وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي تستعد في شهر ذي القعدة القادم لتنظيم (مؤتمر تعليم المرأة السعودية: الواقع وتطلعات المستقبل) يجدر بها لكي يكتمل عملها وينجح مؤتمرها أن تكرم روادنا الأفاضل ممن دعا لتعليم المرأة في وقت مبكر وخالف التيار السائد ورفع صوته وامتشق قلمه في الوقت الذي يعد فيه من يدعو لتعليم المرأة خارجا على المألوف ومعرضا نفسه للعقوبة. نخص بالذكر من يعيش بيننا الآن ولله الحمد وهما مازالا على قيد الحياة وهما: الأستاذان عبدالكريم الجهيمان وسعد البواردي اللذان تسببت دعوتهما لتعليم المرأة في قفل مطبوعتهما (أخبار الظهران والإشعاع). لقد تعرضا للملاحة والمضايقة والعقوبة، أفلا يستحقان أن يقدرا في مثل هذا المؤتمر الحيوي وأين؟ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. صحيح أن هناك من يستحق مثلهما التكريم والإشادة مثل الأساتذة: أحمد السباعي ومحمد راسم ومحمد سعيد عبدالمقصود رحمهم الله وغيرهم .. صحيح هناك أيضا ممن غامرت من أخواتنا وكتبت مبكرا وظهر اسمها كمسؤولة عن تحرير الصفحات المخصصة للمرأة مثل: فاتن أمين شاكر وبعدها الدكتورة خيرية السقاف وشمس خزندار وغيرهن مثل سارة بوحيمد وفوزية أبو خالد. لنعد للرائدين المقترح تكريمهما عبدالكريم الجهيمان وسعد البواردي. 1 عبدالكريم الجهيمان (1330ه) رئيس تحرير جريدة (أخبار الظهران) (1374 1376ه) نشر في العدد 24 وتاريخ 1/6/1375ه مقالا بعنوان (في شؤوننا 13 نصفنا الآخر) بتوقيع، الدمام. م.البصير، يقول فيه: «.. ومع ذلك فإننا لا نزال نرى الكثيرين من مواطنينا يتهيبون من تعليم بناتهم ويذهبون في تهيبهم هذا إلى حالات هي أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة ويتركون بناتهم أشبه ما تكون بالببغاء التي تحكي ما تلقت (...) وأنا أعرف شخصيا بعضا من مواطنينا الكرام الذين بدأوا يعرفون هذه الحقائق ويشعرون بتطور الزمن فصار بعضهم يرسل عائلته مع بناته إلى أحد الأقطار المجاورة ويتركهم يعيشون هناك.. كل ذلك في سبيل تحقيق هذا الأمر الذي أصبحوا يشعرون به ويقتنعون بضرورته ألا وهو تعليم بناتهم، بعد هذا أفليس من الخير لنا أن نهيئ هذه المدارس في محيطنا وأن نشرف عليها بأنفسنا وأن نكيفها بالكيفية التي تتناسب مع أخلاقنا وعاداتنا ومتطلبات حياتنا.. إلخ. وجاء بعد ذلك من يعقب عليه ويؤيده.. ومع ذلك فقد أوقفت الجريدة.. وبعد عودته للرياض نجده يعيد نشر مقاله في جريدة اليمامة في العدد 125 في 21/11/1377ه بنفس العنوان (نصفنا الآخر). 2 سعد البواردي (1348ه) نشر في (الإشعاع 1375 1376ه) في العدد السادس لشهر جمادى الآخرة 1375ه افتتاحية العدد (كلمة العدد.. شبابنا في حيرة) يبدؤه بمشكلة الزواج من الخارج ومن أسبابه عدم تعلم فتياتنا.. وينهي المقال بقوله: «وأخيرا يجب أن لا ننسى أن شبابنا سيعيش في مستقبل أيامه بتفكير جديد! وتطلع إلى الزوجة الصالحة المتعلمة التي تتناسب مع ثقافته، الزوجة التي تدرك مسؤوليتها ومسؤولية الزوج ومسؤولية الطفل أيضا في نواحيه التربوية التي تفتقدها الأمهات في عصرنا الحاضر (..) «إن علينا أن نفتح أفقا معقولا من العلم تجاه بناتنا ليمكن للزوج المواطن المثقف أن يجد في بنات جنسه زوجة صالحة متعلمة تتجاوب مع شعوره الجديد (...) إن فتياتنا في حيرة .. وإن شبابنا في حيرة من طريقه أيضا حول اختيار من تعيش وتصلح لحبه وقلبه». وتتالت التعقيبات مؤيدة ما دعا إليه البواردي.. مما دعا المسؤولين إلى إيقاف المجلة وإقافه. وهكذا.. وهذا ما تم قبل 55 عاما وقبل صدور الإرادة الملكية بفتح مدارس لتعليم البنات بخمس سنوات. والسؤال هو: هل اتفق الجهيمان والبواردي على هذه المغامرة ووقتا لها في شهر جمادى الآخرة 1375ه؟ هل هي صدفة؟ لا أعتقد .. فهما يلتقيان ويتقاسمان هموم ومشاعر الأمة.. وهما يمثلان النخبة المثقفة ولديهما وسيلة إعلامية مهمة.. فقد يكون لالتهاب البترول دور في إلهاب مشاعرهما وجعلهما يقدمان إلى ما أقدما عليه. لقد أشعلا الشموع.. وسبقا غيرهما في هذه المنطقة الشرقية .. ومثلها الوسطى. إذا استثنينا المنطقة الغربية التي لا شك لها السبق في ذلك. فكرة التكريم.. والاعتراف بالفضل واجبة.. أفلا يستحقان التكريم وغيرهما مثلهما ممن سبق؟!. أرجو أن يتحقق ذلك.. فالمسؤولون في الجامعة العريقة لاشك يقدرون ويعون، ولا شك أنهم متجاوبون لما فيه خير للمصلحة العامة. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة