طلبت وزارة الخارجية السعودية من السلطات الإيرانية تسريع وتيرة التحقيقات في حادثة التسمم التي راح ضحيتها 32 سعودياً (أربعة متوفين، و28 مصاباً). كما طلبت تقديم «جميع التسهيلات والرعاية اللازمة التي يحتاجها المواطنون السعوديون في إيران، وتوفير الحماية المطلوبة لهم». فيما أكد القنصل السعودي العام بالإنابة في إيران عبدالله الحمراني في تصريح إلى «الحياة» مساء أمس، خروج من تبقى في العناية المركزة بمستشفى الإمام الرضا من المصابين السعوديين والتحقوا بذويهم الذين يتوزعون على عدد من فنادق مشهد، والتي نقلوا إليها بعد الحادثة. وقال: «لم يتبق منهم سوى حالة واحدة، ووضعها الصحي مستقر». ورجح الحمراني أن يتم دفن الأطفال الأربعة المتوفين في وقت لاحق من مساء أمس الثلثاء، أو أن يتم تأجيله إلى اليوم الأربعاء. فيما لم يعلن الجانب الإيراني أمس نتائج تحاليل السم الذي تم رشه في الفندق، كما كان مقرراً، بحسب ما أعلن مسؤولون في السلطة القضائية الإيرانية. إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية السعودية أمس، السفير الإيراني لدى الرياض حسين صادقي، وعبّرت له عن «قلقها البالغ لهذه الحادثة، وعن أملها في أن تقوم السلطات الإيرانية بالإسراع في إجراء التحقيقات اللازمة، وكشف الظروف والملابسات المحيطة بها كافة» بحسب رئيس الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة نقلي، الذي أوضح أنه تم «الطلب من السفير الإيراني التعاون مع السفارة في طهران، والقنصلية العامة في مشهد، والسماح لهم بمتابعة الحالة الطبية للمصابين، وتقديم جميع التسهيلات والرعاية اللازمة التي يحتاجها المواطنون السعوديون في إيران، وتوفير الحماية المطلوبة لهم». وعبّر السفير نقلي عن «أسف حكومة المملكة البالغ لحادثة التسمم المؤلمة التي تعرض لها عدد من المواطنين السعوديين في مدينة مشهد الإيرانية». وقال: «إنه فور وقوع الحادثة حضر القائم بأعمال السفارة في طهران مع المسؤولين بالقنصلية في مشهد إلى مكان الحادثة لمتابعة أحوال المواطنين وتقديم المساندة المطلوبة لهم، بما في ذلك توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين». وأضاف: «قامت السفارة بالتواصل بشكل فوري مع وزارة الخارجية الإيرانية، والجهات المعنية في مشهد، لإجراء التحقيقات المطلوبة لكشف الغموض والملابسات المحيطة بهذه الحادثة، مؤكداً أنها «محل اهتمام ومتابعة مستمرة من حكومة المملكة». واختتم رئيس الإدارة الإعلامية تصريحه بتقديم «أحر التعازي لأسر المتوفين والدعاء لهم بالرحمة، مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل». وفي مشهد الإيرانية لا تزال الأمور تراوح مكانها، فلم تعلن الجهات الأمنية والصحية نتائج التحاليل التي أجريت حول السم المستخدم في فندق التوحيد، والذي أدى انتشار رائحته إلى تسمم الضحايا السعوديين، الذين كانوا يتوزعون على ثلاثة أدوار في الفندق (الرابع والثالث والثاني). فيما كان مقرراً إعلانها أمس، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم السلطة القضائية محسني اجئي. فيما علمت «الحياة» أن السلطات الأمنية والقضائية لا تزال تُخضع مدير الفندق وأربعة من العاملين فيه للتحقيق، للكشف عن المزيد في ملابسات الحادثة. وكان من المقرر أمس عقد اجتماع بين مسؤولين في القنصلية وذوي الضحايا، لإطلاعهم على التطورات في مسار القضية، والخطوات المستقبلية إلا أنه تأجل. فيما كرر الأهالي شكرهم للعاملين في الملحقية على «جهودهم الكبيرة والدعم الذي يقدمونه».