كثّفت السعودية ضغوطها على إيران لتسريع التحقيق في حادثة تسمم أودت بأربعة أطفال سعوديين وأبقت 32 سعودياً في مستشفى بمدينة مشهد، مؤكدة حرصها على سلامة مواطنيها، وضرورة معرفة حقيقة ما حدث. وسعت إيران أمس للتقليل من شأن الحادثة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في طهران مرضية أفخم: «نأمل بأن تُحل هذه القضية». (للمزيد) وصرح مساعد وزير الداخلية حسين ذوالفقاري لوكالة الأنباء الحكومية بأن الحادثة تخلو من أي خيوط «سياسية أو دولية». وقال إن الجناة الذين تسببوا في الحادثة «سيخضعون للمحاكمة، وسيحدد القضاء عقوبة المدانين». وكانت وزارة الخارجية السعودية استدعت سفير طهران لدى الرياض إلى مقرها أول من أمس، وأبلغته قلقها حيال سلامة مواطنيها في الأراضي الإيرانية. وقال مدير الدائرة الإعلامية في الوزارة السفير أسامة نقلي إن الوزارة طالبت إيران بتسريع التحقيق وإعلان نتائجه. ونفت إيران وجود «تعمد» في حادثة التسمم التي طاولت 36 سعودياً. وعزت ما وقع إلى «الإهمال والجهل» في استخدام مبيدات حشرية غير مرخصة. وأكدت جديتها في إجراء التحقيقات للكشف عن ملابسات الحادثة وتفاصيلها. وكانت السلطات في طهران ذكرت أول من أمس أن عمال الفندق استخدموا مبيداً حشرياً غير مرخص، وتسرب من خلال فتحات تكييف الهواء إلى غرف النزلاء، ما أدى إلى وقوع الحادثة. لكنها لم تحدد نوعه ولا قائمة المبيدات المرخص لها. وأكد القنصل السعودي العام في إيران بالإنابة عبدالله الحمراني ل«الحياة» انتهاء الإجراءات الرسمية لدفن المتوفين الأربعة، إلا أنه قال: «إن انشغال الأهالي بذويهم المرضى والمصابين أعاقهم عن الحضور لإنهاء التوقيعات الرسمية، التي تتضمن الموافقة على الدفن»، مشيراً إلى احتمال حضورهم خلال الساعات المتبقية من يوم أمس، وإتمام عملية دفن المتوفين في مشهد. وحمّل مساعد وزير الداخلية الإيرانية حسين ذوالفقاري أمس مدير الفندق والعمال مسؤولية «الإهمال والجهل» الذي أدى إلى وقوع الحادثة، نافياً بشدة التعمد. وأكد أن «وزير الداخلية الإيراني أمر بالتحقيق في الحادثة فوراً ونشر النتائج، لاطلاع الجميع عليها»، مؤكداً حرص الجانب الإيراني على اطلاع نظيره السعودي على نتائج التحقيقات. وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن المسؤولين المعنيين بادروا إلى متابعة الموضوع باهتمام خاص، وبشكل فوري، والتحقيق لكشف الملابسات. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أمس أن إيران قدمت تعازيها لذوي المتوفين في حادثة مشهد. وأشارت إلى أن 9 من المصابين السعوديين كانوا لا يزالون منومين في مستشفى بمشهد حتى أول من أمس (الثلثاء). وعلى رغم تأكيد ذوالفقاري ومسؤولين آخرين جدية طهران في التحقيق، إلا أنه لم يُذكر شيء عن طبيعة تلك التحقيقات، ولماذا لم تعلن نتيجتها على رغم مرور أيام من وقوع الحادثة؟