علمت «الحياة» أن القنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية ستحرك اعتباراً من الأحد المقبل، الدعوى أمام القضاء الإيراني، في قضية تسمم 36 من مواطنيها، توفي أربعة منهم مطلع الأسبوع الجاري، خلال وجودهم في أحد فنادق المدينة الواقعة شمال شرقي إيران. فيما شهد ظهر يوم أمس الخميس دفن جثامين الأطفال السعوديين الأربعة في «صحن جمهوري» بجوار مرقد الإمام علي بن موسي الرضا، بعد أن شيعهم مئات الزوار السعوديين والمواطنين الإيرانيين. وأقيمت صلاة الميت على الأطفال الأربعة: ديمه (13 عاماً) وحسن (ثلاثة أعوام) عبدالغني آل فخر، وحيدر علي قاسم المرهون، والرضيع حسين علي العوامي، بإمامة الشيخ السعودي حسن الصفار، الموجود في إيران حالياً. فيما جرى التشييع من «صحن آزادي» (الحرية)، وبعدها تم توجيه الدعوة لأهالي المصابين وأسر المتوفين بالتوجه إلى مضيف الإمام الرضا. فيما تلقى ذوو المتوفين العزاء في إحدى صالات فندق قصر الضيافة. وقال القنصل السعودي العام في إيران بالإنابة عبدالله يحيى الحمراني في تصريح ل «الحياة»: «تلبية لرغبة ذوي الأطفال المتوفين، تم اليوم (أمس) الانتهاء من مراسم الدفن، بعد قيام القنصلية بالإجراءات الرسمية، وأخذ توقيعات الأهل بالموافقة على دفن ضحاياهم في مدينة مشهد (حصلت «الحياة» على نسخة منها)». وأكد الحمراني، قيام القنصلية بالعمل على «إجراءات التقاضي لحفظ حقوق الرعايا السعوديين، وحصر الديات وطلبات التعويض، كمرحلة أولى، قبل أن يتم تحريك الدعوى أمام القضاء الأحد المقبل، عبر ممثل القنصلية، ومن خلال توكيل محام متخصص بحسب الأنظمة المعمول بها في إيران». وأضاف القنصل السعودي العام: «إن القنصلية دأبت على اللجوء إلى القضاء، بعد استنفاد المسار الديبلوماسي في حل قضايا المواطنين»، لافتاً إلى «نجاحها خلال هذا العام في خمس قضايا، صدرت فيها أحكام تعويض لمواطنين سعوديين». يذكر أن 36 من الزوار السعوديين، الذين وصلوا إلي مدينة مشهد الإيرانية، ضمن قافلة مكونة من 60 شخصاً، تعرضوا إلي التسمم مطلع الأسبوع الجاري، خلال وجودهم في فندق التوحيد، وتم نقلهم إلي مستشفي الإمام الرضا، وأحد المستشفيات الخاصة، وتوفي أربعة من الزوار. فيما استعاد البقية عافيتهم الكاملة وغادروا المستشفي. وتباين الموقف الرسمي الإيراني على مدار الأيام الماضية، بين احتمال وجود «تعمّد» في الحادثة، التي وقعت إثر رش سم «فوسفيد الألومنيوم» في الدور الخامس من الفندق، وانتشاره مع الهواء في الأدوار الدنيا التي كان يقيم فيها السعوديون، وبين «الجهل والإهمال». إلا أن السلطات القضائية الإيرانية أوقفت مدير الفندق وأربعة من العاملين فيه، وسجنتهم على «ذمة التحقيق». فيما طلبت وزارة الخارجية السعودية من السلطات الإيرانية تسريع وتيرة التحقيقات في حادثة التسمم. كما طلبت تقديم «جميع التسهيلات والرعاية اللازمة التي يحتاجها المواطنون السعوديون في إيران، وتوفير الحماية المطلوبة لهم». واستدعت وزارة الخارجية، السفير الإيراني لدى الرياض حسين صادقي، وعبرت له عن «قلقها البالغ لهذه الحادثة، وعن أملها في أن تسرع السلطات الإيرانية في إجراء التحقيقات اللازمة، وكشف الظروف والملابسات المحيطة بها كافة». وقال رئيس الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة نقلي: «طلبنا من السفير الإيراني التعاون مع السفارة في طهران، والقنصلية العامة في مشهد، والسماح لهم بمتابعة الحال الطبية للمصابين، وتقديم جميع التسهيلات والرعاية اللازمة التي يحتاجها المواطنون السعوديون في إيران، وتوفير الحماية المطلوبة لهم».