انطلقت صحيفة (أخبار الظهران) في الأجواء التي ذكرتها في مقالي السابق انطلاقة مشرفة في خدمة الوطن والمواطن.. حتى صارت صحف سبقتنا في الصدور في البلاد المجاورة تغبطنا على ما نتمتع به من حرية في النقد والتوجيه، والمصارحة بكل ما نريده من مشروعات.. أو كل ما نشكوه من تقصير أو تعقيدات!! وبهذا اكتسبت (أخبار الظهران) شهرة لا بأس بها.. الأمر الذي شجع بعض أدباء المنطقة على طلب الترخيص بإصدار بعض الصحف والمجلات.. وكان من السابقين إلى ميدان الصحافة بعد أخبار الظهران الأستاذ الصديق يوسف الشيخ يعقوب، فقد طلب ترخيصا بإصدار جريدة باسم (الفجر الجديد)، فصدر منها بضعة أعداد، ثم توقفت. وقال: إنه استفاد من رئاسة تحرير هذه الجريدة فوائد جمة قد لا يستفيدها كثير من طلاب الجامعات. وقال: «.. وكأني بأحد القراء يسألني عن هذه الفوائد؟ فأجيبه بأنها معرفة ما يدور في المجتمع من أفكار واتجاهات متنوعة، فمنها المتشدد ومنها المعتدل.. ومنها المتطرف الشاذ الذي لا يقبله أي ذي عقل سليم»!! وكنت أنخل تلك الأفكار والكتابات التي ترد إلى الصحيفة ولا أنشر فيها إلا ما كان معتدلا يرمي إلى مصلحة وطنية مقبولة، ويكون له تأثير في تقدم البلاد سياسيا واقتصاديا وأدبيا .. وكنت ألاقي بعض اللوم من بعض الشخصيات في عدم نشر أفكارهم التي تطالب بقفزات واسعة غير مأمونة العواقب.. وكنت إذا التقيت بعضهم أحاول أن أقنعه بوجهة نظري.. ومن هؤلاء الكتاب من يرضى.. ومنهم من يصر على وجهة نظره.. «وهكذا فقد نهج سلوك طريق الوسط.. فلا إفراط ولا تفريط». وعن سبب تركه رئاسة تحرير الجريدة يقول لي في رسالته السالفة الذكر: «.. أما كيف تركت هذه الصحيفة ورئاسة تحريرها، فالسبب في ذلك أنني نشرت فيها مقالا عن تعليم المرأة بتوقيع محمد بن عبدالله.. وقامت بسبب هذا المقال زوبعة من النقد لهذا المقال من بعض المواطنين محدودي التفكير بوقوفهم ضد تعليم المرأة». وألفت لجنة سألتني عن كاتب المقال، فأجبت بأنني لا أعرفه، فقالوا إذن فأنت المسؤول عما فيه فأجبت بنعم.. وعندما لم تقتنع اللجنة بالمبررات التي قلتها قررت إيقاف الصحيفة. كما قررت إيقاف رئيس تحريرها المسؤول حوالي عشرين يوما، فتلقيت هذه العقوبة بصدر رحب؛ نتيجة لجهل بعض المواطنين لوقوفهم ضد تعليم الفتاة في تلك الفترة التي كان الجهل يسيطر فيها على فئات لا ترى أبعد من مواطئ أقدامها... إلخ». هذا التوضيح كتبه الجهيمان رحمه الله بخط يده بتاريخ 18/10/1422ه بعد أن تجاوز التسعين من عمره رحمه الله وبعد أن خانته الذاكرة. وإلا فكيف نفسر أنه بعد عودته إلى الرياض وعمله بوزارة المعارف وبداية كتابته في صحيفة صديقه حمد الجاسر (اليمامة) نجده يعيد نشر المقال (نصفنا الآخر) بتوقيعه في العدد 125 وتاريخ 21/11/1377ه، كما يعيد نشره للمرة الثانية في كتابه (أين الطريق؟) الذي نشر عام 1381ه الموافق عام 1961م. صدرت منذ البداية باسم (الظهران)، ومن العدد السابع في منتصف شهر رمضان 1374ه أضيف إليها كلمة (أخبار) بخط ضعيف، ومن العدد الثامن الصادر في 30 رمضان أصبح اسمها (أخبار الظهران). من العدد (13) أضيف اسم سكرتير التحرير سعود العيسى، وهو العدد الذي بدأت طباعته بمطابع الخط بالدمام. من العدد (18) الصادر في 1/3/1375ه أصبح الجهيمان هو رئيس التحرير حتى توقفها بعد صدور العدد (44) بتاريخ 29 رمضان 1376ه الموافق 29 أبريل 1957م. ومن العدد (30) الصادر في 19/2/1376ه الموافق 25/9/1956م يتخلى سعود العيسى عن سكرتارية التحرير، ويصبح الجهيمان هو مدير الجريدة ورئيس تحريرها على أن صاحب الامتياز هو شركة الخط للطبع والنشر والترجمة حتى العدد (44)، حيث توقفت عن الصدور في 29 رمضان 1376ه لتعاود الصدور بعد نحو أربع سنوات برئاسة عبدالعزيز حمد العيسى.