لمرور خمس سنوات على وفاة الأستاذ عبد الكريم الجهيمان - رحمه الله - ولمرور قرابة خمس وستين سنة على إصداره أول جريدة في المنطقة الشرقية من المملكة - الدمام - وهي جريدة (أخبار الظهران) تم اصدارها في مجلة والتي صدر عددها الأول في الأول من شهر جمادى الأولى من عام 1374ه الموافق 26 ديسمبر 1954م. والتي استمرت في الصدور لسنتين ونصف السنة، إذ صدر عددها الأخير رقم (44) بتاريخ 29 رمضان 1376ه الموافق 29 إبريل 1957م وهي تستعد للاحتفال بعامها الثالث، إذ صدر الأمر بإيقافها عن الصدور وإيقاف رئيس تحريرها الجهيمان بعض الوقت.. ولنترك له رواية ما حدث بخط يده بتاريخ 18/10/1421ه أي قبل وفاته - رحمه الله - بإحدى عشرة سنة. والمعروف أن الجريدة كانت تصدر وتطبع في لبنان مع بداياتها، ثم طورت مطابع الخط بالدمام فأصبحت تطبع فيها إلا أنها تتعثر ويتأخر صدورها إلى أكثر من شهر أحياناً رغم أنها تصدر نصف شهرية ثم أسبوعية. الجدير بالذكر أن رئيس تحريرها - الجهيمان - يقول إن سبب إيقافها نشرها لموضوع عن المطالبة بتعليم البنات. والمتتبع لأعداد الجريدة يجد أن مقال (نصفنا الآخر) بقلم م. البصير قد نشر في العدد (24) الصادر بتاريخ 1 جمادى الآخر 1375ه الموافق 15 يناير 1956م فتوقفت الجريدة عن الصدور اعتباراً من العدد (29) الصادر في 5 رجب 1375ه الموافق 17 فبراير 1956م وحتى 19 صفر 1376ه الموافق 25 سبتمبر 1956م، حيث عاودت الصدور. وفي العدد (31) الصادر بتاريخ 1 ربيع الآخر 1376ه الموافق 4 أكتوبر 1956م نجدها تنشر مقالاً يؤيد فيه ما سبق نشره عن تعليم البنات بعنوان: (لا تهيُّب ولا أوهام) بقلم ابن أحمد، ومع ذلك استمرت الجريدة في الصدور حتى العدد (44) الصادر في نهاية شهر رمضان 1376ه. وقد ذكر بعض من عاش تلك الفترة أن إيقافها الأول لسبعة أشهر قد يكون هو بسبب نشر مقال (نصفنا الآخر). أما إيقافها النهائي فبسبب نشرها مقال (الاستعمار وليد الاستثمار والرأسمالية) بقلم محمد خلف الأنصاري الذي نشر في العدد (43) وتاريخ 16 رمضان 1376ه الموافق 16 أبريل 1957م فتوقفت الجريدة عن الصدور لأكثر من أربع سنوات حيث عاودت الصدور بالعدد 45 وبتاريخ 28/10/1380ه من شركة مطابع الخط للنشر والترجمة بالدمام ورئيس تحريرها عبد العزيز العيسى. فقد يكون ما ذكره الراحل الجهيمان قد التبس عليه. إذ ذكره بعد تجاوزه التسعين من عمره - رحمه الله - علماً بأن المقال الخاص بتعليم المرأة (نصفنا الآخر) قد أعاد الجهيمان نشره في جريدة اليمامة العدد 12 بتاريخ 21/11/1377ه بعد عودته للرياض وعمله بوزارة المعارف. وأعاد نشره في أول مقال بكتابه (أين الطريق؟) وباسمه الصريح وليس كما سبق م.البصير.. فإحقاقاً للحق يجب أن ينسب المقال للجهيمان وليس بالاسم المستعار. فيسرنا أن نتيح الفرصة للمهتمين بالاطلاع على أعداد (أخبار الظهران) التي جمعت، وتم إصدارها عن دار «المفردات» لكون «أخبار الظهران» تمثّل جزءاً من تاريخ الوطن إذ مضى على صدورها أكثر من نصف قرن فأصبحت ذكرى، وحتى نذكر صاحبها ونشكره ونترحم عليه.