالثة الصادر يوم الثلاثاء 1 رمضان 1381ه الموافق 6 فبراير 1962م الصادر بثماني صفحات فنجد بالصفحة الاولى مقالا بعنوان حديث القلم,, فلنتحدث بصراحة بقلم عبدالرحمن محمد السدحان فمقال خارج بلادي,, في مدريد 28 بقلم عبدالكريم الجهيمان فقانون الشركات التجارية بالكويت لاسماعيل الناظر المحامي يأتي بعده كلمة مع الفجر خبر ونصيحة ثم ماذا لعبدالله سعود القباع فجيل الاخصاب والحساسية 4 لابراهيم الناصر يليه منبر الرأي عروبتنا بين الماضي والحاضر 3 بقلم ابو العلا في الصفحة الثانية والثالثة بعض الاخبار والاعلانات ومقالات قصيرة في الصفحة الرابعة منبر الشباب يعدها ويحررها محمد علي اللحيدة وفي الصفحة الخامسة قصة العدد الازرة الذهبية احمد فؤاد الغول فمقال محمد سعيد قربان بعنوان نبع القلب بالصفحة السادسة وبقية كلمات الصفحة الاولى وكذا الصفحة السابعة والثامنة والاخيرة وهكذا استمرت الجريدة في الصدور حتى صدر نظام المؤسسات الصحفية فتوقفت حيث صدرت جريدة اليوم عام 1383ه وفق النظام الجديد. وفي الختام: هذه اطلالة سريعة على اول صحيفة تصدر بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية (اخبار الظهران) وقد دفعني الى هذه القراءة السريعة صدور كتاب مؤسس هذ الصحيفة استاذنا ووالدنا الرائد عبدالكريم بن عبدالعزيز الجهيمان الاساطير الشعبية مترجما للغة الروسية مؤخرا وبلوغه الخامسة والتسعين من العمر امد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية رغم ان بطاقته الشخصية الاحوال تقول انه من مواليد 1333ه اي انه لم يكمل بعد التسعين وهو لا يعترض كثيرا على هذا الاختلاف. فاذا كان العلامة الاستاذ حمد محمد الجاسر يرحمه الله يعتبر رائدا للصحافة والطباعة في المنطقة الوسطى فالاستاذ عبدالكريم الجهيمان يعتبر بحق رائدها في المنطقة الشرقية من المملكة بلا منازع. كما نقرأ في كتاب تطور الصحافة في المملكة العربية السعودية لعثمان حافظ ط3 1409ه ج1 ص 187 188. جريدة اخبار الظهران جريدة اسبوعية جامعة وكانت تصدر باسم الظهران مرة كل خمسة عشر يوما مؤقتا وبعد صدور عدة اعداد منها صدرت باسم اخبار الظهران وذكر في اعلى الصفحة الاولى ان اخبار الظهران جريدة اسبوعية عربية جامعة تصدر بالدمام كل خمسة عشر يوما مؤقتا . ورأس تحريرها اول صدورها الاستاذ عبدالله الملحوق ومدير تحريرها الاستاذ عبدالكريم الجهيمان وتولى رئاسة تحريرها بعد الاستاذ الملحوق الاستاد عبدالكريم الجيهمان وأسندت السكرتارية للاستاذ سعود العيسى. وصدر العدد الاول منها في يوم الاحد 1 جمادى الاولى 1374ه الموافق 26 يناير 1954م في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية. وقد توقفت اخبار الظهران عن الصدور بعد العدد 44 المؤرخ 29 رمضان 1376ه الموافق 29 ابريل 1957م ثم عادت للصدور مرة ثانية في عام 1381ه وتولى رئاسة تحريرها الاستاذ عبدالعزيز الحمد العيسى واستمرت في الصدور الى عام 1383ه حيث توقفت عن الصدور في عهد المؤسسات الصحفية. وأخبار الظهران هي اول جريدة صدرت في المنطقة الشرقية وكان المواطنون في المنطقة الشرقية يترقبون صدورها ويعلقون اكبر الآمال على صدورها لتكون لسان حال هذه المنطقة وتربطها ببقية مناطق المملكة ادبيا وثقافيا واقتصاديا وتكون مجالا للتوجيه والاصلاح والدعوة الى الخير وكانت اخبار الظهران تحاول تحقيق رغبات قرائها وتتجاوب معهم. سير الجريدة: اخبار الظهران كانت تسير ببطء وترى ان الطفرة محال وفي ذلك يقول رئيس تحريرها الاستاذ عبدالكريم الجهيمان في احدى افتتاحياتها اننا نمد يدنا للقراء الكرام ونعاهدهم على تحقيق رغباتهم العادلة التي هي رغبات كل مواطن يشعر بواجبه نحو وطنه العزيز وحكومته ومواطنيه ولكننا يجب ألا يفوت القراء الكرام ان الطفرة محال وان كل مشروع ككائن حي لابد ان يمر بأطوار يفرضها عليه ناموس الكون وتفرضها عليه ظروف الحياة اننا نخطو ببطء ونتحسس موضع اقدامنا خوفا من ان نخطو خطوة جريئة الى الامام نرجع بعدها الى الوراء خطوات. وكانت اخبار الظهران مسرحا لأقلام الأدباء ورجال الفكر في المنطقة الشرقية وكانت تعالج المشاكل المحلية والخارجية وتعنى بالقصة وشكاوى المواطنين وأحاديث القراء. وتصدر في 4 صفحات على القطع المتوسط والاشتراك فيها 12 ريالا داخل المملكة و24 ريالا في الخارج وتطبع بالدمام بالمطبعة الوطنية .