أشارت معلومات واردة من مدينة درنة (شرق ليبيا) أمس، إلى انسحاب مسلحي تنظيم «داعش» إلى قرية رأس الهلال التي تبعد 40 كيلومتراً شرق المدينة. أتى ذلك بعد معارك مع «مجلس ثوار درنة» الذي أعلن الحرب على التنظيم. وأفادت تقارير بأن «كتيبة أبو سليم» المحسوبة سابقاً على تنظيم «القاعدة» والتابعة ل «مجلس ثوار درنة»، كبدت مقاتلي «داعش» خسائر كبيرة، وقتلت أحد أهم قياداتهم المدعو عيسى بطاو العضو في «كتيبة البتار» التي أعلنت مبايعتها أبو بكر البغدادي، اضافة الى 18 مسلحاً آخرين، فيما قتل القيادي في «مجلس شورى الثوار» سالم دربي. وأكدت مصادر مطلعة على الوضع في درنة ل «الحياة» أن هناك تضامناً كبيراً من أهالي المدينة مع «مجلس الثوار». وأشارت المصادر إلى أن القوات التابعة للفريق خليفة حفتر لم تتدخل في المعارك باعتبار أنها «تدور بين خصمين». في المقابل، واصل «داعش» تقدمه غرب سرت في اتجاه مدينة مصراتة (وسط). وأفادت أنباء بأن مقاتلي التنظيم سيطروا على بلدة الوشكة الواقعة على بعد مئة كيلومتر غرب سرت، وواصلوا تقدمهم في اتجاه بلدة الهيشة التي تبعد مئة كلم من مصراتة معقل القوات التي تقاتلهم في إطار تحالف «فجر ليبيا» الذي أعلنوا الحرب عليه. وأبدت مصادر خشيتها من أن يكون هدف مسلحي «داعش» السيطرة على مخازن أسلحة تابعة لمصراتة، ليتنسى لهم إعادة تنظيم صفوفهم، بعد إكمال سيطرتهم على سرت باحتلالهم أمس الأول، محطة الخليج الكهربائية غرب المدينة. إلى ذلك، أفادت تقارير بأن حرس الحدود الجزائري ألقى القبض علي عدد من التونسيين التابعين ل «داعش» الآتين من سرت، وضبطت في حوزتهم جوازات سفر ليبية صادرة من قسم الجوازات في سرت. على صعيد آخر، وصل ممثلو البرلمان الليبي في الحوار إلى برلين أمس، متجاهلاً استدعاءه إلى طبرق للتشاور حول بنود «مثيرة للجدل» في مسودة الحل التي اقترحتها الأممالمتحدة على أطراف النزاع في مفاوضات عقدت في المغرب خلال اليومين الماضيين. وكانت مصادر البرلمان أعلنت في البداية رفضها تلك البنود، ثم خففت ذلك إلى إبداء تحفظ. وقال محمد شعيب، نائب رئيس البرلمان ل «رويترز»، أن الوفد وصل إلى ألمانيا حيث سيبحث مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وشمال أفريقيا اقتراحات الأممالمتحدة حول تشكيل حكومة وفاق لإنهاء الصراع على السلطة في البلاد. وأكد ناطق باسم الأممالمتحدة أن الوفد وصل إلى ألمانيا للمشاركة في المحادثات. وأوضحت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن الوفد اتصل في ختام جلسة الحوار في مدينة الصخيرات المغربية، برئيس مجلس النواب عقيلة صالح لإطلاعه على تفاصيل المسودة والملاحظات التي ستحال عليه. وبعد اطلاعه على البنود «المثيرة للجدل» طلب صالح من الوفد تعليق مشاركته في الحوار «إلى أن يتم احترام شرعية المجلس المنتخب»، باعتباره أحد البنود يقدم تنازلات «غير مقبولة» في صلاحيات المجلس. واستدعى صالح فريق الحوار الممثل مجلسَ النواب إلى طبرق «فوراً» للتشاور. تلى ذلك إعلان عيسى عبدالقيوم، الناطق باسم فريق الحوار التابع للبرلمان، تعليق المشاركة في الحوار، وعودة الفريق إلى طبرق. لكن أبو بكر بعيرة العضو في الفريق، أعلن لاحقاً أنه وزملاءه موجودون في المطار ومتوجهون إلى برلين، ما أوحى بأن الفريق تجاهل أوامر الرئاسة أو خضع لضغوط دولية. وأعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بدء المفاوضات في برلين بين 23 شخصية ليبية وموفدي العديد من القوى الكبرى. وقال في بيان ان «جولة المشاورات التي بدأت برعاية برناردينو ليون مبعوث الاممالمتحدة، «قد تكون الفرصة الاخيرة لحماية ليبيا من التفكك». واضاف ان «العالم ينتظر من اطراف النزاع ان يتحملوا مسؤولياتهم ويوافقوا على تسوية».