الإتيكيت هو أحد أنواع الثقافات الاجتماعية وجزء من النظام السلوكي الاجتماعي أو ما يعرف بالآداب السلوكية غير المكتوبة،ودليل يحكمها,بصفته انعكاس لسلوك وتقاليد المجتمع المحلي أكثر من كونه عالميا.كما يعد أحد الرموز الأخلاقية.وهو ليس موضة متغيرة بقدر ما يميل إلى الثبات. وكلمة إتيكيت تعود جذورها إلى القرن الثامن عشر,وشكّلت قوة عالمية في القرن التاسع عشر خلال عهد الملكة فيكتوريا حيث اتسعت لتشمل مصطلح (الحياة كما ينبغي أن تكون). وفي ديننا الإسلامي دلالات كثيرة على فن الإتيكيت كالإحسان إلى الجار وإكرام الضيف وبذل الهدايا وصلة الرحم وبر الوالدين،والطريقة الصحيحة للجلوس والأكل باليد اليمنى كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك) وسبقتها الآية الكريمة الإرشادية في قوله تعالى (فإذا طعمتم فانتشروا) والتوجيهات النبوية المختلفة في حسن التعامل مع الناس كحديث (تبسمك في وجه أخيك صدقة). ولا شك أن أهم أشكال الإتيكيت هو النظافة الشخصية، تتبعها الرائحة الطيبة،وأهم أصوله التصرفات اللائقة البعيدة عن التكلف،وقد لا ينتبه البعض أو لا يُلقي بالاً لتصرفاته الدقيقة التي تدخل ضمن الأصول واللياقة إلا أنها في الواقع دلالة واضحة عما يميز الإنسان من رقي في التعامل،ومرآة تعكس صورته وإحساسه المرهف. ولا يتوقف الإتيكيت عند آداب الجلوس على المائدة وطريقة تناول الطعام، بل إن هناك أصولا وقواعد عامة لما يجب أن يفعله المرء، وما يجدر أن يتحاشاه وما يحسن أن يطبقه بعناية وبصورة عفوية لا يظهر فيها التكلف؛لينال تقدير الناس واحترامهم. وإن كان جميل بالرجل الظهور بمظهر لائق،فإنه بالمرأة أجمل. فمثلا يحسن بالسيدة ألا تمشي بخطوات واسعة تسابق بها الريح،ولا أن تسير بخطوات قصيرة جداً تشبه السلحفاة! كما يجدر بها أن تعوَّد نفسها على السير بجذع مستقيم بدون تصنع,وقامة مرتفعة من دون غرور أو تكبر،فلا تحني ظهرها إلى الأمام كثيراً,إذ أن ذلك يضطرها لجر قدميها مما يشوه منظرها. كما أن الجلوس الصحي لا يتعلق فقط بسلامة الجسد بل يتدخل في المظهر الجمالي للمرأة على وجه التحديد،حيث يحسن الجلوس وظهرها معتدل ورأسها مرفوعة دون تكلف،مع تجنب وضع رجل على الأخرى. وتمتد أصول الإتيكيت إلى الحديث،حيث ينبغي أن تكون نبرة الصوت هادئة وواضحة لا تسبب إزعاجا للمستمع ولا إرهاقا لعدم وضوحها،مع احترام الحيز الخاص بكل شخص وعدم اختراق خصوصيته لاسيما حين يتحدث مع شخص آخر أو يجري مكالمة هاتفية. مع الحرص على عدم مناقشة المواضيع الساخنة وسط الجموع،أو التمادي بالضحك والمزاح وإطلاق النكات. وضرورة اختيار الوقت والمكان المناسبين، وينبغي الحذر من تسريب معلومات هامة قد تضر بشخص وبأعماله دون أن يشعر. مع تجنب إيراد القصص الطويلة لأنها تحتكر الحديث بأكمله فيشعر المستمع بالملل. ومن فنون الإتيكيت في حالة الدعوات الاهتمام بمَن وجه الدعوة وذلك بإشعاره بما يعبر عن الشكر والامتنان له بإرسال بريد إلكتروني أو مكالمة هاتفية،مع الأخذ بالاعتبار عدم اصطحاب أي شخص لم توجه له الدعوة حتى ولو كان الأولاد،وإن كان الموعد غير مناسب فإنه يلزم الاعتذار. وعند تناول الطعام يجب عدم الشروع في الأكل إلا بعد الحصول على إشارة من صاحب الدعوة،ويستحب عدم الإطالة في الجلوس. وعادة تبدأ المغادرة بعد ساعة من تناول الوجبة،مع ضرورة تقديم الشكر على الدعوة اللطيفة. ومن اللياقة أن ترفض اصطحابك للباب بغرض توديعك. وبرغم أن الإتيكيت يعد من القواعد الأساسية للسلوك؛إلا أنه يمكن أن يكون فنا راقيا وذوقا رفيعا. www.rogaia.net [email protected]